احتمالية اصابة الرضيع باضطراب فرط الحركة
يمتلك جميع الأطفال كثيراً من الطاقة والقدرة على اللعب والحركة المستمرة تقريباً طيلة النهار، ويود بعض الآباء أن يكون الابن هادئاً جداً ومطيعاً، لكن اللعب والحركة من أهم عناصر النمو الجسماني والنفسي والذهني والاجتماعي للطفل، فكيف يفرق الآباء بين النشاط العادي لأي طفل والنشاط الزائد؟ اضطراب فرط الحركة ADHD عند الرضع أحد أهم المشكلات التي تواجه الأهالي في المراحل الأولى من حياة الطفل، وهو من الحالات التي تتسم بصعوبة التحكم في ردود أفعال الطفل لما يحدث من حوله. في هذا المقال من أمومة سنتعرف على هذه المشكلة والأعراض التي تشير إليها.
ما هو اضطراب فرط الحركة عند الأطفال الرضع؟
هو أحد اضطرابات النمو العصبية التي تحدث في مرحلة الطفولة، تتمثل في الاندفاعية والنشاط الزائد وتشتت الانتباه، ويستمر حتى مرحلة البلوغ ومرحلة الرشد بأشكال وأعراض مختلفة.
لا يوجد سبب محدد ودقيق لفرط الحركة عند الأطفال الرضع، لكنه مرتبط بالعوامل التالية
- تشتت الانتباه، يظهر عند الأطفال الرضع الإناث أعلى من الذكور.
- فرط الحركة، يظهر عند الأطفال الرضع الذكور أكثر من الإناث.
- النوع المشترك، يعد أكثر انتشار بين الأطفال الرضع، ويشمل تشتت الانتباه مع فرط الحركة الاندفاعية.
- ارتباط فرط الحركة وتشتت الانتباه ببعض العوامل " التاريخ العائلي، تعرض الأم للإصابات أثناء الحمل أو الولادة، تعرض الأطفال الرضع للإصابات خلال الشهور الأولى بعد الولادة.
أعراض فرط الحركة عند الرضع
على الرغم من صعوبة تشخيص المرض لدى الأطفال قبل عمر الخامسة، إلا أنه يمكن ملاحظة أعراض الإصابة بفرط الحركة على الأطفال الرضع من خلال عدة إشارات تبدو عليهم.
- البكاء بشكل متواصل دون توقف.
- عدم نوم الرضيع لوقت كاف.
- عدم الرغبة في الرضاعة بالشكل الطبيعي؛ نظراً لرغبته في اللعب أو الحركة أو بسبب وجود مشكلات في الرضاعة.
- كثرة حركة اليدين والقدمين طوال اليوم.
- الإصابة بنوبات من الغضب في السنة الأولى.
- سرعة تشتت الرضيع عند وجود مؤثرات خارجية.
كيفية التعامل مع فرط الحركة عند الرضع
يحتاج الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة إلى الكثير من الانتباه والاهتمام والرعاية أكثر من غيرهم، وقد تختفي هذه الأعراض والسلوكيات التي تكون شائعة مع الأطفال الرضع بشكل عام مع نمو الطفل، لكن بداية التحدث مع الطبيب المختص يساعد على تشخيص الحالة وبالتالي السيطرة عليها في سنوات الطفل اللاحقة، ومن أهم طرق التعامل معها:
- احرصي على أخذ كفايته من شرب الحليب، ربما تحتاجين إلى اللجوء إلى استشارية رضاعة طبيعية لتساعدك على التغلب على عقبات الرضاعة.
- ضعي روتين نوم مناسباً لطفلكِ، فالأطفال يشعرون الأمان مع وجود خطوات متكررة يمكنهم توقعها.
- حاولي إلهاءه بلعبة تثير انتباهه حينما يكون غاضباً، كالألعاب القماشية التي تصدر أصواتاً بالضغط عليها.
- استخدمي التقميط لتهدئة حركته ومساعدته على الدخول في النوم.
- جربي تمارين لعلاج فرط الحركة مناسبة لعمره، لتنشيط جسده ومساعدته على تفريغ طاقته.
- قياس وزن الطفل كل فترة للتأكد من سلامة النمو.
وفي النهاية تشخيص فرط الحركة عند الرضع، وتحديدًا قبل أربع سنوات من عمر الطفل أمرًا صعبًا، هو أن الاستكشاف جزء طبيعي من تكوين الأطفال؛ فبعقولهم النامية يحاولون استقبال جميع المثيرات في العالم من حولهم، وبعيونهم وأجسادهم المستكشفة يتفاعلون مع كل ما هو جديد، لذا من الطبيعي أن يملأهم النشاط والحيوية،وأن يكونوا في حركة مستمرة.
هذا إضافة إلى مرورهم بطفرات نمو كثيرة خلال السنوات الثلاث الأولى من عمرهم، وقصر مدى انتباههم الطبيعي (Attention span)، وكثرة نوبات الغضب بعد العام والنصف.
وكما أنه من غير المتوقَع أن تجد طفلك مرتديًا معطفًا ونظارة، جالسًا على كرسيه في ركن هادئ في غرفة المعيشة يطالع إحدى الصحف، هناك قدر من النشاط الزائد جدير بانتباهك وإثارة شكوكك حول ما إذا كان سلوكًا طبيعيًا أم لا.
ونقطة الفصل هنا هي أن النشاط الزائد يُعد طبيعياً ما دام طفلك قادراً على ضبط سلوكه في مكان معين -كالفصل-، أو في مواقف اجتماعية.
إضافة إلى ذلك، نمو طفلك وتطور مهاراته بصورة طبيعية إشارة مطمئنة إلى أن حركته الزائدة تقع ضمن الإطار الطبيعي، ولا تستدعي القلق.
