العلاقة السحرية بين الصداقة وبين صحة المرأة

الصديقات المؤنسات والحنونات، هن من أهم أسباب ابتسامتنا، ومصدر الراحة، والعون، والسند. صديقاتك رفيقاتك في شرب فنجان القهوة، وصاحباتك في السراء، والضراء، هن أول من تخبريهن بأخبارك المفرحة، وأول من تهرعين نحوهن عندما تكونين حزينة. في هذا المقال والذي أهديه لصديقاتي في كل مكان سأتحدث عن الصداقة وأثرها الإيجابي على صحة المرأة الجسدية والنفسية.

Nauras Abul Haija Editor in Chief
نورس أبو الهيجاء
تاريخ النشر:Jun 27th 2024 | تاريخ التعديل :Oct 10th 2024
تأثير الصداقة على صحة المرأة

أهمية الصديقات في حياة المرأة

بينت الدراسة الشهيرة التي أجرتها جامعة هارفارد عن السعادة، والتي دامت 85 عامًا تابع خلالها أجيال متعاقبة من الباحثين حياة أكثر من سبعمئة شخص من أوساط اجتماعية مختلفة، بينت هذه الدراسة أن سبب سعادة المشاركين في الدراسة لم يكن الوضع المادي، أو النجاح الوظيفي أو غيرها من الأمور المادية، بل كان السبب العلاقات الإنسانية الإيجابية. وقد بينت دراسة أخرى تابعت حياة أكثر الشعوب تعميرًا على وجه الكوكب وجدت أن العامل المشترك بين هؤلاء الأشخاص، سواء كانوا يقيمون في غابة استوائية، أو جزيرة، أو مدينة، أو قرية هو تواجدهم بين أشخاص يحبونهم ولديهم معهم علاقات إيجابية.

وبالرغم من الأثر المهم للعلاقات الإنسانية الأخرى غير الصداقة، مثل الزواج، والعلاقة مع أفراد الأسرة الممتدة، تبقى الصداقة هي العلاقة المميزة في حياة المرء، خصوصًا إن كانت صداقة قديمة، ومع أشخاص مشابهين بالتفكير، تشاركنا معهم تجارب لا تنسى.

اعكسي هذه المعطيات العلمية على علاقاتك الشخصية لكي تدركي الأثر الإيجابي للصداقات الصحية، على حياتك وسعادتك، وصحتك أيضًا.

تأثير الصداقة على صحة المرأة

1| صحة نفسية أفضل

هل تذكرين شعورك عندما تشاركين فكرة وإحدى صديقاتك تفهمك فورًا؟ أو عندما تجدين قاسمًا مشتركًا مع صاحبة من صاحباتك؟ هذه الدفعة من السعادة والطاقة لها أثر إيجابي كبير على صحتك الجسدية والنفسية.

ولا تنسي الضحكات والذكريات الجميلة التي تشاركيها مع صديقاتك، فالضحك دواء مجاني يُشفي الروح، والقلب والجسد أيضًا. فعندما تضحكين مع أشخاص آخرين ستبذلين الكثير من الطاقة تجاه هذا الضحك، الذي سيذهب أي توتر أو حزن كنت تشعرين به قبل هذا اللقاء. الضحك معدي لذلك تأثير الضحك مع صديقاتك سيكون أكبر من تأثير مشاهدتك لفيلم كوميدي بمفردك في البيت.

2| علاج للوحدة

تتعرض المرأة لفترات من الوحدة في حياتها، خصوصًا عندما يكبر الأولاد ويغادرون المنزل. وقد أثبتت سنوات العزلة التي فرضتها علينا الجائحة الأثر السلبي العميق للوحدة والعزلة الاجتماعية على صحتنا الجسدية، والنفسية على حد سواء. لذلك تعتبر الصداقة، والخروج مع الصديقات، والتواصل معهن باستمرار أفضل علاج للوحدة عند النساء خصوصًا مع التقدم بالعمر.

3| تحسين الصحة العامة

الصداقات الإيجابية لها أثر كبير في تقليل التوتر، والإجهاد الذهني في حياتنا. عندما تقلقين من أمر ما أو على شخص ما، لا بد أنك تتصلين بصديقتك المقربة، لتشتكي لها، وتشاركيها همومك. هذه المشاركة، والفضفضة ستقلل فورا من مستويات القلق والتوتر، والتي هي من أهم مسببات الكثير من الأمراض التي تصيب المرأة، وعلى رأسها أمراض القلب والشرايين، وأمراض المناعة الذاتية، ومتلازمة التعب وغيرها.

4| سجل الذكريات

صديقتك ليست زميلة لرحلات التسوق، ورفيقة فنجان القهوة فقط، بل هي مستودع ذكرياتك، وصندوق أسرارك. فعندما تودعين صديقة تودعين معها جزءاً من تاريخك، الذي شاركته معها على مدى سنوات صداقتكم. لهذا السبب أنت تشعرين بأنك في العشرين من عمرك عندما تقابلين صديقتك منذ أيام الدراسة، وتشعرين أنك طفلة عندما تلتقي صديقة الطفولة العزيزة. فأنت تستعيدين من خلال هذه اللقاءات جزءًا غاليًا من تاريخك الذي هو ركن أساسي في تكوينك.

5| تعزيز الثقة بالنفس

من أخطر المشاكل التي تواجه الفتيات اليافعات، والنساء المعاصرات هي انعدام الثقة بالنفس، وهي ما يفتح المجال لعلاقة زوجية سامة، تنمر في مجال العمل، وغيرها من المشاكل التي تتعرض لها المرأة في حياتها الشخصية والعملية. ولكن الصديقات المخلصات، والمحبات هن أكبر المشجعات، والداعمات لصديقاتهن، هذا الدعم، والتشجيع، والمحبة غير المشروطة تُساعد على تعزيز الثقة بالنفس، وتُعطي المرأة التمكين والقوة التي تحتاجها لمواجهة مشاكل الحياة المختلفة.

كما أن الثقة بالنفس هي وسيلة مهمة في محاربة التوتر، والاكتئاب، وتعزيز الصحة النفسية، التي تؤثر على نحو مباشر على الصحة الجسدية.

الخلاصة،

نحتاج جميعنا للتواصل مع الآخرين، وللعلاقات الإيجابية في حياتنا، أما الصداقات في حياة المرأة، ودور الصديقات، فهي أساسية للنجاة في هذه الحياة القاسية، وهي من أهم العوامل التي تؤثر في الصحة الجسدية، والنفسية بشكل إيجابي.

تحية لكل الصديقات المخلصات، في كل مكان، ولصديقاتي أنا أحبكم وممتنة لوجودكن في حياتي.

Nauras Abul Haija Editor in Chief
نورس أبو الهيجاء مديرة المحتوى لمنصة أمومة

أم لثلاثة يافعين، ومديرة المحتوى لمنصة أمومة. حاصلة على ماجستير باللغة الفرنسية وآدابها من الولايات المتحدة الأمريكية. اختارت دراسة اللغة الفرنسية لشغفها باللغات منذ الطفولة، حيث أنها تجيد 6 لغات منها أربع لغات بطلاقة كبيرة. عملت نورس منذ تخرجها في مجالات عديدة، في التعليم المدرسي، والتعليم العالي، والترجمة. قبل توجهها للاختصاص بالتحرير وإدارة وصناعة المحتوى المكتوب باللغتين العربية والانجليزية. لديها اهتمام كبير بكل ما يخص الأمومة والتربية، ولديها شغف خاص بكل ما يتعلق بالتعليم.

مقالات ذات صلة