تمتلك الكلمات تأثيراً كبيراً جداً على البشر، ويزيد حجم التأثير عندما يتعلق الأمر بالأطفال، وهناك عبارات تساعد أكثر من غيرها على تحفيز الطفل ودعم نموّه العقلي واستقراره النفسي. ومع أمومة في هذا المقال، نقدم لكم أهم الأوقات في حياة الطفل اليومية بالإضافة إلى عبارات جميلة يجب أن يسمعها الطفل من والديه باستمرار، حتى يشعر بالحب والأمان.
الكثير من الناس يجهلون أهمية التعبير المتكرر عن الحب، ولا يقدّرون قيمته الحقيقية بالنسبة للطفل. وفي ظل ثقافة بعض الأهالي والمجتمعات، قد يكون التعبير عن مشاعر الحب محرجاً نوعاً ما، وهناك الكثير من الأطفال يكبرون وهم معتقدون بأن والديهم لا يحبونهم، جميع هذا المشاعر السلبية يمكن تبديدها فقط بكلمتين "أنا أحبك".
إن مشاعر الخوف والقلق جزء من الكينونة البشرية، ولعل الأطفال أكثر عرضة لتلك الهواجس والأفكار السلبية؛ لذلك فإنهم يحتاجون باستمرار إلى الدعم، خاصة في المواقف الصعبة والتجارب الجديدة. ومن المهم أن تخبري طفلك أنك موجودة بجانبه دائماً.
عندما يكشف لك طفلك عن حلم أو طموح أو خطة مستقبلية، شجعيه على الوصول إلى هدفه وأخبريه أنك تؤمنين بقدراته؛ فهذه الثقة ستنعكس على نفسية الطفل بشكل إيجابي وتسهّل له تحقيق أهدافه في مرحلة لاحقة من الحياة.
قد تؤدي الاستهانة بمشاعر الطفل إلى اضطرابات نفسية لاحقاً، مثل القلق والاكتئاب. ويرغب الكبار أحيانا في فعل أي شيء، حتى يهدأ الطفل عندما يمر بنوبة غضب أو حزن، لكن التصرف السليم أن توضح له أن تلك المشاعر طبيعية، وتساعده على تجاوزها بطريقة صحية.
لكي يتعلّم طفلك أهمية التفكير النقدي والاعتراف بالخطأ وقيمة الاعتذار، يجب أن يشاهد والديه يقومان بفعل ذلك، لذا لا تترددي في الاعتراف بالخطأ والاعتذار أمام طفلك إذا قمت بسلوك يؤذي مشاعره، وإذا صرخت في وجه الطفل، أو تجاهلت طلباً مشروع من دون مبرر، فمن المهم أن تتحملي المسؤولية وتقولي له "أنا آسفة"؛ سيجعله ذلك يتعلم تحمل مسؤولية أخطائه.
لن يحتاج الأمر إلى جهد كبير لإخبار طفلك أنك فخورة به، لذا استغلي أي فرصة لتعبري عن امتنانك بوجود طفلك في حياتك، فعبارات التحفيز تترك أثراً بالغاً جداً لدى الأطفال.
عندما يبدأ الطفل فقرة التعبير عمّا يدور في ذهنه فهو يريد أن يستمع الآخرون له، وعلى الوالدين أن يكونا أول من يشجعه على ذلك. إذا أخبرك الطفل بشيء مهم بالنسبة له، احرصي على أن يعرف أنك مهتمة بما يقوله، وأنكِ تستمعين لكل حرف ينطق به.
لا شك أنك تقضين مع طفلك وقتاً ممتعاً في اللعب أو في مساعدته على أداء واجباته المدرسة، إلا أن هناك دقائق يومياً في حياة الطفل يعتبرها خبراء نفس الأطفال من أهم الدقائق، وتندرج ضمن أولويات قائمة النصائح التربوية.
وهي تنحصر على 9 دقائق فقط، مقسمة كالتالي
هذه الدقائق الأولى ستشكّل يومه ومزاجه خلال فترة الصباح. أحياناً يستيقظ الطفل بمزاج معكر، حاولي احتضانه والتخفيف عنه في هذه الدقائق ولاطفيه. إن استيقظ بحيوية فلا تنسي أيضاً تقبيله، واحتضانه في الصباح، وسؤاله إن نام جيداً وبماذا حلم.
هذه الدقائق ستشكّل النصف الثاني من يومه ومزاجه وتعامله في المنزل. تذكري أنه قد يعود متعباً، ويبدأ بالتذمر أو البكاء. احيطيه بحبك وقدمي له سناك يحبه وحدثيه عن يومك والأحداث المضحكة التي مرت بك، واسأليه عن أكثر شيء حصل معه وجعله سعيداً.
من المهم جداً أن يذهب طفلك للنوم وهو مرتاح لتجنب الأحلام المزعجة والأرق. اجعلي هذه الدقائق الثلاثة الأخيرة هادئة ومفعمة بالحنان والحب.
وأخيراً عزيزتي الأم، لا تنسي أن تسألي طفلك عن يومه، حتى لو قضيتِ اليوم بأكمله معه، فإن لسؤالك "كيف كان يومك؟" مفعولاً سحرياً؛ هذا السؤال يجعل الطفل يحدثك بتلقائية عن مشاعره وأفكاره وتجاربه، ويمحنه جزءاً مهماً من احتياجاته النفسية والعاطفية.