قد تستغربين من وجود علامة تحذيرية على بعض الأدوية تشير إلى ضرورة عدم استهلاكها مع فاكهة الجريب فروت أو مع عصيرها. فكيف يمكن أن تؤثر فاكهة على الأدوية وفاعليتها؟ الإجابة في هذا المقال.
تُمتص الأدوية في الكبد والأمعاء الدقيقة من خلال مجموعة بروتينات مخصصة تعرف باسم السايتوكرومات cytochrome P450 (CYPs). والتي تعمل على هضم الأدوية وتقليل مستويات الدم فيها.
تحتوي فواكه جريب فروت وشبيهاتها مثل البوملي وبعض أنواع البرتقال على كيماويات تسمى furanocoumarins. والتي تؤثر في طبيعة عمل السايتوكرمات التي تعمل على هضم الأدوية، وامتصاصها، ويجعل عملية الامتصاص أبطأ وتزيد بالتالي من حدة الأعراض الجانبية للأدوية.
من المهم معرفة أن حبة واحدة من هذه الفاكهة أو كوب عصير واحد منها كاف للتأثير في الأدوية. وأن هذا التأثير قد يدوم لثلاثة أيام، وأن التأثير قد يكون خطيرًا مع بعض الأدوية.
بعض أدوية الكولسترول المعروفة باسم الستاتينات statins تتأثر بالجريب فروت، حيث قد يؤدي تفاعل هذه الفاكهة مع بعض أدوية الكولسترول إلى تفكك أنسجة عضلات الجسم.
حيث بينت التجارب السريرية أن عند شرب عصير جريب فروت مع بعض الأدوية التي تعمل على تنظيم ضربات القلب، ترتفع مستويات هذه الأدوية بسرعة شديدة وبنسبة تصل إلى 84%. وقد أثر هذا التغيير على انتظام ضربات القلب على الذين يتناولون هذه الأدوية.
لا تتأثر أغلب الأدوية المستخدمة لعلاج ضغط الدم المرتفع بالجريب فروت، ما عدا الأدوية التي تندرج تحت فئة مثبطات قنوات الكالسيوم، والتي تتأثر بهذه الفاكهة مما قد يسبب هبوطًا حادًا في الضغط. أما في بعض أدوية ضغط الدم، فقد تؤثر فاكهة جريب فروت على شدة فاعليتها فلا تعمل الأدوية على خفض الدم المرتفع.
تستخدم مضادات الالتهاب أو المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات البكتيرية في الجسم، وقد تبين أن بعض أنواعها تتأثر بالجريب فروت. حيث تبين أن هذه الفاكهة تضاعف مستويات هذه الأدوية بالدم بدرجة شديدة، مما قد يؤثر في انتظام نبضات القلب، وصحة القلب بشكل عام. لذلك يفضل الامتناع من استهلاك فاكهة جريب فروت وعصيرها عند تناول الأدوية المضادة للالتهاب.
تتأثر مسكنات الألم القوية التي تحتاج إلى وصفة طبية بالجريب فروت بشكل ملحوظ، حيث تعمل هذه الفاكهة على إطالة مدة تواجد هذه المسكنات في الجسم، وإطالة فترات الارتخاء التي قد تسببها بعض هذه الأدوية.
تتأثر بعض مضادات الاكتئاب; والأدوية الموصوفة لعلاج اضطراب القلق بهذه الفاكهة الحامضية. حيث أن التفاعل بين فاكهة جريب فروت أو عصيرها، وهذه الأدوية قد يؤثر في صحة القلب، وقد يسبب الأرق أيضًا.
تستخدم أدوية تمييع الدم لتجنب الجلطات، ويتأثر بعضها بالجريب فروت الذي يجعلها أقل فاعلية. وفي بعض الحالات يزيد تركيزها فتتسبب بنزيف حاد.
قد يسبب تفاعل أدوية علاج الانتصاب عند الرجال مع فاكهة أو عصير جريب فروت إلى هبوط حاد في ضغط الدم. كما أن تفاعل أدوية تضخم البروستاتا معها هذه الفاكهة أو عصيرها قد تسبب الدوار وهبوط في الضغط أيضًا.
تستخدم أدوية تثبيط المناعة عادة لعلاج أمراض المناعة الذاتية، وقد تستخدم في حالة زراعة الأعضاء لكي لا يرفض الجسم العضو الجديد. تتأثر هذه الأدوية بالجريب فروت، وقد يكون تأثيرها خطيرًا حيث أن هذا التفاعل يمكن أن يزيد من خطر الالتهابات، ومن مشاكل الكلى، وارتفاع ضغط الدم.
تتأثر بعض الأدوية الستيرويدية أو الكورتيكوستيرويد بالجريب فروت وعصيرها، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل التورم، وارتفاع ضغط الدم.
تتأثر بعض الأدوية الهرمونية التي توصف للنساء، مثل أدوية منع الحمل أو الهرمونات التعويضية، وخصوصًا الأدوية التي تحتوي على هرمون الإستروجين، لأن فاكهة جريب فروت ترفع مستويات الإستروجين في الجسم بشكل طبيعي. لذلك تناول هذه الفاكهة مع أدوية الإستروجين يرفع مستوى الهرمون بالجسم بشكل كبير، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الغثيان، والصداع، وزيادة الوزن. بالإضافة إلى زيادة احتمالية حدوث جلطات، والإصابة بسرطان الثدي.
تتفاعل فاكهة جريب فروت مع بروتينات في الأمعاء الدقيقة والكبد، والتي تعمل على امتصاص أغلب الأدوية. تتفاعل هذه الفاكهة مع بعض الأدوية مما قد يؤدي إلى زيادة تركيزها في الدم، أو في بعض الأحيان إلى التأثير في مدى فاعليتها. من المهم عدم تناول أي أدوية قبل قراءة النشرة المرفقة ومعرفة ما إذا كان الدواء قد يتفاعل مع أي طعام أو أدوية أخرى.