إعادة النظر في يوم المرأة في ظل الحرب على المرأة في غزة

يوم المرأة خلال الحرب على المرأة

من غير المجدي مناقشة القضايا المعهودة التي تطرح خلال شهر المرأة من كل عام، بينما هناك حرب على المرأة، كما سما البيان الأخير الصادر عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة الحرب على غزة. بعد مقتل ما يقرب من 10000 امرأة في غزة حتى الآن، وتهجير ما يقرب من مليون شخص لأغلبهم من النساء، يعيشون في ظروف صحية سيئة ومجاعة مروعة.

موضوعات يوم المرأة من منظور مختلف

المساواة

في كل عام في يوم المرأة، يتجدد الحديث عن المساواة بين الجنسين، وتتجدد الدعوات للمساواة في الأجور وغيرها من مطالب المساواة المشروعة.

ولكن هذا العام، ينبغي لنا أن نطالب بالمساواة بين نساء غزة وغيرهن من نساء العالم، لتلقي الاهتمام والرعاية، وللعيش في سلام وأمان، والحصول على ظروف معيشية إنسانية.

الشمولية

يصل الضجيج حول الشمولية إلى ذروته كل في مثل هذا الوقت من كل عام، إلا أنني في هذا العام، أدعو الله أن تُشمل نساء غزة في الحصول على الحقوق الأساسية للإنسان، مثل حرية الحركة والحصول على المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية اللائقة.

الأمان

العنف ضد المرأة قضية خطيرة يناقشها الناشطون والنسويون باستمرار. العنف الذي تواجهه النساء والفتيات في غزة يوميًا خلال الأشهر الخمسة الماضية قد تجاوز أسوأ القضايا التي عُرضت في أي محكمة جنائية. ومع ذلك، هناك صمت مريب حيال ذلك من قبل هؤلاء النشطاء أنفسهم الذين يتحدثون دومًا وبصوت عالٍ عن العنف القائم على النوع الاجتماعي. وأتساءل لماذا؟

صحة المرأة

غالبًا ما تُهمل في مناطق الحرب الرعاية الصحية للمرأة بالرغم من أنها ركيزة حيوية. هذا العام في غزة، ارتفعت معدلات الإجهاض بشكل كبير. والكثير من النساء أنجبن دون مساعدة أي طاقم طبي بسبب القصف المستمر، وأولئك اللاتي كن محظوظات بما يكفي للوصول إلى المستشفى كان عليهن الخضوع لعمليات قيصرية دون تخدير، والولادة في ظروف سيئة للغاية. كما أن هناك نقصاً في مستلزمات النظافة الأساسية للنساء في جميع أنحاء قطاع غزة المنكوب.

الأمومة

النساء في غزة، اللاتي يعشن في ظروف مروعة بسبب الحرب والحصار، يواجهن دائمًا تحديات في الخصوبة. فالأمومة حلم ثمين طالما ناضلت المرأة الغزية من أجله. إن إنجاب طفل للمرأة التي عانت الكثير على درب علاجات الخصوبة هو أغلى هدية ومصدر كل الفرح والسعادة. انتُزعت الأمومة من نساء غزة بشكل وحشي كل يوم منذ أكتوبر 2023، حيث قتل 13000 طفل تاركين آلاف الأمهات المحطمات الفؤاد. كل ليلة، صور نساء غزة يحملن جثث أطفالهن وأطفالهن الموتى تطاردني في أثناء نومي، وصحوي. 

تقدير الصمود والشجاعة 

لن أشارك أبدًا في احتفالات يوم المرأة التي تدعوا إليها الحركات النسوية ونشطاء حقوق الإنسان المزيفين الذين وقفوا صامتين أمام الفظائع التي تواجهها النساء والفتيات في غزة. وبدلاً من ذلك، سأحيي صمود النساء المذهلات في غزة وأُجل قوتهن الهائلة، اللاتي، على الرغم من الموت والأهوال، استمررن في رعاية كل من حولهن، بينما لا يملكن الكثير، وفي أغلب الأحيان يكن قد خسرن كل شيء، فهن بالفعل روح الروح.