كيف اعرف ان الحمل خارج الرحم؟

نسبة حدوث الحمل خارج الرحم هي من 1 إلى 2%. وهي نسب تعتبر مرتفعة، ولكن لا يوجد الكثير من المعلومات عن ذلك. لذلك سأجيب من خلال هذا المقال عن أكثر الأسئلة شيوعاً حول هذا الموضوع.

dr.cherifa.webp
دكتورة شريفه شرف
تاريخ النشر:Jun 7th 2022 | تاريخ التعديل :Sep 10th 2024
الحمل خارج الرحم

ماذا يعني وجود حمل خارج الرحم؟

يحدث الحمل عندما يخصب الحيوان المنوي البويضة داخل أنبوب فالوب، ثم تعود البويضة المخصبة من خلال الأنبوب لتستقر داخل الرحم خلال خمسة أو ستة أيام. وفي معظم حالات الحمل خارج الرحم، تبقى البويضة المخصبة في أنبوب فالوب، وهو الأنبوب غير مؤهل لاستقبال جنين.

التشخيص

عادة ما يتم اكتشاف وجود حمل خارج الرحم في وقت متأخر، وكان التأخر في اكتشاف حدوث حمل خارج الرحم، يؤدي لنزيف شديد، وبذلك كان هذا النوع من الحمل السبب الرئيسي في وفيات النساء الحوامل في الماضي. ولكن يختلف الوضع اليوم، فيمكن معرفة الحمل قبل موعد الدورة، وذلك من خلال تحليل هرمون الحمل.

يمكن معرفة ما إذا كان هناك حمل خارج الرحم، عند إجراء فحص الأمواج الصوتية المهبلي في الأسبوع الخامس من الحمل. ولا بد التنويه أنه لا يوجد أي خطورة من فحص الأمواج الصوتية المهبلي في الأسابيع الأولى من الحمل. إذا تعذر رؤية كيس الحمل خلال هذا الفحص، فهذا أمر يدعو للقلق. لذلك أنصح جميع السيدات، التوجه لزيارة طبيب النسائية بعد إجراء فحص الحمل المنزلي. للبدء بمتابعة الحمل مبكراً، لتجنب المضاعفات من أي أخطار محتملة. عند تعذر رؤية كيس الحمل نجري تحليل حمل رقمي لمراقبة ارتفاع هرمون الحمل. حيث إذا كانت نتيجة الفحص بين 1000، و2000 هذا يعني أنه لا بد من وجود كيس حمل، ولكن إذا لم يكن مرئياً من خلال فحص الأمواج الصوتية، في هذه الحالة نعيد الفحص الرقمي للتأكد ما إذا لم يحدث إجهاض. مع شرح خطورة الموقف للأم الحامل، والتأكيد بأن تتوجه لغرفة الطوارئ، وذلك في حالة شعورها بمغص أو أي أعراض أخرى. وإذا استمر مستوى هرمون الحمل بالارتفاع في نتيجة التحليل الرقمي، قد يكون هناك خطأ في حساب الحمل. ثم نكرر الفحص مجدداً كل 48 ساعة، مع إعادة فحص الأمواج الصوتية المهبلي. فإذا تضاعفت النتائج، هذه دلالة على صحة الحمل، أما إذا كان الارتفاع بسيطاً، ولم يمكن رؤية كيس الحمل، فقد تكون هذه دلالة على هناك حالة حمل خارج الرحم.

عوامل تزيد من فرص حدوث حمل خارج الرحم

  • الالتهابات في داخل قناة فالوب الناجمة عن بعض الأمراض الجنسية. مثل مرض السيلان، والكلاميديا.
  • جراحة سابقة في أنابيب فالوب.
  • التدخين، والذي يؤثر على انقباضات أنبوب فالوب؛ مما يزيد احتمالية حدوث حمل خارج الرحم.
  • تجربة سابقة للحمل خارج الرحم.

أعراض الحمل خارج الرحم

من المهم التنويه على ضرورة متابعة الحمل المبكر، للاطمئنان على صحة الحمل منذ البداية، وعدم انتظار الأعراض التي تشمل:

أعراض قد تشير لوجود حمل خارج الرحم

أعراض-لا-تتجاهليها-خلال-الثلث-الأول-من-الحمل.webp

المضاعفات

تعد أعراض الحمل خارج الرحم مثيرة للقلق بشكل عام، كما أنها قد تتسبب في مضاعفات عديدة إذا استمرت لفترة طويلة، لذلك يعد التشخيص المبكر للحمل خارج الرحم  أمراً بالغ الأهمية، فالحمل المنتبذ هو حالة طارئةٌ تستدعي التدخل الفوري قبل التسبب بأية مضاعفات كالنزيف، وتمزق قناتي فالوب أو الصدمة والوفاة.

كما أن هناك العديد من المضاعفات الأخرى للحمل خارج الرحم قد تتمثل في الإصابة بالعدوى أو لحاق الضرر بالأحشاء المختلفة؛ كالمثانة والحالب أو الأمعاء وكذلك الأوعية الدموية.

قناتي فالوب

خلق الله الرحم في جسد المرأة ليكون العضو المهيأ لاستقبال الجنين دون تمزقه أو التسبب في أية مشاكل مختلفة، أما في حال حدوث حمل خارج الرحم، فإن أبرز ما يتسبب به هو:

تلف أو تمزق موضع نموه، كتمزق قناتي فالوب، أو إلحاق الضرر بالتجويف البطني وما به من أحشاء.

وفي حال حدث الحمل في قناة فالوب، فإن ذلك يشكل خطراً كبيرا حيث إنها غير قابلة للتمدد والاتساع بما يكفي لنمو الجنين، وبالتالي فإن بلوغ الجنين حجم يفوق قدرتها على التمدد فإنها تتمزق.

ويعد تمزق قناة فالوب أمراً بالغ الخطورة، فهي عضوٌ ذو إمدادٍ دموي غزير، لذلك فقد ينتج عن تمزقها النزيف الحاد والألم الشديد، وذاك النزيف يؤثر على ضغط الدم متسبباً بانخفاضه، وهو ما قد يتطور إلى الصدمة وتوقف القلب.

وتشمل أعراض تمزق قناة فالوب ما يلي:

  • القيء والغثيان.
  • صعوبة بالمشي.
  • الشعور بالدوار، أو الإغماء.
  • امتداد الشعور بالألم نحو الكليتين.
  • إحساس بالضغط حول المؤخرة والمستقيم.
  • شعور متكرر بامتلاء المثانة وضرورة التبول.
  • ألم حاد ومفاجئ بأسفل البطن والحوض أو آلام أسفل الظهر بسبب التهاب الحوض.

الحمل خارج الرحم والدورة الدموية

لا يؤثر هذا النوع من الحمل على الدورة الدموية في بداياته، إلا أن أثره يبدأ في الظهور في اللحظة التي يتسبب فيها الحمل بتمزق أحد الأعضاء أو الأوعية الدموية بالجسم، وتشمل المضاعفات عديداً من التأثيرات على استقرار الدورة الدموية، وفي حال عدم إدراك وجود نزيف داخلي، فقد يتسبب ذلك في صدمة مفاجئة وتوقف في القلب، ومع استمرار النزيف بغزارة يبدأ الانخفاض التدريجي في ضغط الدم، وتتناقص كمية الدم الواصلة لمختلف الأعضاء؛ أهمهما المخ.

كما يتسبب في حدوث هبوط حاد بالدورة الدموية، وتوقف للقلب، ومن ثمَّ احتمالية الوفاة.

ويُعد من أبرز علامات النزيف ما يلي:

  • الصداع والدوار.
  • التعب والغثيان.
  • اضطراب بالوعي.
  • شحوب وبرودة الجلد.
  • زرقة بأطراف الأصابع والشفتين.
  • انخفاض ضغط الدم، مع ازدياد معدل ضربات القلب.
  • كما أن ألم البطن، والبراز أو البول المختلطان بالدم هو من أعراض النزيف الداخلي للحمل خارج الرحم.

هل يمكن تجنب حدوث حمل خارج الرحم؟ 

رغم أنه من الصعب الوقاية من حدوث حمل خارج الرحم بشكل كامل، هناك بعض الاحتياطات والإجراءات التي يمكن اتباعها لتقليل خطر حدوثه:

تجنب الإصابة بالتهابات التناسلية

يمكن أن تسبب التهابات المسالك التناسلية أضرارًا للأنابيب المهبلية، مما قد يزيد احتمالية حدوث حمل خارج الرحم. لذلك من المهم تجنب الإصابة، وإجراء الفحوصات للكشف عن هذه الحالات وعلاجها مبكرًا.

الالتزام بزيارات متابعة الحمل

إذا كان لديك تاريخ بالحمل خارج الرحم أو عوامل خطر أخرى، التشاور مع الطبيب في أسرع وقت ممكن يمكن أن يساعد في التعرف على الحالة في الوقت المبكر للحمل. 

تجنب التدخين

التدخين يمكن أن يزيد من خطر الحمل المنتبذ.

تجنب الإجراءات الطبية التي تزيد من خطر حدوث حمل خارج الرحم

مثل استخدام دواء الكلوميفين لتحفيز الإباضة في بعض الحالات.

العلاج

عند التأكد من خلال المتابعة، والفحوصات، والتحاليل أن هناك حملاً خارج الرحم، يمكن استخدام الأدوية لإنهاء الحمل. لهذا الخيار شروط من أهمها:

  • ألا يكون هناك نبض للجنين.
  • أن تكون نسبة هرمون الحمل أكثر من 5000.
  • أن يكون حجم كيس الحمل أقل من 3 إلى 4 سنتيمترات.
  • أن تسمح صحة الأم الحامل بالحصول على هذا الدواء.

العلاج الدوائي 

حيث تستخدم إبر تشبه العلاج الكيماوي المستخدم لعلاج السرطان، لإيقاف نمو الجنين. ومن ثم الاستمرار بفحص هرمون الحمل للتأكد من تراجع نسبته في الدم.

العلاج الجراحي 

أما الخيار الآخر فهو إجراء تدخل جراحي بالمنظار، أو جراحة كاملة في حال وجود النزيف المهبلي أو أي مضاعفات أخرى. في هذه الجراحة يتم سحب كيس الحمل من قناة فالوب، وتركها لكي تلتئم بدون تدخل، أو في حال أن كيس الحمل قد انفجر أو عند حدوث نزيف، عندها يستأصل الأنبوب كاملاً. استئصال أحد الأنبوبين لن يؤثر على الفرص المستقبلية لحدوث حمل.

من الجدير بالذكر أنه من الممكن حدوث حمل طبيعي بعد المرور بتجربة بالحمل خارج الرحم، وخاصة في حال عدم وجود مضاعفات شديدة، وفي حال كان علاج الحالة صحيحاً.

 

اقرئي أيضاً كل ما تحتاجين معرفته عن الإجهاض

 

pregnancy-course-cta-ar.webp

dr.cherifa.webp
دكتورة شريفه شرفاستشارية أمراض النساء والتوليد

الدكتورة شريفه استشاري أمراض النساء والتوليد، تعمل في مستشفى القصر العيني جامعة القاهرة، بالإضافة إلى عدة مستشفيات ومراكز طبية في القاهرة. وهي حاصلة على دكتوراه في أمراض النساء والتوليد من جامعة القاهرة، وعلى الدبلوم الأوروبي في جراحة النسائية والتوليد من جامعة كيلرمون فيران في فرنسا، والدبلوم الأوروبي في علاج العقم ومشاكل الخصوبة من كلية الطب انتوان بيكلير في باريس-فرنسا. لدى الدكتورة شريفه شغف بتوفير الرعاية الطبية المناسبة للمرأة، وتؤمن بأهمية الصحة الكلية للمرأة، وتأثيرها على الصحة الإنجابية وصحتها خلال الحمل. كما تؤمن الدكتورة شريفه بأهمية التوعية والتثقيف للنساء حول كل ما يتعلق بالصحة بشكل عام، والصحة الإنجابية بشكل خاص.

مقالات ذات صلة