ما أهمية الدعم العائلي للأم الجديدة؟

في الأسابيع الأولى بعد ولادة الطفل، تتعرض الأم لمزيج من المشاعر المتناقضة، حيث تندمج فرحة استقبال مولود جديد مع الإرهاق والإحباط الناتج عن الرعاية المستمرة. لذلك في هذه الفترة الحساسة يصبح الدعم العائلي أمرًا لا غنى عنه لتجاوز تحديات الأمومة، وضرورة تساهم في تعزيز صحة الأم النفسية والجسدية، ويساعدها على التعافي من تجربة الولادة، والتكيف مع المسؤوليات الجديدة، ليس مجرد رفاهية كما يعتقد البعض. لذلك في هذا المقال سوف نسلط الضوء على أهمية الدعم العائلي للأم الجديدة، ونقدم أفضل النصائح لمساعدة الأمهات من قبل أفراد العائلة والأصدقاء.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:Sep 4th 2024
الدعم العائلي للأمهات الجدد

أهمية الدعم العائلي للأم الجديدة

  • يعتبر الحمل والأمومة تجربتين فريدتين، ولكنهما يحملان تحديات كبيرة. حيث تمر معظم النساء وتحديدًا الأمهات الجدد بتغيرات عاطفية وجسدية كبيرة خلال هذا الوقت، فعلى سبيل المثال تعاني معظم الأمهات الجدد من الحرمان من النوم بسبب الرعاية بالمولود، كما يواجهن تحديات عند البدء بالرضاعة الطبيعية، أو قد يعانين من اكتئاب ما بعد الولادة.
  • ولكن بتقديم الدعم اللازم من العائلة والأصدقاء، ومن مقدمي الرعاية الطبية في هذه المرحلة يمكن تجاوز جميع هذه التحديات. إذ تكمن أهمية الدعم العائلي للأم الجديدة في النقاط الآتية:
  • منح الأم المتعبة وقتًا كافيًا للتعافي من الولادة وأخذ قسط كافٍ من الراحة من خلال تقديم الرعاية الجسدية لها أو المساعدة في الأعمال المنزلية أو رعاية الطفل.
  • تعزيز احترام الأم لذاتها وثقتها بنفسها من خلال تقديم الدعم والثناء والتشجيع. حيث أشارت بعض الأبحاث أن العلاقة الجيدة بين الأمهات الجدد وأمهاتهم أو أمهات أزواجهم تؤثر بشكل إيجابي على الأم الجديدة، وتزيد من ثقتها بنفسها.
  • تعزيز الترابط بين الأم وطفلها، وهذا الأمر ضروري لدعم نمو الطفل النفسي والعاطفي.

كيف يمكن للعائلة تقديم الدعم للأم الجديدة؟

تميل العائلة وتحديدًا الزوج لمعرفة الأم بشكل أفضل من أي شخص آخر، كما يمكنهم توقع احتياجاتها والقيام بالأشياء بالطريقة التي تريدها هي، لذلك وجودهم والحصول على الدعم منهم قد يفعل العجائب لصحة الأم العاطفية والعقلية والبدنية.

يمكن تقديم الدعم العائلي للأم الجديدة من خلال القيام ببعض المهام المطلوبة منها، فوجود أشخاص يمكن للأم الوثوق بهم قد يخفف الكثير من الضغط الواقع عليها.

فعلى سبيل المثال، تميل الأطباق المتسخة والغسيل والفوضى للتراكم مع وجود طفل جديد في المنزل، لذلك يمكن لأحد أفراد العائلة القيام بالآتي:

  • غسيل الملابس.
  • تنظيف الأطباق المتسخة.
  • إعداد الوجبات ووضعها في الثلاجة لاستخدامها في يوم آخر.
  • التناوب في رعاية الطفل كتغيير الحفاض وحمل الطفل عندما يبكي للسماح للأم بالاستحمام أو لتأخذ قسطًا من الراحة.

كيف يمكن للأصدقاء تقديم الدعم للأم الجديدة؟

على الرغم من أهمية الدعم العائلي للأم الجديدة، إلا أن وجود الأصدقاء في هذا الوقت لا يقل أهمية عن وجود العائلة. إذ يمكن للأصدقاء تقديم الدعم للأم الجديدة بأحد الطرق الآتية:

  • الدعم العاطفي: بالاستماع لما تعاني منه دون إعطاء أي أحكام، بل تشجيعها باستمرار بكلمات محفزة والتأكيد على أنها تقوم بعمل رائع.
  • التواجد: التواجد بشكل مستمر من خلال زيارات سريعة وتقديم المساعدة إن لزم الأمر، والتواصل معها من خلال مكالمات الهاتف أو الفيديو للاطمئنان عليها.
  • تقديم المساعدة: بالقيام ببعض المهام المنزلية، ورعاية الأطفال الأكبر سنًا، أو إعداد وجبات الغذاء.
  • تقديم الهدايا: يمكن دعم الأم الجديدة بتقديم بعض الهدايا الخاصة بها أو بطفلها.

كيف يمكن لمقدمي الرعاية الصحية دعم الأم الجديدة؟

يمكن لمقدمي الرعاية الصحية دعم الأمهات الجدد من خلال زيارات المتابعة والفحوصات بعد الولادة، والتي يتم خلالها فحص الأمهات الجدد بحثًا عن أي مخاوف تتعلق بالصحة العقلية أو البدنية.

فعلى سبيل المثال يعد اكتئاب ما بعد الولادة شائعاً جدًا، ويمكن أن تظهر أعراضه لمدة تصل إلى عام بعد الولادة، مثل: القلق، والحزن، واليأس، وعدم تقبل الطفل.

لذا من الضروري أن تخضع الأم للمتابعة الدورية وإجراء بعض الفحوصات وتلقي العلاج الطبي والنفسي إن لزم الأمر، وهنا يكمن دور مقدم الرعاية الصحية في تقديم الدعم للأم الجديدة.

كيف يمكن تقديم الدعم العاطفي والنفسي للأم الجديدة؟

تواجه الأم الجديدة موجة من العواطف، وهي تحاول التكيف مع دورها الجديد، وفيما يأتي بعض الطرق لدعمها عاطفيًا من قبل العائلة والأصدقاء:

  • السؤال عما تحتاجه باستمرار: في الأيام الأولى بعد الولادة يكون لدى الأم الكثير من الأفكار والأشياء التي يجب أن تنجزها كالرغبة في الاستحمام أو أخذ قيلولة أو استراحة من حمل الطفل، ومن الصعب تخمين هذه الاحتياجات، لذلك من الضروري سؤالها عما تحتاجه باستمرار. وحتى لو كانت إجابتها لا شيء، سوف تشعر بالدعم بمجرد سماع السؤال.
  • إنجاز بعض المهام عنها: وتحديدًا الزوج، فمساعدتها بإنجاز المهام المتعلقة بحديث الولادة كتغيير الحفاض أو الرضاعة ليلًا، أو هز الطفل عندما يبكي أو القيام بالأعمال المنزلية كالترتيب وغسل الأطباق، دون أن تطلب ذلك سوف يُظهر لها أن مسؤوليات العناية بالطفل والمسؤوليات المنزلية ليست على عاتقها فقط، وهذا يخفف من التوتر والقلق الذي تشعر به.
  • إخبارها بمدى نجاحها: من الضروري التأكيد على الأم أنها تقوم بعمل رائع، وأنها ناجحة لتعزيز صحتها النفسية والعقلية وتعزيز ثقتها بنفسها كأم جديدة.
  • الاستمرار في تقديم الدعم: من خلال المكالمات الهاتفية ومكالمات الفيديو، أو من خلال إرسال وجبات طعام لها أو هدايا صغيرة، فجميع هذه الأمور قد تكون نقطة مضيئة في يومها الشاق.
  • تجنب إعطاء نصائح غير مرغوب بها: فلا توجد طريقة واحدة لنكون أمهات جيدات، لذلك لا داعي لإعطاء نصائح قد تزيد العبء على الأم، بل ننصح بإعطاء تعليقات داعمة.
  • تشجيعها على التواصل مع الأمهات الأخريات: على الرغم من أن الدعم العاطفي من العائلة والأصدقاء أمر بالغ الأهمية، إلا أن الحديث مع أمهات أخريات في مرحلة مماثلة من الحياة قد يكون له تأثير إيجابي كبير، فتبادل القصص والنصائح والمواقف مع الأمهات الجدد الأخريات قد يدعم الأم الجديدة نفسيًا بشكل كبير.

الخلاصة

على الرغم من أن كل أم سوف يكون لها احتياجات مختلفة، إلا أن مساعدتها في الأعمال المنزلية، أو إنجاز بعض المهام المتعلقة بالطفل كتغيير الحفاض أو هز الطفل عندما يبكي، أو تقديم الدعم النفسي قد يكون له تأثير كبير. فمن خلال ذلك يمكن زيادة ثقة الأم بنفسها والتأقلم مع دورها الجديد وتخفيف الضغوطات التي تشعر بها.

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة