خطوات تسهل عودة الأم إلى الحياة الوظيفية بعد انقطاع

أمور مهمة قبل عودة الأمهات إلى العمل

1 | لقد حان الوقت

من المهم أن تعود الأم إلى عملها عندما يحين الوقت المناسب لذلك، وقد يختلف هذا الوقت من حالة لأخرى. فقد يكون سبب العودة إلى العمل هو الحاجة إلى الراتب بسبب الالتزامات المالية للأسرة. أو أن تشعر الأم بحاجة عاطفية ونفسية لكي تعود إلى حياة الموظفة.

2 | اختيار المسار الوظيفي

من أهم الأسئلة التي يجب أن تطرحها الأم على نفسها هي ما إذا كانت ترغب بالعودة إلى نفس وظيفتها السابقة، أم ترغب في تغيير مسارها الوظيفي. في حال اختارت الأم العودة إلى وظيفتها السابقة، من المهم تقييم وضعها، وتقييم ما فاتها خلال سنوات التفرغ التي قضتها مع أسرتها. بعد هذا التقييم يجب تحديد ما تحتاج للعودة إلى هذه المهنة سواء كان تجديد رخصة عمل، خصوصًا للعاملات في المجالات الطبية، أو مواكبة التطورات التي حدثت في هذا المجال والحصول على شهادات جديدة.

3 | اللجوء إلى شبكة العلاقات

من المهم عدم إهمال علاقات العمل السابقة بعد ترك العمل، والمحافظة على التواصل مع الزميلات والزملاء السابقين، ولو بإرسال رسالة نصية في الأعياد، وتشبيك العلاقات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة. حتى وإن لم يكن هناك علاقات، احرصي على تجديد العلاقات مع مدرائك وزملائك السابقين، وأخبريهم بأنك ترغبين في العودة إلى الحياة الوظيفية وأن يرشدوك في حال وجود شواغر يعلمون عنها. هذا أليس بالأمر المحرج أبدًا، ولا داعي للخجل من طلب ذلك.

4 | المشاركة في لقاءات مهنية

استفسري إن كان هناك أي لقاءات أو مؤتمرات لها علاقة بمجال العمل الذي قررت العودة إليه، وشاركي في مثل هذه اللقاءات وابني شبكة علاقات جديدة، واطلعي على الفرص في هذا المجال.

5 | الإعلان عن الرغبة بالعودة إلى العمل

من المهم إخبار الأهل والأصدقاء، وشبكة العلاقات المهنية برغبتك في العودة إلى الحياة الوظيفية، سيساعد ذلك معارفك على اقتراح بعض الفرص، أو التوصية بك لأي شاغر متاح.

6 | تحديث السيرة الذاتية

من المهم تحديث السيرة الذاتية، واللجوء إلى مساعدة المحترفين في تصميم السير الذاتية. ومن الأشياء التي تحبط الأمهات هي وجود فجوة في سيرتها الذاتية بسبب انقطاعها عن العمل وتفرغها للأمومة. فيجب عدم الكذب في السيرة الذاتية، وعدم إخفاء الفجوة في سنوات العمل، ولكن في الحقيقة هذه ليست فجوة، ولا بد أن هناك الكثير من الأشياء التي قمت بها وأنت لا تعملين في وظيفة خارج البيت تستحق أن تُضاف إلى سيرتك الذاتية. مثل فرص التطوع، الانخراط في نشاطات مدرسة أطفالك، دورات اللغات، أو أي مشروع، أو ورشات عمل، أو نشاط قد أضاف لك مهارات جديدة، فهو يستحق أن يُدرج في سيرتك الذاتية، فلا تقللي من قيمة أي شيء عملت عليه خلال هذه السنوات.

7 | التطوع والتدريب

التطوع أو التدرب في مؤسسات وشركات لها علاقة في مجال العمل الذي ترغبين العودة للعمل به حتى بدون مقابل مادي هو فرصة لا تعوض، لإبراز مهاراتك، واكتساب مهارات وخبرات جديدة، وزيادة حجم شبكة العلاقات المهنية.

ماذا إن أرادت الأم اختيار مسار وظيفي مختلف؟ 

• يجب تحديد ما إذا كان هذا المجال هو مرتبطاً بشغف.
•  ثم تحديد مدى الاحترافية في مصدر الشغف هذا والعمل على تطوير هذه الاحترافية.
•  البحث عن دورات تدريبية وتأهيلية لتنمية المهارات في هذا المجال للوصول لدرجة من الاحترافية. 
• بناء هيكل لهذه المهنة المستقبلية أو المشروع الريادي، وتقديم خدمات، وورش عمل حوله.
• التعاون مع جهات أخرى وعدم الالتزام بقالب رائدة الأعمال أو الموظفة. مثلًا إن كان لديك شغف في تصميم الأزياء يمكنك التعاون مع محل ملابس وتصميم الملابس لصالحه، دون الخوض في تأسيس دار أزياء والحصول على رخصة تجارية. إن كان لديك شغف بصناعة الحلويات يمكنك التعاقد مع مطاعم أو مقاهي لتزوديهم بالحلويات دون أن تضطري لبيعها مباشرة للزبائن. 

تجربتي الشخصية في العودة إلى الحياة الوظيفية

عملت لسنوات عديدة في المجال المرتبط بدراستي الجامعية وهو المختبرات والتحاليل الطبية، ثم تركت العمل وتفرغت لعدة سنوات لرعاية أطفالي. وعندما قررت العودة إلى العمل لم أرغب بالعودة إلى مجالي السابق واخترت مجال التنمية وتطوير الذات. وبدأت رحلتي بأني سجلت في عدة دورات وحصلت على شهادات عديدة من مراكز عالمية مرموقة في مجال تطوير الذات وأصبحت مدربة حياة معتمدة. ثم حصلت على خبرة عملية خلال دراستي من خلال تقديم جلسات كوتشينغ مجانية. ثم انضممت لعدة مجموعات خاصة بمدربي الحياة في مدينتي وكنت مواظبة على حضور اللقاءات معهم. ومن ثم بدأت بتقديم ورش العمل المجانية مع مؤسسات مرموقة. والخطوة الأخرى المهمة هي تنمية مهارات جديدة مثل التسويق، والإدارة، والإلقاء حيث إني كنت أعمل لصالح نفسي في هذه المرحلة، فأخذت عدة دورات في هذه المجالات لتنميتها والتمكن منها.

منذ أن قررت العودة إلى الحياة الوظيفية حتى حصلت وظيفة بدوام كامل استغرق الأمر أكثر من ست سنوات. قد ينصدم البعض أو يشعر بالإحباط من تجربتي إلا أن هذه السنوات لم تكن مهدورة، بل على العكس اكتسبت العديد من المهارات والخبرات التي أهلتني وساعدتني على الحصول على وظيفتي التي أعمل بها اليوم. وخلال هذه السنوات حصلت على العديد من فرص العمل بتخصصي السابق ولكن رفضتها لأني لم أرغب بالعودة لهذا المجال. كما أنه في هذه الفترة التي عملت فيها لحسابي الشخصي وأسست مشروعي الخاص كان هناك مردود مادي من الجلسات، والاستشارات التي كنت أقدمها. كما أود أن أنوه أن هذه السنوات تخللتها جائحة كورونا، وما جاءت به من انقطاع. ولكني استغليت فرصة الجائحة بحضور دورات عديدة أونلاين ونميت المزيد من المهارات. 

الخلاصة

بناء على تجربتي الشخصية والمهنية ألخص نصائحي للأمهات بما يلي: قومي بالسعي بشكل منظم تجنبي العشوائية، كوني متيقظة، ابني كل ما تقومين به على أسس علمية واحترافية، واتركي منطقة الراحة التي اعتدتها، واسعي لوظيفة تعلمين أنه بإمكانك العمل بها.

قد تبدو العودة إلى العمل بعد انقطاع صعبة بعض الشيء، ولكن اعلمي يا عزيزتي أن هذه السنوات لم تضع سدىً، بل كانت فرصة لاكتساب المهارات والخبرات التي ستساعدك على الحصول على وظيفة الأحلام.