احتفالات عيد الأم ليست للجميع

آذار هو شهر المرأة وشهر الأم، فبعد أن احتفلنا بيوم المرأة، نستعد للاحتفال في عيد الأم. بينما يُشغل الكثيرون بشراء هدايا عيد الأم، وتحضير المفاجآت لأمهاتهم، ينتظر آخرون مرور هذه المناسبة بسرعة، لما تسببه لهم من ألم ووجع. لا تستغربوا فيوم الأم مصدر ألم للكثيرين، تابعوا القراءة لمعرفة المزيد.

Nauras Abul Haija Editor in Chief
نورس أبو الهيجاء
تاريخ النشر:Mar 17th 2024
احتفالات عيد الأم

كيف يحتفل أغلب الناس في يوم الأم؟

عيد الأم من كل عام مناسبة غالية للكثيرين، فهو اليوم الذي يتمكنون من إظهار محبتهم، وتقديرهم لست الحبايب. فيقدمون هدايا عيد الأم من ذهب، ومجوهرات، ومنتجات شخصية، وكهربائيات منزلية، ورحلات عائلية وغيرها من أفكار الهدايا الجميلة.

وهي أيضًا فرصة لتجمع العائلة في جو مبهج ليكرموا من قدمت كل شيء لسعادة أولادها، وأسرتها. كما أن للحموات والخالات، وللأخت الكبرى نصيبًا في الاحتفال في هذه المناسبة الطيبة. فالخالة أم، والحماة بالرغم من محاولات تشويه صورتها، إلا أنها أم أيضًا وتستحق الاحتفال، وفي الكثير من العائلات تلعب الأخت الكبرى دورًا مساندًا للأم، فيتم الاحتفال بها هي الأخرى في هذه المناسبة الجميلة.

احتفالات عيد الأم ليست للجميع

بينما يبتهج الكثيرون لهذه المناسبة المميزة، يبغض آخرين ليس فقط يوم الأم، بل شهر آذار بأكمله! بسبب الضجيج المستمر في الأسواق والشوارع ومنصات التواصل عن هدايا الأمهات، وعن الاحتفال بيوم الأم وأفكار الاحتفال وتكرار كلمات ماما، أمي، أم، ست الحبايب ملايين المرات أمامهم، وهم لا يستطيعون التلفظ بها؛ لأن الغالية صاحبة هذه الألقاب لم تعد بيننا.

من فقد أمه لا يستصعب عيد الأم فقط، بل يستصعب الحياة كلها، أحيانًا يكون التنفس مجهدا من شدة الفقد، فلقد فقد جزءًا من روحه ونفسه لن يستطيع استعادته. ولكن للمبالغة بالاحتفالات في هذا اليوم أثر جارح، يشعر به أولئك الذين فقدوا أمهاتهم، فيتمنون لو أن يخلدوا للنوم، ويستيقظوا بعد انقضاء شهر آذار باحتفالاته، وضجيجه حول الأم الغالية.

احتفلوا بأمهاتكم بحب، واحتضنوهم، وقبلوا أيديهم، واجلسوا عند أقدامهن فهذه لحظات ثمينة، أتمنى ألا تفقدوها. ولكن ترفقوا بمن لا يمكنهم استعادة هذه اللحظات لا تشاركوا الصور، والفيديوهات على منصاتكم والتزموا الهدوء.

تجربتي مع احتفالات عيد الأم

منذ أكثر من عشر سنوات، وبعد أيام قليلة من عيد الأم حيث احتفلنا بأمي -رحمها الله- بالهدايا، والكيك، وحضننا جسدها المتعب من السرطان، ومن العلاج الكيماوي. دخلت المستشفى للمرة الأخيرة، ولم تعد إلى البيت قط. وأصبح بيت العائلة باردًا مظلمًا، ولم يعد للحياة أي طعم. هذه الذكرى، تجعل لعيد الأم وقعًا أليمًا في نفسي أشاركه مع الكثير من صديقاتي، اللاتي جمعتنا الحياة، وتشاركنا معًا وجع الفقد والفراق.

عيد الأم هذا العام أكثر مرارة وحزن، عشرات الألاف في غزة فقدوا أمهاتهم، وآلاف من نساء غزة انتزعت الأمومة من بين أحضانهم بكل وحشية عندما فقدوا أبنائهم.

رفقًا بمن فقدوا أمهاتهم وأطفالهم وأنتم تحتفلون بأمهاتكم، فمن ماتت أمه ليس شخصًا هشًا فحسب، بل هو شخص مكسور لا يمكن جبره.

 

تصفحي أيضًا إعادة النظر في يوم المرأة في ظل الحرب على المرأة في غزة

Nauras Abul Haija Editor in Chief
نورس أبو الهيجاء مديرة المحتوى لمنصة أمومة

أم لثلاثة يافعين، ومديرة تحرير مدونة أمومة. حاصلة على ماجستير باللغة الفرنسية وآدابها من الولايات المتحدة الأمريكية. اختارت دراسة اللغة الفرنسية لشغفها باللغات منذ الطفولة، حيث أنها تجيد 6 لغات منها أربع لغات بطلاقة كبيرة. عملت نورس منذ تخرجها في مجالات عديدة، في التعليم المدرسي، والتعليم العالي، والترجمة. قبل توجهها للاختصاص بالتحرير وإدارة وصناعة المحتوى المكتوب باللغتين العربية والانجليزية. لديها اهتمام كبير بكل ما يخص الأمومة والتربية، ولديها شغف خاص بكل ما يتعلق بالتعليم.

مقالات ذات صلة