ما نوع الدعم المطلوب من الزوج بعد الولادة؟

لا شك في أن حدث استقبال مولود جديد بالعائلة حدث سعيد ينبض بمزيج من المشاعر الجياشة، ويُدخل السرور والفرحة على قلب الزوجين، فهما يرتقيان من محبين عاشقين لمرتبة أعلى من الحب، ويتشاركان ثمرة هذا الزواج بالأبوة. بطبيعة الحال، تتحضر الأم لدورها الذي تدربت عليه سنين طوال من طفولتها وخلال لعبها بالعروسة ودور الأم والمعلمة مع صديقاتها لهذا اليوم، بالمقابل قد يشعر الأب والزوج بهذه اللحظة بالرغبة في المشاركة والدعم دون المعرفة الدقيقة والشاملة لما تحتاجه زوجته منه في هذه الفترة. لذلك سنتناول في هذا المقال ما يمكن أن يقدمه الزوج لزوجته من أنواع وأشكال عديدة من الدعم ليتجاوزا معاً مرحلة ما بعد الولادة بكل هدوء وسلاسة.

ummahat website
موقع كلنا أمهات
تاريخ النشر:Sep 10th 2023 | تاريخ التعديل :Oct 10th 2024
الزوج بعد الولادة

أنواع الدعم المطلوب من الزوج بعد الولادة

الدعم العاطفي والنفسي

اعتراف ووعي الزوج بحجم التحديات العاطفية التي قد تواجهها الزوجة بعد الولادة يشكل أحد أهم أشكال الدعم؛ حيث إن إدراكه لحجم التغيرات العاطفية التي تواجهها زوجته وتقديره مدى حاجتها إلى دعمه وسنده ستجعله قادراً على تقبل تغيراتها المزاجية، وتجعله زوجاً متواصلاً بشكل فعال معها ومستمع نشط لها. وليصل الزوج لهذا المستوى من الإدراك فلا بد من التحضير المسبق والتشجيع من زوجته ومحيطه على حضور الورش التثقيفية والتعليمية أو حضور الندوات أو قراءة المقالات المتعلقة بفترة الولادة وتحدياتها وكيفية تخطيها بنجاح.

طرق تقديم الدعم العاطفي

تقبل نوبات البكاء

كثير من الأمهات خاصة الأمهات الجدد تلجأ إلى البكاء للتعبير عن ضعفها وتعبها؛ ودور الزوج هنا هو تقبل ذلك مع الطبطبة والتربيت على كتف زوجته لتصل مشاعر الدعم والتفهم.

الاستماع النشط

يعد إنصات الزوج لزوجته من أهم طرق الدعم العاطفي. حيث تدرك الأم أن ما بعد الولادة مجرد مرحلة عابرة، وستمضي في كل الأحوال، لكنها غالباً ما تود البوح بمخاوفها وأسباب توترها وقلقها لتحجمها وتشعر بصغرها، وأنها قادرة على قهرها وتجاوزها. وبالتأكيد أفضل من يستمع إليها، ويدعمها هو زوجها.

الكلام الحلو

تحب النساء سماع الكلام الجميل، وتحتاجه في أوقاتها الصعبة لذلك عبارة جميلة من زوجها مثلاً (أصبحت أجمل أمهات العالم) أو (هذا الطفل محظوظاً لكونك أمه) كفيلة بتحسين صحتها النفسية والعقلية ومدها بالقوة والطاقة الإيجابية.

مكالمة هاتفية في وسط النهار

اتصال الزوج بزوجته خلال ساعات العمل يشعرها بأنها أولوية، وأنه يساندها حتى في أوقات انشغاله. 

الدعم العملي

إدراك الزوج لأهمية دعمه النفسي لزوجته بعد الولادة سيقوده بالتأكيد لتقديم أنواع أخرى من الدعم؛ مثل الدعم العملي وخلق جو أسري وروابط عائلية دافئة. 

في الواقع تعرف الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة بالثلث الرابع من فترة الحمل والولادة أي أن فترة التغيرات ما زالت مستمرة، ولم تنته بمجرد الوضع، لذلك ما زالت الزوجة بحاجة إلى المساعدة. وما زال يقع على عاتق الزوج مساعدة زوجته وسؤالها عما تريد بالضبط فمثلا:

تحضير الطعام

 يقدم الزوج الكثير من الدعم عندما يقدم وجبة طعام متوازنة ولذيذة لزوجته وأطفاله، أو عندما يساعدها بإعداد الطعام أو حتى عندما يفكر معها "ماذا سيكون على مائدة الطعام اليوم"!

الرضاعة

سواء كانت الأم ترضع طفلها طبيعياً، أو تلجأ إلى استخدام الحليب الصناعي، فإنها ستمضي ساعات طوال من يومها في عملية الرضاعة فقط؛ مما يشعرها بالعزلة تارة وعدم الإنجاز تارة أخرى. وهنا التقدير النفسي لهذه المشاعر سيؤدي بطبيعة الحال إلى الدعم والمساعدة الواقعية. فمثلاً في حال كانت الأم تستخدم زجاجات الرضاعة، فيقدم لها زوجها معروفاً عندما يطعم ابنه الرضيع، فهذا من شأنه أيضاً خلق رابطة جميلة بين الأب وابنه، ويخفف عن الأم قليلاً.

البحث عن مساعدة متقدمة!

بحسب المختصين فإن الأم بعد الولادة قد تتعرض لنوبات من البكاء والشعور بالعزلة وعدم الإنجاز تستمر لمدة أسبوعين، لكن في حال طالت هذه المدة أكثر فلا بد للزوج من مراقبة زوجته -لأنها قد تكون تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، دون أن تدرك ذلك - وطلب مساعدة المختصين في هذا المجال.

العلاقة الجنسية

أثبتت الدراسات أن المرأة تحتاج ما يقارب خمسة إلى ستة أسابيع، حتى تتنشط الرغبة الجنسية لديها، وذلك لعدة عوامل منها التشافي من الجروح والآلام، سواء كانت الولادة طبيعية أم قيصرية، كذلك إذا كانت الأم مُرضعة، فإن ارتفاع هرمون البرولاكتين يقلل الرغبة الجنسية. من المهم تواصل الحوار في هذه المرحلة لتجنب الفتور في العلاقة. 

خلق روابط عائلية 

في الحقيقة الحاجة إلى تقديم الدعم النفسي ليست فقط لاجتياز مرحلة ما بعد الولادة بسلاسة وأمان فقط؛ بل إن التقدير والتعاون يؤديان لا محال إلى خلق جو عائلي حميمي غني بالمشاعر الدافئة والعلاقات الوطيدة. على سبيل المثال أن يعرض الزوج على زوجته أو أن تطلب الزوجة من زوجها أن يمضي بعض الوقت مع الطفل، في حين أنها تأخذ قيلولة أو قسطاً من الراحة أو أن تلتقي بصديقة ما أو أن تشرب فنجاناً من القهوة بهدوء أو أن تستحم على مهل لا على عجل، سيجعل جميع الأطراف تشعر بالحب والسعادة والوئام؛ حيث إن انفصال الأم لبعض الوقت سيشحنها بالطاقة الإيجابية، ويجعلها واثقة أكثر بأمومتها وقدرتها على العطاء. كما أن قضاء الأب بعض الوقت مع الطفل يوطد علاقة الأبوة حيث إن التواصل بين الأب وأطفاله أصبح ضرورة للتعبير عن حبه لهم، ومساعدته لأمهم تعبيراً عن حبه لها، وهذا أقصى ما يتمنى الأم والأطفال من الأب.

 

كتب هذا المقال بقلم آلاء حميد من فريق كلنا أمهات

 

postpartum-course-cta-ar.webp

ummahat website
موقع كلنا أمهاتموقع دعم الأم العاملة

موقع كلنا أمهات، محطة للأم العاملة والتي تطمح للعودة للعمل لتهتم بصحتها النفسية وتطورها الوظيفي

مقالات ذات صلة