استخدام مضاد حيوي للأطفال من الخطوات المهمة في الكثير من الأحيان لعلاج بعض الأمراض التي تصيب الأطفال. ولكن ليس جميع أنواع المضاد الحيوي آمنة للأطفال. وهذا ما سأوضحه في هذا المقال بالتفصيل.
يصف أطباء الأطفال المضادات الحيوية للأطفال في حال إصابتهم بعدوى بكتيرية قد تسبب لهم التهاباً في الحلق، أو التهاب في الأذن، أو الأمعاء، أو غيرها من الحالات. عادة يصف الطبيب هذا النوع من العلاج بعد إجراء فحص مستفيض ليتأكد من وجود بكتيريا يجب علاجها، ومن المهم التنويه أن المضادات الحيوية لا توصف في حال كان مرض الطفل بسبب فيروس مهما كانت الأعراض مزعجة، أو كان هناك ارتفاع في الحرارة، حيث يكتفي الطبيب الأطفال بوصف أدوية خافضة للحرارة، مع وصف علاج مناسب، وإعطاء تعليمات العناية والمتابعة بحسب حالة الطفل.
هناك سوء استخدام للمضادات الحيوية، ومبالغة في وصفها للأطفال لذلك أود التنويه على ما يلي:
عندما يتأكد الطبيب من حاجة الطفل لتناول مضاد حيوي، سيصف المضاد المناسب لمرض الطفل، وعمره، ووزنه. وأغلب هذه المضادات آمنة، خصوصًا إن استخدمت وفقًا للتعليمات الطبية السليمة. ولكن هناك نوعاً من المضادات الحيوية الشائعة، والتي تنتمي إلى مجموعة السيفالوسبورين هي من أقوى المضادات التي لها الفضل في علاج الكثير من الالتهابات الشديدة.
هذه المجموعة ظهرت عبر عدة أجيال تباع في الأسواق تحت أسماء تجارية مختلفة وأشهرها:
يفضل الكثير من الأطباء وصف هذا النوع من المضادات؛ لأنها تُعطى مرة واحدة في اليوم، وطعمها مقبول لدى الأطفال، فيتناولونه بسهولة.
أدى الاستخدام المبالغ فيه لهذه المضادات الشديدة القوة والتأثير، والتي تقضي على كمية كبيرة من البكتيريا النافعة في أمعاء الطفل، وتُحور جزء كبير من هذه البكتيريا النافعة إلى بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية الأدوية تدعى ESBL .
من المهم جدًا ألا يصف الطبيب المختص هذا النوع من المضادات كخيار أول، وتركها كخيار أخير لعلاج البكتيريا في حال لم تستجب للعلاجات الأقل حدة. ويفضل قبل وصف هذا المضاد الحيوي استشارة طبيب أمراض معدية.
أود التنويه إلى أن هناك فرقاً في تأثير الدواء على البكتيريا خلال التجارب المخبرية، فإذا قامت شركة تصنيع الأدوية باختبار المضاد الحيوي على بكتيريا تسبب التهاب الأذن عند الأطفال، وتغلب الدواء على البكتيريا خلال التجارب المخبرية، هذا لا يعني بالضرورة أن المضاد الحيوي سينجح في علاج كل حالات التهاب الأذن التي تحدث بسبب نفس هذه البكتيريا. وهذا ما لمسته كثيرًا عندما يتناول الطفل هذا النوع القوي من المضاد الحيوي، فليس بالضرورة أن يعالج الدواء التهاب الأذن لديه.
وهو ما أكدته العديد من الدراسات الطبية عن هذا النوع من المضادات بعد إعطائه للأطفال تبين أنه مخيب للتوقعات في علاج العديد من الالتهابات. لذلك من المهم مراجعة توصيات جمعيات أطباء الأطفال المختلفة، ومعرفة رأيها المبني على دراسة فعلية، وتجارب حية ولا تعطي نصائحها بناء على تجارب مخبرية.
كلمة أخيرة
من المهم أن يتأنى الأهل، وألا يتسرعوا بإعطاء الطفل المضاد الحيوي بشكل عام ومضادات السيفالوسبورينز بشكل خاص. خصوصًا إذا لاحظوا أن طبيب الأطفال تسرع في وصف هذا الدواء دون فحص الطفل بتمعن، وخصوصًا إن كان الطفل حاصلاً على تطعيماته التي توصي بها السلطات الطبية. من المهم اختيار طبيب الأطفال الثقة الذي تهمه مصلحة الطفل وصحته، ولا يتعجل في وصف الأدوية دون ضرورة.
اقرئي أيضًا ما هو صفار المواليد؟