كيف أهيئ ابنتي للدورة الشهرية؟ سؤال مهم يخطر في بال أم البنات. فما هي أفضل طريقة للحديث مع الفتيات عن البلوغ وعن بدء الدورة الشهرية؟ وما هو أفضل وقت لإخبار الفتيات عن الدورة الشهرية؟ وعن علامات بلوغ البنات الأخرى؟ الإجابات على هذه الأسئلة وأكثر في هذا المقال المفصل.
من المهم إجراء هذه المحادثة باكرا وعدم الانتظار حتى عمر البلوغ، والذي يكون بالمتوسط حوالي عمر الاثنتي عشرة سنة. لذلك ينصح بالبدء بالحديث من عمر تسع سنوات حيث يمكن أن تبلغ الفتاة في أي وقت بين عمر العشر سنوات، وعمر الأربع عشرة سنة.
ويكون ذلك من خلال مقارنة جسم البنت وأمها من جهة مع جسم الأخ والوالد من جهة أخرى. ولفت نظر الفتاة إلى الفروقات الواضحة مثل عدم وجود ثديين عند الذكور، ووجود شعر في الوجه مثل اللحية والشارب.
على الأم أن تكون مرتاحة، وهي تتحدث لطفلتها عن هذا الموضوع المهم، وأن تنتبه للغة جسدها أثناء الحديث، لكي تعكس الهدوء والراحة، بدلا من التوتر والخجل.
الابتسام بدون انقطاع خلال هذه المحادثة المهمة، والشرح بهدوء، والإجابة على جميع الأسئلة دون خجل أو تردد.
لا تخجلي عزيزتي الأم، وأنت تتحدثين مع طفلتك عن بلوغ البنات، ولا تخفضي بصرك وأنت تكلمينها. كوني جريئة وانظري بعيني ابنتك مباشرة أثناء الحديث. أنت مرآة أطفالك، وتعبيرك بأن هذا الموضوع مخجل بأي شكل من الأشكال سيرسل رسالة لطفلتك أن هذا الموضوع بالفعل يستدعي الخجل.
احرصي على استخدام مسميات علمية وصحيحة عند الحديث عن العضو التناسلي للفتاة، ولا تستخدمي عبارات تورية، لأنه لا يوجد ما يدعو للخجل. من الطبيعي استخدام كلمات مثل المهبل، والثدي. ويمكن استخدام صور من مواقع تعليمية أو كتب الأحياء لشرح أجزاء العضو الأنثوي، والتوضيح للبنت جميع الأجزاء بجلاء ودون حرج.
تصاب البنات خاصة إذا بلغن بعمر عشر سنوات بالخوف من الدورة الشهرية، لذلك من المهم تقديم الموضوع بشكل إيجابي. وذلك من خلال إخبار البنت أن بدء الدورة الشهرية تجعل منها مشروع أم، وهي علامة على خصوبتها وقدرتها على الإنجاب وتكوين أسرة في المستقبل.
اقرئي أيضًا 6 أسئلة مهمة عن الدورة الشهرية
علامات بلوغ البنت التي تسبق بدء الدورة الشهرية، هي بروز الثديين، ونمو شعر الجسم، خصوصاً في منطقة المهبل. ومن الضروري الشرح أن هذه علامات طبيعية من علامات النمو، ولا تستدعي الخجل، والتحرج أبداً.
تتحدث البنات مع بعضهن البعض وخصوصاً عن مواضيع الدورة الشهرية. لذلك سؤال طفلتك ما إذا كانت تعرف معلومات من صديقاتها اللاتي بلغن قبلها، سيساعدك على توجيه المحادثة بشكل أفضل. فمثلاً قد تشعر صديقة طفلتك بالألم من الدورة الشهرية، عندها عليك أن تشرحي لطفلتك أن هذا الألم طبيعي، ولا يدعو للخوف أو القلق ويمكن تناول مسكنات، أو استخدام علاجات منزلية لتسكين الألم الذي لا يدوم فترة طويلة عادة.
هذه المحادثة التي قد تعتبرها الأم محرجة، هي باب رائع لإرضاء فضول الفتيات عن كل ما يتعلق بأجسامهن، والتغيرات التي ستحدث لهن في هذه المرحلة. فبإمكانك التحدث مع طفلتك عن كل شيء من علامات البلوغ، حتى طريقة استخدام الفوط الصحية وغيرها من المواضيع، وصولاً بالثقافة الجنسية، وكيفية حدوث الحمل، والحماية من التحرش الجنسي. كوني أنت مصدر ابنتك لهذه المعلومات لتعليمها ولتقوية معلوماتها، وتثقيفها بالشكل الصحيح لحمايتها.
تمر بعض الفتيات، خصوصاً اللاتي يمرن بتجربة البلوغ المبكر بمرحلة من الرفض والإنكار لهذه التغيرات. حيث تنزعج الفتاة من ثدييها الذين بدءا بالبروز، ومن الشعر الذي بدأ ينمو في أماكن مختلفة، وينزعجن أيضاً من الدورة الشهرية. ودور الأم هو تقبل هذا الرفض الذي يعتبر ردة فعل طبيعية لهذا التغيير، والعمل على تحويله لتقبل، من خلال الحديث بدون انقطاع عن هذه التغيرات على أنها طبيعية وجزء من نمو البنت، لتصبح امرأة في المستقبل. واستغلال الطريقة الإيجابية التي تقدم الدورة الشهرية في التلفاز من خلال إعلانات الفوط الصحية. كما يمكن للأم اصطحاب ابنتها للتسوق لشراء الفوط الصحية، ولشرح الفرق بين أنواع الفوط مثل أيها أنسب لأيام التدفق القوي، وأيها أنسب لأيام التدفق الخفيف، أو المتوسط.
تكون البنت طفلة تحيط بحياتها الفراشات وأقواس قزح، وتصبح فجأة بعد بلوغها شابة تعاني من تأثير الهرمونات على مزاجها. فكيف يمكن للأمهات مساعدة بناتهن على تقبل هذا التغيير الهرموني؟
التثقيف في العمر المبكر أمر أساسي في تقبل هذه التغيرات. لذلك يجب إخبار البنت عن كل ما تتوقعه من تغييرات قبل حدوثها، بما في ذلك تقلبات المزاج، والتوتر، والقلق المصاحبان لمرحلة البلوغ. وتقديمها بشكل إيجابي على أنها علامة اقتراب الدورة الشهرية. وتقديم النصائح التي تساعد في السيطرة على هذه الأعراض مثل ممارسة الرياضة، وسماع الموسيقى، وتقبل جسمها وحبها له. وتجنب الكافيين، والسكريات (حتى وإن شعرت برغبة بتناولها) والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالبهارات التي تزيد من حدة هذه الأعراض.
من المهم كسر حاجز الإحراج، والمنع الذي يحوم حول مواضيع الدورة الشهرية والبلوغ بدون أي سبب. وإرشاد البنات بأن لا يوجد ما يخجلن منه. فلا خجل بالحديث عن الأمر أمام الأب والأخ حتى، فهذا أمر طبيعي ولا يوجد ما يدعو للحرج أو الخجل منه. بل على العكس عندما يعتاد الأخ على هذا الأمر فهذا سيقلل من تنمر الصبيان على زميلتهن البنات في المدرسة فيما يتعلق بالدورة الشهرية. فنشر هذه الثقافة على أنه أمر عادي وطبيعي، سيقضي على هذا التنمر، وسيجعل من هؤلاء الصبيان رجالاً متفهمين وداعمين لزوجاتهم في المستقبل. ولا داعي لأن يخجل الأب أو الأخ من شراء الفوط الصحية للنساء، والبنات في البيت. أو شراء الأدوية المسكنة، ولا حرج من اصطحاب الأب ابنته لعيادة الطبيبة لتلقي العلاج لآلام الدورة الشديدة. فيكون دور الأب الإيجابي له دور وتأثير مهم في تقبل الفتاة لجسدها والتغيرات التي يمر بها. مما يمنحها ثقة بجسدها تفيدها لاحقاً في علاقتها مع زوجها، فلا تخجل من مشاركته التغيرات التي تشعر بها خلال فترة الدورة الشهرية لتحصل منه على التفهم والدعم الذي تحتاجه.
المفتاح الأساسي لجعل هذه المرحلة تمر بدون توتر هو التقبل، واستقبالها بشكل إيجابي، والتصالح والدعم من الأم والأب وباقي الأسرة.
تصفحي أيضاً القابلة: رفيقة المرأة المخلصة