اعراض قرحة المعدة للحامل
تعد قرحة المعدة من مشاكل الجهاز الهضمي الشائعة، والتي تصبح أكثر تعقيدًا وخطورةً خلال الحمل نتيجة التغيرات الجسدية والهرمونية التي تطرأ على جسم الحامل. تابعي قراءة المقال لتتعرفي على اعراض قرحة المعدة للحامل بالتفصيل، بالإضافة لتأثير هذه الحالة ومضاعفاتها على صحة الأم والجنين وكيفية التعامل معها وعلاجها.
لمحة عامة عن قرحة المعدة
قرحة المعدة هي ظهور تقرحات وجروح مفتوحة في بطانة المعدة التي تحميها من الأحماض. يمكن أن تحدث القرحة في الجزء العلوي من الأمعاء أيضًا، وتعرف حينها بقرحة الاثني عشر، كما يمكن أن تحدث القرحة في المعدة والاثني عشر معًا، وتعرف حينها بالقرحة الهضمية.
تعد هذه المشكلة شائعة نوعًا ما، إذ يمكن أن تصيب الرجال والنساء والأطفال، وقد تبين في إحدى الدراسات ارتفاع معدل انتشارها بين الحوامل خلال السنوات القليلة الماضية.
بالرغم من وجود علاجات للقرحة، إلا أنها تصبح خطيرة إن تركت دون علاج لفترة طويلة، ويعود السبب لأحد الآتي:
- يمكن أن تنزف بعض التقرحات بشكل مستمر مما يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من الدم مع مرور الوقت.
- قد تستمر القرحة في التآكل عبر جدار المعدة، حتى يحدث ثقب في المعدة.
هل قرحة المعدة من أعراض الحمل؟
لا تعتبر قرحة المعدة من أعراض الحمل على الإطلاق، بل هي حالة طبية يمكن أن تصيب الحوامل وغير الحوامل والرجال أيضًا بسبب:
- الإصابة ببكتيريا الملوية البوابية (H. pylori)، وهي بكتيريا شائعة جدًا، يعاني منها نصف الأشخاص في العالم تقريبًا. عادةً لا تسبب أعراض واضحة، ولكن مع استمرارها في التكاثر يمكن أن تسبب تآكل بطانة المعدة، وتسبب التهاباً مزمناً يسبب القرحة.
- تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية لفترات طويلة أو بجرعات عالية (مثل الأسبرين الذي قد يوصف للحوامل لمنع التجلطات)، فهذا النوع من الأدوية يهيج بطانة المعدة.
- يشكل السببان السابقان حوالي 99% من أسباب قرحة المعدة تقريبًا، ولكن توجد بعض الأدلة أن هناك أسباباً محتملة أخرى للقرحة، ومنها التعرض المستمر للتوتر الشديد أو الإصابة بالتهابات فيروسية أو فطرية أو بكتيرية في المعدة، أو الإصابة بمتلازمة زولينجر إليسون وهي حالة تسبب إفراز كمية كبيرة من حمض المعدة.
ولكن يبقى السؤال "ما العلاقة بين القرحة والحمل؟" يحتاج إلى إجابة، وفي الحقيقة تلعب التغيرات الهرمونية والجسدية والنفسية التي تطرأ على الحامل دورًا في رفع فرصة الإصابة بالقرحة وازدياد أعراضها سوءًا كما وضحت العديد من الدراسات والأبحاث.
اعراض قرحة المعدة للحامل
تعتمد شدة الأعراض التي تعاني منها المصابة على شدة القرحة، ولكن أكثر الأعراض شيوعًا هو الشعور ببقعة مؤلمة في المعدة (أي في المنطقة التي تقع بين عظمة الصدر وسرة البطن إلى اليسار قليلًا). عادةً ما يترافق هذا الألم مع الشعور بالحرقان، أو أن شيئًا يأكل المعدة، ويصبح أسوأ عندما تكون المعدة فارغة، بينما يتحسن بعد تناول الطعام أو الشراب، ويمكن أن يستمر من بضع دقائق إلى عدة ساعات. وبالإضافة للألم، تشمل اعراض قرحة المعدة للحامل الأخرى:
- عسر الهضم.
- الارتجاع الحمضي.
- الغثيان والتقيؤ.
- فقدان الشهية وعدم الرغبة بتناول الطعام بسبب الشعور بالألم.
- الشعور بالشبع بسرعة.
- فقدان الوزن.
- الانتفاخ وتراكم الغازات وكثرة التجشؤ.
ولكن يجدر التنويه أن الكثير من المصابات لا يشعرنّ بأي أعراض، وتعرف هذه القرحة بالقرحة الصامتة، وعادةً ما يتم اكتشاف الإصابة بها عند حدوث مضاعفات، مثل: النزيف أو ثقب جدار المعدة. حيث تسبب هذه الحالات ظهور الأعراض الآتية:
- تقيؤ الدم، فقد يظهر باللون الأحمر الفاتح، أو البني الداكن، فيكون على شكل القهوة المطحونة.
- خروج دم في البراز، فيخرج البراز أسود داكناً ولزج يشبه القطران.
- ألم شديد ومستمر في البطن لا يختفي على الإطلاق.
- الإصابة بفقر الدم في حال نزفت المعدة كثيرًا، لذا يمكن أن تعاني العديد من المصابات من الدوخة، والشعور بالتعب العام، وشحوب البشرة وضيق التنفس والإغماء أحيانًا.
هل تؤثر قرحة المعدة على الجنين؟
بينت العديد من الدراسات أن القرحة تزداد سوءًا عند النساء الحوامل، وقد تسبب مضاعفات تهدد حياة الجنين والأم أيضًا في حال تركت دون علاج. فعلى سبيل المثال بينت إحدى الدراسات أن قرحة المعدة رفعة من فرصة حدوث:
- تسمم الحمل.
- الجلطات الدموية الوريدية عند الحامل.
- تمزق الأغشية المحيطة بالجنين قبل الموعد.
- الحاجة للولادة القيصرية.
- الولادة المبكرة.
- وفاة الجنين داخل الرحم والتشوهات الخلقية.
لذلك، من الضروري على الحوامل المصابات بالقرحة الهضمية مراجعة الطبيب ومناقشة الخطة العلاجية المناسبة بشكل فوري، والبقاء على تواصل مستمر معه.
علاج قرحة المعدة عند الحامل
عادةً ما يتم علاج قرحة المعدة بعلاج المسبب الرئيسي، فبمجرد اختفاء سبب القرحة سوف تبدأ بطانة المعدة بالشفاء في غضون عدة أسابيع. فعلى سبيل المثال:
- إن كانت مضادات الالتهاب غير الستيرويدية هي سبب قرحة، حينها يطلب الطبيب التوقف عن تناولها أو استبدالها بأنواع أخرى، فهذا قد يكون كافيًا لشفاء القرحة من تلقاء نفسها.
- إن كان سبب القرحة البكتيريا الملوية البوابية، حينها قد يصف الطبيب مضادات حيوية للقضاء عليها. عادةً ما يتم وصف العلاج الثلاثي أو الرباعي، ولكن قد يقوم الطبيب بإجراء تعديل على العلاج باختيار أنواع آمنة من المضادات الحيوية للحوامل وتحديدًا في الثلث الأول من الحمل.
- قد يصف الطبيب أيضًا مجموعة من الأدوية للتخفيف من أحماض المعدة وحماية بطانة المعدة منها وبالتالي تعزيز شفائها، مثل مثبطات مضخة البروتون.
وبالإضافة لما سبق، قد يطلب الطبيب من الحامل إجراء تغييرات على نمط الحياة للتخفيف من الأعراض، ومنها:
- تجنب الأطعمة التي تزيد من الوضع سوءًا، مثل: عصائر الحمضيات، والكافيين، والشوكولاتة، والأطعمة الغنية بالدهون.
- عدم تناول أي نوع من الأدوية دون استشارة الطبيب.
- تجنب التدخين أو الجلوس مع المدخنين، فالتدخين السلبي يؤذي رئتين الجنين، ويزيد من الأعراض سوءًا.
متى يجب زيارة الطبيب؟
من الضروري أن تبقى الحامل المصابة بقرحة المعدة على تواصل مع الطبيب طوال فترة الحمل لمراقبة صحتها ونمو الجنين. ولكن يجب الحصول على العناية الطبية الطارئة في حال ظهور جميع أو بعض الأعراض الآتية، وذلك لأنها قد تكون علامات على مضاعفات خطيرة:
- استمرار ظهور الأعراض التي وضحناها سابقًا وعدم تحسنها مع الوقت.
- الشعور بألم مفاجئ وشديد في البطن يزداد سوءًا مع الوقت.
- خروج كميات من الدم في القيء، فيظهر على شكل القهوة المطحونة.
- خروج دم في البراز، فيظهر داكن اللون.
الخلاصة
تعد قرحة المعدة حالة شائعة تنشأ نتيجة تآكل البطانة التي تحمي المعدة من الأحماض. تتسبب هذه الحالة بظهور مجموعة من الأعراض، وأبرزها آلاماً حارقة في المعدة وعسر الهضم والغثيان والتقيؤ، وترتبط بمضاعفات خطيرة ومهددة للحياة على الأم والجنين في حال لم يتم علاجها ومتابعتها.
