ما دور الذكاء الاصطناعي في صحة المرأة؟
الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا المعاصرة، وللنساء اللاتي يشكل نصف سكان الكوكب نصيبًا من هذه القفزة التقنية غير المسبوقة. سنتحدث في هذا المقال عن دور الذكاء الصناعي في صحة المرأة، وكيف يمكن للنساء الاستفادة منه للتخطيط للحمل، ومتابعة نمو الجنين وغيرها من الأمور الأساسية في حياة المرأة.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
هذا المصطلح الذي نسمعه كل يوم هو عبارة عن أنظمة حاسوبية معقدة، قادرة على القيام بمهام بشرية مثل تمييز الصور، والأصوات، وحل المشكلات. وهو مصطلح شامل لعدة تقنيات مثل تعلم الآلة، والتعلم العميق، ومعالجة اللغة الطبيعية.
بالرغم من ارتباط الذكاء الصناعي بالكثير من نظريات المؤامرة وأفلام الخيال العلمي، إلا أنها تقنية حديثة تتوسع يوميًا لتشمل جوانب جديدة في حياتنا.
دور الذكاء الاصطناعي في طب المرأة
يعتمد الذكاء الصناعي بالدرجة الأولى على المعلومات والبيانات التي يتم إدخالها في هذه الأنظمة الحاسوبية. وعادة ما تكون البيانات والمعلومات الصحية عامة وغير مخصصة للنساء دونًا عن النساء. مما يجعل استخدام الذكاء الاصطناعي في طب المرأة محدودًا، وذلك لافتقار هذه الأنظمة لبيانات كافية عن صحة المرأة. ولعل أبرز إنجاز للذكاء الصناعي في مجال طب المرأة هي القدرة على الكشف عن احتمالية وجود خلايا سرطانية مستقبلية في عنق الرحم من خلال دراسة نتائج عدة مسحات عنق رحم لنفس السيدة. عدا عن ذلك هناك العديد من الدراسات والأبحاث الطبية التي تحاول استخدام الذكاء الصناعي في الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وعن هشاشة العظام وغيرها من قضايا صحة المرأة.
ما هو الفيمتيك؟
مصطلح حديث عصف بالسنوات الأخيرة بعالم ريادة الأعمال. وهو فرع من فروع الأعمال والشركات المختصة بصحة المرأة، قطاع الرعاية الصحية للنساء. وذلك من خلال تأسيس شركات تقدم محتوى تعليمي عن صحة المرأة، وأدوات تقنية لتسهل على المرأة تتبع الدورة الشهرية، والتبويض، والحمل. وتعتبر منصة أمومة نموذجًا رائد في العالم العربي في مجال الفيمتيك.
حيث نسعى في أمومة تقديم أحدث المعلومات الطبية من خبراء في مختلف المجالات المتعلقة بصحة المرأة، والطفل، إضافة للمواضيع الحياتية المتنوعة التي تهم المرأة والأسرة بشكل عام.
استخدام الذكاء الصناعي لخدمة صحة المرأة
صحة المرأة غنية بالمواعيد والبيانات والمعلومات الكثيرة، وتحتاج المرأة لاستخدام أدوات ذكية وأدوات ذكاء اصطناعي لتساعدها على تتبع كل هذه البيانات لتحصل المرأة على معلومات عن دورتها الشهرية، والتبويض، وغيرها. فيما يلي أبرز التطبيقات والحاسبات التي تستخدمها النساء:
التطبيقات الذكية لتتبع الدورة الشهرية
تساعد هذه التطبيقات على تتبع الدورة الشهرية، وهي تعتبر بالدرجة الأولى بمثابة مفكرة تحفظ تاريخ الدورة الشهرية؛ مما يساعد على التخطيط للسفر أو أي نشاطات أخرى. كما تساعد هذه التطبيقات على الكشف عن عدم انتظام الدورة الشهرية الذي قد يحدث فجأة والتذكير بمتابعة الطبيبة إن لزم الأمر.
حاسبات التبويض
لعل معرفة أيام التبويض من أكثر ما يهم المرأة في مرحلة محاولة الحمل. وتساعد حاسبة التبويض على التنبؤ بأيام التبويض من خلال تحليل البيانات المدخلة إليها مثل تاريخ الدورة الشهرية، ومدتها، والمدة بين الدورتين وغيرها.
حاسبة الحمل
وهي أداة ذكية يمكن تحميلها على هاتفك الجوال بسهولة لتوفر لك معلومات وافية عن تطور الجنين داخل الرحم، بالإضافة إلى معلومات وافية عن كل أسبوع من أسابيع الحمل. كما يمكن لهذه الحاسبة أن تقدم مزايا إضافية مثل تذكيرك بمواعيد زيارات متابعة الحمل، وتذكيرك بتناول فيتامينات الحمل. كما تقوم هذه الحاسبة الذكية بتوقع موعد الولادة بناء على البيانات والمعلومات التي زودتها بها عند إنشائك حساباً شخصياً.
تطبيقات التمارين الرياضية
ممارسة الرياضة بانتظام أساسي للصحة الجسدية، والنفسية ومن الوسائل التي تساعد على إنزال الوزن. تساعد هذه التطبيقات على توفير فيديوهات تمارين رياضية يمكنك ممارستها في البيت. بالإضافة إلى تسهيل حساب كتلة الجسم، والكتلة العضلية لكي تحددي أهدافك في رحلة نزول الوزن وتحسين صحتك الجسدية.
تطبيقات الحميات الغذائية
قد يكون هناك تطبيقات عن حمية معينة مثل الكيتو، والتي تقترح عليك وجبات مناسبة لدايت الكيتو، وتقدم وصفات سهلة، كما أنها تزودك بقائمة المشتريات، وقد تقترح منتجات تساعد على تحضير هذه الوجبات. أو قد يكون تطبيق عام يقترح عليك بفعل أدوات الذكاء الاصطناعي الحمية الأنسب لك ولعمرك، ونشاطك البدني، وهدفك في نزول الوزن.
لا يزال الذكاء الصناعي من بين التقنيات الحديثة والسريعة التطور، ولكنها من التقنيات التي يمكن الاستفادة منها على نطاق واحد في مجال صحة المرأة، والصحة الإنجابية.
