تجربتي مع حبوب الحديد
نقص الحديد أو الأنيميا من المشاكل الشائعة خصوصًا عند النساء. ويترتب على هذا النقص الكثير من الأعراض المزعجة، وفي الكثير من الأحيان بعض المضاعفات التي قد تكون خطيرة. شاركتنا إحدى متابعات منصة أمومة تجربتها مع نقص الحديد ومع حبوب الحديد لكي تستفيد غيرها ممن يُعانين من نقص الحديد والأنيميا، ولكنها طلبت أن تبقى مجهولة الهوية، وها نحن نروي تجربتها لنشر التوعية والفائدة. تابعي القراءة لتعرفي المزيد.
بداية ظهور أعراض نقص الحديد
كنت أشعر في الكثير من الأوقات بضعف عام، وكسل، وخمول، ورغبة في النوم المستمر. لم أُشغل كثيرًا بهذه الأعراض، فلم تكن تؤثر في نشاطي اليومي، ولا على تحصيلي الدراسي، حيث إنني من الطالبات المتفوقات ومتميزة جدًا في دراستي. كما أنني أمارس الرياضة مرات عديدة خلال الأسبوع، ولم يتأثر نشاطي الرياضي أبدًا. لذلك عندما تحول الدوار والدوخة التي كنت أشعر بهما في الكثير من الأحيان إلى إغماءات متكررة، تفاجأت كثيرًا، لم أكن أظن أن لدي أي مشكلة صحية خطيرة.
بعد أن سقطت من شدة الدورا، وأغمي علي للحظات، ذهبت للطبيب الذي طلب إجراء تحاليل مستفيضة تبين على إثرها أنني أعاني من نقص الحديد، حتى أم مستويات الهيموغلوبين لدي منخفضة، وتبين أن لدي نقصاً أيضًا في حمض الفوليك. وهو ما يفسر حالات الخمول، والتعب العام التي أشعر بها الكثير من الأحيان.
رحلة العلاج
شعرت أسرتي بالقلق الشديد، خصوصًا بعد أن سقطت أرضًا مرات عديدة من شدة الدوار، وطلبوا من الطبيب أن يصف لي علاجًا وريديًا لتعويض نقص الحديد. ولكن الطبيب رفض هذا الخيار الذي قد يترتب عليه بعض الأعراض الجانبية الخطيرة، ووصف لي حبوب الحديد ومكملات الفوليك أسيد. ونصحني بتعديل نظامي الغذائي وتناول الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحوم الحمراء، والخضروات الورقية الخضراء. بالإضافة إلى الالتزام بتناول حبوب الحديد لعلاج الأنيميا.
في طريق عودتنا من عيادة الطبيب ونحن محملون بالمكملات، والأدوية توقفنا عند محل العصير الطبيعي لشراء عصير الشمندر مع البرتقال الطبيعي، الغني بالحديد مع فيتامين سي الذي يعزز امتصاص الحديد بالجسم، وأصبح هذا العصير ملازمًا يوميًا لي لعدة أسابيع.
تجربتي مع حبوب الحديد
في اليوم التالي بدأت بكل نشاط بتناول الحبوب التي وصفها الطبيب بالجرعة، وبالتوقيت الذي نصحني به. وبدأت أشعر بالتحسن بعد عدة أيام، خصوصًا أني أصبحت أهتم بطعامي، وصرت أتناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على الحديد بشكل أفضل من قبل، فأصبحت أتناول اللحوم الحمراء، بالرغم أني لا أحب طعمها، والتزمت بتناول طبق من السلطة الغنية بالورقيات الخضراء مثل الجرجير والبقدونس.
ولكن، وبعد أسبوعين تقريبًا من التزامي بالعلاج بحبوب الحديد، بدأت ألاحظ ظهور طفح جلدي على وجهي، ويدي، وثم في ذات صباح استيقظت ووجهي متورم، لدرجة أني لم أستطع فتح عيني. تناولت دواء مضاداً للحساسية، وبدأ التورم بالتراجع بعد ساعات. راجعت طبيبي وأخبرني أنه يبدو أن لدي حساسية من حبوب الحديد التي وصفها لي وغير لي الوصفة لدواء آخر.
وبالفعل كانت الأمور على ما يرام لعدة أيام، لتعود نفس أعراض الحساسية بالظهور بعد عدة أيام. راجعت طبيبًا آخر، وقد وصف لي هذه المرة دواء آخر لعلاج نقص الحديد، والذي تقبلته لبضعة أيام لتعود أعراض الحساسية وتورم الوجه والشفتين والعينين بالظهور مجددًا. عندها قررت أن أتوقف عن تناول حبوب علاج نقص الحديد، والاكتفاء بالحصول على الحديد من المصادر الطبيعية مثل عصير الشمندر، واللحوم، والسبانخ، والبقوليات.
هل تسبب حبوب الحديد حساسية؟
تعتبر مكملات الحديد التي تستخدم لعلاج الأنيميا آمنة في معظم الأحيان، حتى إنها تُعطى للحوامل والمرضعات إن كن يعانين من نقص في الحديد. ولكن في بعض الحالات النادرة قد تظهر بعض أعراض الحساسية مثل الحكة، والطفح الجلدي، وتورم الوجه، واليدين، والعينين، وفي بعض الحالات قد يحدث ضيق في التنفس وهو ما يستدعي التوجه إلى المستشفى في الحال.
الخلاصة
نقص الحديد من الحالات الطبية الشائعة والمزعجة أيضًا، والتي يمكن علاجها من خلال المكملات التي يصفها الطبيب، وتحسين النظام الغذائي. قد تسبب أدوية علاج نقص الحديد في بعض الحالات النادرة رد فعل حساسية ذي أعراض مختلفة. من المهم التوقف فورًا عن تناول أي علاج يسبب حساسية، ومراجعة الطبيب للحصول على مشورة طبية، وعلاج بديل.
