اسباب الارتجاع المريئي عند الرضع وعلاجه

تشتكي الكثير من الأمهات من صعوبة التعامل مع أطفالهن الرضع خلال الأشهر الأولى؛ بسبب بعض المشكلات البسيطة التي قد تؤثر على صحة ونمو الطفل إذا لم يتم التعامل معها بشكل جيد ومعالجتها إذا استدعى الأمر. ومن أبرز هذه المشكلات وأكثرها شيوعاً، تلك المتعلقة بالجهاز الهضمي مثل الارتجاع عند الرضع. سنتناول في هذا المقال في أمومة، الحديث عن الارتجاع المريئي عند الرضع، وسنتطرق إلى الأسباب وطرق العلاج.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:Jun 10th 2023 | تاريخ التعديل :Apr 10th 2024
الارتجاع المريئي

ما هو الارتجاع المريئي عند الرضع؟

يحدث الارتجاع المريئي أو ما يعرف أحيانا باسم (الارتداد الحمضي أو القلس الحمضي) عند الرضع عند خروج الحليب من المعدة إلى المريء، يصاحب ذلك عادة شعور الرضيع بحرقة في المريء نتيجة لخروج عصارة المعدة الحمضية مع الحليب.

وهناك ما يسمى بالارتجاع الصامت، حيث يخرج الحليب من المعدة إلى المريء، ويصل إلى الحلق والفتحة الخلفية للأنف كما وقد يصل إلى الفم، ويبتلعه الرضيع مرة أخرى، وسُمي بالارتجاع الصامت؛ لأن أعراضه تحدث في داخل جسم الرضيع.

كيف أعرف أن طفلي يعاني من ارتجاع المريء؟

  • قد يعاني رضيعكِ من الارتجاع، دون أن تعلمي بذلك؛ نظراً لعدم وجود علاماتٍ واضحةٍ، فقد لا تدركين أن طفلك يعاني من الارتجاع. إلا أنه قبل اكتشاف مشكلة ارتجاع المريء عند رضيعكِ قد تلاحظين أنه يَرفُض الرضاعة، كما قد تلاحظين أنه لا يكتسب زيادة طبيعية في الوزن، رغم محاولاتك في تغيير أنماط رضاعته وأكله.
  • قد يشتكي طفلك باستمرار من التهابات الجهاز التنفسي وربو مزمن، وربما يعاني أيضاً من التهاب المريء.
  • تلاحظين أيضاً على رضيعك كثرة التجشؤ أو الفواق الرطب؛ الذي يصحبه خروج سائل من الفم، كما قد يعاني من المغص باستمرار والبكاء المطول دون سبب واضح.
  • قد يرفض طفلك الرضاعة أو الأكل لما يتسبب به ارتجاع المريء من ألم وحرقة بسبب ارتداد محتويات المعدة إلى المريء مسبباً القيء الشديد أو المتكرر.

هل يسبب ارتجاع المريء ضيق في التنفس؟

يمكن أن يسبب ارتداد الحمض من المعدة إلى المريء إلى شعور الرضيع بالاختناق وضيق التنفس، وتحفز أعراض الربو أحياناً؛ بسبب تضيق الشعب الهوائية الناتج عن رد فعل عصبي يشتمل على إرسال إشارات تحذيرية إلى الدماغ.

ما هي الأطعمة التي تزيد من الارتجاع عند الرضع؟

هناك بعض الأطعمة التي عليكِ تجنب إعطائها لطفلكِ، والتي قد تتسبب في تُهيج ارتجاع المريء لديه، مثل:

  • الشوكلاتة.
  • الفواكه الحمضية كالبرتقال أو التفاح.
  • الطماطم والأطعمة التي تحتوي على صلصة الطماطم كالمعكرونة.
  • البيض.

كما أن عليكِ مراعاة ما تتناولينه إذا كنتِ تقومين بالرضاعة الطبيعية لطفلك؛ إذ يُعتقد أنّ الرضيع يتأثر بالأطعمة التي تتناولها الأم، لذلك فعليك تجنب بعض الأطعمة التي قد تهيج الارتجاع، مثل:

  • النعناع.
  • المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة.
  • بعض الأسماك مثل ماكريل.
  • الأطعمة المليئة بالبهارات والفلفل (المتبلة أو الحارة).
  • الأطعمة الدسمة.

أسباب الارتجاع أو الارتداد الحمضي عند الرضع؟

يرجع الارتجاع المريئي عند الرضع إلى ضعف عضلة المريء نتيجة لعدم اكتمال نموها خاصة في الأشهر الأولى، كما أن وضعية الاستلقاء والنوم على الظهر في معظم الوقت تجعل طفلكِ الرضيع أكثر عرضة للإصابة بالارتجاع.

ما هو علاج ارتجاع المريء عند الرضع؟

يتطلب التعامل مع حالات الارتجاع المريئي نمط حياة وعادات تقوم بها الأم مع رضيعها تساهم في السيطرة على الحالة، خصوصاً خلال الشهور الأولى.

ومن أهم هذه العادات والأنماط الحياتية للتعامل مع الارتجاع المريئي:

  • تنظيم وقت إرضاع الطفل، بمعنى أن ترضع الأم طفلها كل ساعتين تقريباً وبانتظام وإرضاعه كميات صغيرة عدة مرات بدلاً من كميات كبيرة.
  • الحرص على تكريعه (تجشؤ) في نصف الرضعة وبعدها.
  • الحرص على عدم إرضاع الطفل بعد تقيؤه مباشرة، بل تركه ليرتاح إلى أن يحين وقت الرضعة القادمة.
  • الحرص عند وضع الرضيع بأن يكون رأسه مرتفعاً قليلاً عن جسمه، وحمله بشكل مستقيم بعض الوقت.
  • إبعاد الرضيع عن المدخنين، فدخان السجائر يسبب ارتخاء صمام المعدة، ويزيد بالتالي من الارتجاع.
  • تجنب الضغط على بطن الرضيع، أو إلباسه ملابس ضيقة على بطنه وعدم الضغط عليه بمشدات البطن.
  • تعديل النظام الغذائي للأم إذا كانت ترضع طفلها طبيعياً بتجنب الأطعمة التي تحفز زيادة إفراز الحامض كالثوم والبصل والحوامض والأطعمة الدهنية والشاي والقهوة والشوكولاتة والليمون.
  • في حال الارتجاع الصامت يجب متابعة الطبيب، فقد يتطلب الأمر استخدام بعض الأدوية في بعض الحالات، مثل حاصرات الهيستامين 2 أو مثبطات مضخة البروتون حسب تعليمات الطبيب.

متى يتوقف الارتجاع عند الرضع؟

عادة ما يتوقف ارتجاع المريء للرضع بسبب اكتمال نمو الحلقة في عضلة المريء، والتي تنغلق من تلقاء نفسها بعد البلع ما يمنع الطعام وبالتحديد الحليب من العودة صعوداً إلى الفم، ويحدث ذلك عادة عندما يُصبح عمرهم 12-18 شهراً، وذلك دون أن يتسبب لهم بأي مشاكل صحية، إلا أنه قد يستمر الارتجاع لدى بعض الأطفال لمدة أطول تبعاً لعوامل أخرى غير شائعة.

تحدثي مع طبيبك العام إذا كان طفلكِ يعاني من أي من الأعراض التي تحدثنا عنها، وإذا كان لا يشعر بالراحة، ولا يستمتع بتناول الطعام. وفي النهاية عزيزتي الأم، لا تشعري بالذنب، ويجب أن تعلمي أن عملية الترجيع هي من المشكلات الشائعة التي قد لا يمكن إيقافها بشكل الكامل، إلا أن التعامل معها لحين اكتمال نمو الطفل يساهم في تقليلها بنسبة لا تقل عن 50%.

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة