دليل التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال

لعل ظاهرة الغضب عند الأطفال من المشكلات التي تقلق الأهل والمقربين، حيث يؤثِّر ذلك في علاقة الطفل بأفراد عائلته وسلوكياته مع الآخرين، علماً بأن هناك عددا من الأسباب المؤدية إلى اكتساب الطفل هذه الصفة السلبية. في هذا المقال سنقدم بين يديكِ دليلاً شاملاً للتعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:Nov 23rd 2023 | تاريخ التعديل :Nov 10th 2024
التعامل مع نوبات الغضب عند الأطفال

ما هي نوبة الغضب عند الأطفال؟

نوبة الغضب هي طريقة تعبير الطفل عن إحباطه من القيود المفروضة عليه أو غضبه من عدم الوصول إلى ما يريد. وربما يجد الطفل صعوبة في تخمين معنى شيء ما أو إكمال مهمة ما. وربما لا يجد الكلمات التي تعبر عن مشاعره. وقد يؤدي الإحباط إلى تفجير غضبه ما يؤدي إلى نوبة الغضب العصبية.

دوافع الغضب عند الأطفال

تتعدد دوافع ومحفزات الغضب عند الأطفال، إلا أن المشاعر التالية قد تشكل عاملاً أساسياً في تشكّل نوبة الغضب عند الطفل:

  • الحزن: يشعر الطفل بالحزن نتيجة لعدة أسباب، منها؛ عدم إيجاد صديق مناسب يلعب معه، أو فقدان شخص عزيز، أو عمل الأم لساعات طويلة.
  • الخوف: ينتاب الطفل شعور بالخوف بسبب إصابته أو إصابة أحد المقربين منه بمرض خطير، أو خوفه من التعرض لإساءة جسدية أو لفظية أو جنسية.
  • الشعور بالذنب: يعود شعور الطفل بالذنب إلى أسباب يتمثل أبرزها في تسببه بخيبة أمل لأحدهم أو الشعور بأنه سبب في انفصال والديه أو وفاة أحدهما أو عدم قدرته على اتباع التعليمات.
  • خيبة الأمل: تنتج خيبة الأمل عند الطفل عن أسباب عديدة، كتدني مستواه في المدرسة أو الإصابة بأحد أشكال العجز البدني أو اللفظي أو مقارنة الطفل باستمرار بطفل آخر أكثر نجاحاً منه.

أسباب نوبات الغضب عند الاطفال

تتعدد مسببات قيام الأطفال بنوبات غضب؛ منها الأسباب الخارجة عن إرادتهم والأسباب المتوقعة والصحية والأخرى التي ترتبط بأشياء معينة لا يفضلونها، وهي كالتالي:

  • لا يمتلكون مهارات متطورة للتعامل مع المشاعر الكبيرة: عندما يعاني الأطفال من نوبات انفعالية متكررة، فقد يكون ذلك علامة على أنهم لم يطوروا بعد المهارات التي يحتاجونها لإدارة المشاعر والتعامل معها، مثل الإحباط والقلق والغضب، إذ إن التعامل مع مثل هذه المشاعر الكبيرة بطريقة صحية وناضجة يتطلب مجموعة متنوعة من المهارات، مثل السيطرة على الاندفاع، التنظيم الذاتي العاطفي، القدرة على حل المشاكل، التفاوض، توصيل الرغبات والاحتياجات للكبار، ومعرفة ما هو مناسب أو متوقع في موقف معين.
  • رفض الالتزام بالقواعد والحدود: قد يتصرف بعض الأطفال بشكل لا يرضي الجميع؛ لأنهم لا يرغبون بالالتزام بالحدود والقواعد المتبعة في الأسرة، فهم يفضلون تحدي الجميع على القيام بما يجب عليهم القيام به، أو أنهم قد يتجاهلون التعليمات، أو يحاولون التملص من الأمور غير الاختيارية.
  • ارتباط الانفعال بسلوك أو وقت أو مكان أو شخص أو مهام محددة: قد تلاحظ أيضاً أنماطاً من السلوك يبدو أنها تظهر في أوقات معينة من اليوم مثل وقت النوم، أو أثناء القيام بمهام معينة مثل أداء الواجبات المنزلية أو مع أشخاص معينين كالأخوة على سبيل المثال، وقد تلاحظ أيضاً أن طفلك يتصرف بشكل غير طبيعي عندما يكون في المنزل، ولكن ليس عندما يكون في المدرسة، أو العكس.
  • نتائج طبيعية تدل على نضج الأطفال: أحياناً تكون نوبات الغضب وبعض أنواع السلوكيات الأخرى جزءاً طبيعياً وصحياً من مرحلة الطفولة. بل إنها تشير إلى علامة هامة بأن الطفل أصبح أكثر استقلالية، وهي مؤشرات على أن الطفل يختبر الحدود، ويطور المهارات والآراء، ويستكشف العالم من حوله.

كيفية تجنب حدوث نوبات الغضب

يمكن القيام بما يلي لتقليل حدوث نوبات الغضب عند الأطفال:

  • الحد من أجواء التوتر في البيت: حيث إن الأطفال المتعبين، والجياع، والمجهدين من ممارسة الأنشطة اليومية هم الأكثر عرضة للإصابة بنوبات الغضب.
  • منح الطفل الكثير من الاهتمام الإيجابي: فعندما يقوم الطفل بفعل شيء صائب، ينصح بمكافأته والثناء والاهتمام بسلوكه الإيجابي.
  • تفهّم مشاعر الطفل والانسجام معها: حيث إذا كان الأهل على دراية بمشاعر أطفالهم سيكونون قادرين على التمييز والانتباه لأوقات احتمال إصابة الأطفال بنوبات الغضب، وبالتالي محاولة صرف انتباههم قبل حدوث ذلك، ومساعدتهم على التفكير بذكاء وإدارة مشاعرهم.
  • منح الطفل الاستقلالية: محاولة إعطاء الطفل السيطرة وإمكانية الاختيار في المواقف البسيطة، مثل سؤاله عما إذا كان يرغب بعصير التفاح أو البرتقال؟ أو هل يرغب بتنظيف أسنانه قبل الاستحمام أم بعده؟
  • تحديد الأسباب فيما وراء نوبات الغضب: فعلى سبيل المثال قد يعاني الطفل من نوبة الغضب عند التسوق، فبذلك يصبح الأهل قادرين على التخطيط المسبق للتعامل مع النوبة، وتغيير البيئة المؤثرة على الطفل، لتجنب حدوث تلك النوبات، فمثلاً قد يساعد أخذ الطفل لقيلولة قصيرة وتناول وجبة خفيفة قبل التسوق في تجنب إصابته بنوبة الغضب.
  • التحدث مع الطفل عن عواطفه: فعندما يعاني الطفل من مشاعر قوية لا يستطيع السيطرة عليها يمكن لأهله مساعدته في تحديدها ومعرفة سببها، فعلى سبيل المثال يمكن سؤال الطفل: هل رميت لعبتك لتعبر عن أنها لا تعمل؟ ماذا يمكنك أن تفعل الآن؟
  • مساعدة الطفل للتعبير عن مشاعره: فيمكنك القيام بذلك منذ الولادة باستخدام كلمات لوصف المشاعر مثل "سعيد" و "حزين" و "متعب" و "جائع" و "مريح"، فهذه المشاعر عندما يعلم جيداً التعبير عنها بالكلمات سيفهم أن هذه هي الطريقة المثالية للتعبير عن غضبه.
  • تحديد نوع نوبات الغضب: مثل التعب والجوع والقلق والمخاوف أو المبالغة في التحفيز، قد تكون قادراً على التخطيط لهذه المواقف وتجنب المحفزات على سبيل المثال، نوبة الغضب خلال الذهاب للتسوق، فهذه تعني أن طفلك يحتاج لأخذ قيلولة أو شيء يأكله.

إرشادات للتعامل مع الغضب المستمر عند الأطفال

يجب عليك التعامل مع الطفل الذي يعاني الغضب المستمر باتباع التالي:

  • تجنبي الصراخ أو تحدي الطفل عندما يكون غاضباً: يزيد هذا الأمر من شعورك بعدم القدرة على السيطرة على الموقف، فأفضل شيء يمكنك القيام به هو البقاء هادئا في مواقف مماثلة.
  • حافظْي على هدوئك: يساعد حفاظك على هدوئك أثناء التعامل مع الطفل وعدم الرد على غضبه بالمثل على منع تفاقم غضبه؛ لأن ذلك يساعده على تعلُّم الطريقة الصحيحة للتعامل مع الغضب.
  • تجنب التجاهل والصمت: قد يستسلم بعض الآباء لغضب الطفل دون إبداء أي ردة فعل، وفي هذه الحالة قد تزداد حدة غضب الطفل، أو قد يلجأ إلى الغضب في المرات المقبلة، لعلمه بعدم وجود أي ردة فعل من ذويه.
  • تجنبي العقاب: تسبِّب معاقبة الطفل عندما يشتد الموقف إلى فقدان السيطرة عليه، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة عناده وتفاقم غضبه.
  • تشجيع الطفل: عندما يتعامل طفلك مع موقف صعب دون نوبة غضب، شجعيه على ضبط ما يشعر به هذا، على سبيل المثال، "لقد رأيتك للتو تبني هذا البرج مرة أخرى دون أن تنزعج عندما سقط. كيف شعرت؟ هل شعرت بالقوة والهدوء؟" مع حثه على مواصلة ما يفعله لتحقيق هدفه بهدوء دون صراخ.
  • توفير بيئة مناسبة للطفل لتفريغ طاقته: يجب على الطفل تفريغ طاقة الغضب في أمور إيجابية، مثل ممارسة التمارين الرياضية أو الرسم؛ لذا وفِّري له بيئة مناسبة مع العائلة.

متى يتطلب الأمر اللجوء للطبيب؟

تستغرق نوبات الغضب عادة ما بين دقيقتين و 15 دقيقة، فإذا كان الطفل يعاني من نوبات الغضب العنيفة التي تستمر لأكثر من 15 دقيقة، فقد تكون هذه علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة، ويجب عندها مناقشة نوبات الغضب التي يعاني منها الطفل مع الطبيب، وفيما يلي بعض الحالات التي تستلزم التحدث للطبيب:

  • عدم القدرة على التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل بهدوء، والخروج عن السيطرة.
  • الاستسلام دائماً للمطالب التي يتعمد الطفل الدخول بنوبات غضب لأجل الحصول عليها.
  • نشوء مشاعر سيئة بين الأهل والطفل بسبب نوبات الغضب.
  • زيادة عدد مرات حدوث نوبات الغضب وطول فتراتها.
  • إيذاء الطفل لنفسه أو لغيره أثناء نوبة الغضب، أو قيامه بتدمير الممتلكات.
  • شعور الطفل بالصداع أو ألم المعدة أثناء نوبة الغضب.

عزيزتي الأم، لا تشعري بالذنب وتذكري بأن نوبات الغضب عادة تكون مؤقتة، ولا تسبب القلق، وتتوقف عموماً من تلقاء نفسها عندما يكبر الطفل وينضج، فيصبح أكثر قدرة على التعبير عن مشاعره وضبط نفسه.

 

babycare-bundle-cta-ar.webp

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة