كثيراً من نسمع عن مقاومة الأنسولين، وقد نتساءل ما علاقة هذا الإضراب بمرض السكري؟ وكيف يمكن علاج هذه المشكلة، اليوم في أمومة سنسلّط الضوء على اعراض مقاومة الانسولين وسنُعرف هذه المقاومة ونطلع على أفضل طرق العلاج.
تحدث مقاومة الإنسولين عندما لا تستجيب الخلايا في العضلات والدهون والكبد بشكل جيد للأنسولين، ولا تتمكن خلايا الجسم من امتصاص الجلوكوز من الدم بسهولة، ونتيجة لذلك؛ ينتج البنكرياس المزيد من الأنسولين لمساعدة الجلوكوز في دخول الخلايا.
الإنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس، ويخبر خلايا الجسم باستقبال سكر الطعام (الجلوكوز) وتحويله إلى طاقة.
عندما يدخل الجلوكوز إلى مجرى الدم بعد تناول الطعام، يفرز البنكرياس هرمون الأنسولين، الذي يزداد، لمدة 15 دقيقة تقريباً، لتحفيز خلايا الجسم على امتصاص الجلوكوز من مجرى الدم، وتحويله لاحقاً إلى طاقة، ومن ثم يعمل الإنسولين على خفض مستويات الجلوكوز في الدم.
وفي حال الإصابة بمقاومة الأنسولين، فإن الخلايا لا تتفاعل مع هرمون الأنسولين، ولا تستقبل السكر، ما يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم.
ومع مرور الوقت، يواصل البنكرياس محاولة تنظيم نسبة السكر في الدم وإنتاج المزيد من الأنسولين، حتى يصيبه التلف البنكرياس، ولا يعود بإمكانه بعد ذلك إنتاج كميات كبيرة من الأنسولين. ونتيجة لهذا، ترتفع مستويات السكر في الدم إلى درجة قد تصل إلى نطاق مرحلة الإصابة بداء السكري. وبذلك فإن خطورة مقاومة الأنسولين تكمن في أنه من مقدمات الإصابة بمرض السكري.
هناك العديد من الأسباب لمقاومة الأنسولين ومن أبرزها:
يعد التاريخ العائلي المرضي أكبر مُحفز للإصابة بمقاومة الأنسولين وداء السكري، حيث إن معظم حالات الإصابة بمشكلة في الأنسولين سببها الوراثة.
بعد الوراثة، بعد النظام الغذائي غير الصحي الذي تتبعينه ثاني أهم الأسباب الأكثر احتمالاً لحدوث مقاومة الأنسولين، خصوصاً في ظل انتشار الأغذية المصنعة والعادات الغذائية غير الصحية، والتي بسببها أصبحت مقاومة الأنسولين تُصيب عدداً كبيراً من الأشخاص.
إنّ تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالسكر والكربوهيدرات البسيطة والدهون غير الصحية تتطلب المزيد من الجهد، وتضع حِملاً وضغطاً كبيراً جداً على البنكرياس لإطلاق كميات كبيرة من الأنسولين لتخفيض السكر في الدم، ومع مرور الوقت لن يكون قادراً على الاستمرار بنفس الأداء؛ ومن ثم تُصاب بمقاومة الأنسولين، وفي حالة تجاهُلها تُصاب بالسكري من النوع الثاني.
تشير العديد من الدراسات العلمية إلى أنّ الدهون الحشوية من أخطر المشاكل التي يُمكن أن ترتبط بالإصابة بمقاومة الإنسولين أو مرض السكري من النوع الثاني، حيث إن تراكم الدهون في الكبد والعضلات والأعضاء الداخلية يزيد من فُرصة حدوث مقاومة الأنسولين.
الكسل وعدم ممارسة الرياضة أو حتى الأعمال اليومية يزيد من فُرصة إصابتك بمقاومة الأنسولين، ويُعد أحد أكثر أسباب مقاومة الأنسولين شيوعاً، بالإضافة إلى أن هذه الأسباب تؤدي بشكل مباشر لزيادة الوزن وانخفاض الكتلة العضلية في الجسم؛ بسبب ضعفها فتزيد من حساسية خلايا الجسم للأنسولين، في حين أن الأنشطة الحركية تُقلل من حساسية الأنسولين.
يؤدي تناول بعض الأدوية العلاجية، والتي من أعراضها هو حدوث حساسية الأنسولين، إلى الإصابة بمقاومة الإنسولين، ومن هذه الأدوية هي أدوية نقص المناعة وأدوية الاكتئاب.
الغدة الدرقية من الغدد المهمة في الجسم والموجودة في منطقة أسفل الرقبة، والتي تعمل على إطلاق هرمونات هامة في الجسم مثل هرمون T3 وهي هرمونات تعمل بشكل مباشر على إنتاج الطاقة والتمثيل الغذائي، عند حدوث مشكلة في الغدة الدرقية لديك قد تُصاب بمجموعة من الأعراض الجانبية، والتي منها الإصابة بمقاومة الأنسولين.
في حالة الإصابة بالاضطرابات النفسية أو القلق الذي يزيد من إنتاج جسمك لهرمون الكورتيزول بشكل أكبر من المُعتاد، وفي ذلك الحين يزيد هرمون الكورتيزول من فُرصة إصابتك بمقاومة الإنسولين؛ وذلك لأن الكورتيزول يُمكن أن يُقلل من فاعلية الأنسولين في الجسم.
على الرغم من أنه من الشائع أن ارتفاع هرمون النمو هو أمر جيد لزيادة حجم وكتلة العضلات في الجسم، إلا أن ارتفاعه يُعتبر إحدى المشاكل الصحية النادرة، والتي يُمكن أن تكون من أسباب مقاومة الإنسولين؛ وذلك لأن ارتفاع هرمون النمو يُصاحبه ارتفاع في مستويات جلوكوز الدم بشكل ملحوظ وخطير.
تلعب العديد من العوامل في زيادة خطر الإصابة بمقاومة الجسم للإنسولين، ومن أبرز هذه العوامل ما يأتي:
اعراض مقاومة الانسولين كثيرة وظهورها يساعدك على الانتباه لصحتك والقيام بالفحوصات اللازمة، ومن أبرز اعراض مقاومة الانسولين
تعتبر مقاومة الأنسولين اضطراباً هرمونيّاً قد يتسبب في بعض الاضطرابات عند المرأة مثل:
ولذلك تشير بعض الآراء الطبية إلى أن مقاومة الإنسولين، تلعب دوراً مهماً في حدوث متلازمة تكيس المبايض، وليس العكس، أي أن مستويات الأنسولين المرتفعة في الدم، تساهم في حدوث الالتهابات المختلفة ومشاكل التمثيل الغذائي المسببة للسمنة، والتي تصاحب متلازمة تكيس المبايض، إلا أن العلاقة الحقيقية ليست واضحة تماماً. جميع هذه الاضطرابات تتسبب في تأخر الحمل وعدم حدوثه؛ لذلك يعتبر علاج مقاومة الأنسولين أحد أهم العلاجات التي قد يلجأ إليها طبيبك.
يتسبب ارتفاع السكر في الدم خلال فترة الحمل وعدم قدرة الجسم على استعماله إلى حدوث سكري الحمل، وعلى الرغم أن حدوث أي مضاعفات خلال فترة الحمل أمر يدعو للقلق، إلا أنه من الممكن السيطرة على سكري الحمل عن طريق تناول الأطعمة الصحية وممارسة الرياضة وتناول الدواء إذا لزم الأمر. كما يمكن الحفاظ على صحتكِ وصحة جنينكِ والوقاية من تعسُّر الولادة من خلال السيطرة على مستويات سكر الدم.
من الجدير بالذكر، أنه يمكن أن يتداخل تكيس المبايض مع انغراس الجنين في الرحم، ويمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين إلى الإجهاض.
إذا أُصبتِ بالسكري الحملي، فقد تحتاجين إلى الخضوع لفحوصات أكثر، والتي ستُجرى في آخر ثلاثة أشهر من الحمل، حين يتابع الطبيب مستوى سكر الدم لديكِ وصحة جنينكِ.
يصف الأطباء لمرضى مقاومة الأنسولين أدوية السكري، إلا أننا نوصي بعدم استخدام أي أدوية لمقاومة الأنسولين دون استشارة أخصائي، وعادة ما لا يتم علاج مقاومة الأنسولين، ولكن يمكنكِ تجنب مضاعفاتها، عن طريق القيام ببعض التغييرات في روتينك اليومي، ومن أهم هذه التغييرات هي:
التغذية الصحية وممارسة الرياضة والبعد عن التوتر من أهم العادات التي يجب أن تحرصي عليها للحفاظ على صحتك النفسية والجسدية خلال مراحلك المختلفة. ولا تترددي بزيارة الطبيب أو المختصين في حال لاحظتِ أي من الأعراض التي ذكرناها.