هل تسبب تكيسات المبايض العقم؟

تعد تكيسات المبايض أو ما يعرف بالمبيض متعدد الكيسات من أكثر الحالات الصحية شيوعًا بين النساء في سن الإنجاب، فقد أشارت التقديرات أنها تصيب 8 - 13% من النساء بين عمر 15 - 44 عامًا. ومع ذلك، لم يتم تشخيص ما يصل لـ 70% من الحالات حتى الآن. ولكن يبقى السؤال الأهم الذي يثير قلق العديد من النساء بشأن خصوبتهنّ "هل تسبب تكيسات المبايض العقم؟" تابعي القراءة لتعرفي الإجابة.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Oct 26th 2024 | تاريخ التعديل :Nov 10th 2024
تكيسات المبايض والعقم

هل تكيسات المبايض تمنع الحمل؟

تواجه الكثير من النساء المصابات بتكيسات المبايض مشاكل في الخصوبة وصعوبة في حدوث الحمل، لهذا السبب قد نجد الكثير من التساؤلات حول العلاقة بين تكيسات المبيض والعقم، وأبرزها سؤال "هل تكيسات المبايض تمنع الحمل؟".

والإجابة هي نعم، فبحسب منظمة الصحة العالمية تعد تكيسات المبايض السبب الرئيسي للعقم بين السيدات، ولكن في ذات الوقت تعد سببًا للعقم قابلاً للعلاج، أي يمكن أن تحمل المرأة المصابة في حال التزمت بالخطة العلاجية المناسبة.

كيف تؤثر تكيسات المبايض على الخصوبة؟

في الحقيقة، تكيسات المبايض مسؤولة عن 70% من مشاكل الإباضة لدى النساء، إذ تسبب هذه الحالة اختلالات هرمونية بما في ذلك زيادة مستويات الأندروجين، وعدم انتظام في الدورة الشهرية، وظهور خراجات في المبيضين، وجميع هذه الأمور لا تسمح للمبيضين بإطلاق البويضات دائمًا، وهذا بدوره يسبب صعوبة في الحمل.

ولنستطيع توضيح ذلك بشكل مفصل، لا بد أن نوضح لكِ مبدأ عمل المبايض في الوضع الطبيعي، وهو كالآتي:

  • في كل شهر يتطور لدى النساء في سن الإنجاب أكياس مملوءة بالسوائل تعرف باسم الجريبات على سطح المبيض.
  • تحفز الهرمونات الجنسية الأنثوية بما في ذلك هرمون الإستروجين إنتاج أحد الجريبات لبويضة ناضجة.
  • يطلق المبيض البويضة الناضجة، وتخرج من الجريب.
  • ولكن عند النساء المصابات بتكيسات المبايض يحدث الأمور الآتية:
  • يحدث خلل في مستويات الهرمونات الجنسية، وتزداد مستويات هرمون التستوستيرون، وينتج عن ذلك عدم تطور أو إطلاق البويضات الناضجة، وبذلك لن يكون هناك إباضة ناجحة، ولن يحدث الحمل.
  • في حال حدوث الإباضة، فإن عدم توازن مستويات الهرمونات يمنع تطور بطانة الرحم بشكل صحيح، ولن تصل للسمك المطلوب لانغراس البويضات المخصبة فيها، وهذا يسبب فشل حدوث الحمل.
  • تكون دورات الحيض غير منتظمة عند المصابات؛ بسبب عدم توازن الهرمونات، وهذا بدوره قد يجعل الحمل أمرًا صعبًا.
  • تكون القشرة الخارجية للمبيضين سميكة عند المصابات، وتمنع الإباضة التلقائية أيضًا.

هل يمكن الشفاء من تكيس المبايض نهائيا؟

لا يمكن الشفاء من تكيس المبايض نهائيًا، فهذه الحالة مزمنة، وتؤثر على المرأة مدى حياتها، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض التي تعاني منها المصابة، وزيادة فرص الحمل من خلال بعض العلاجات.

فاعتمادًا على الأعراض التي تعاني منها المرأة ورغبتها في الإنجاب، ومدى خطر حدوث مشاكل صحية طويلة الأمد، مثل: السكري وأمراض القلب يضع الطبيب خطة علاجية تشمل واحد أو أكثر من الآتي:

  • إجراء تغييرات على نمط الحياة وأبرزها فقدان الوزن واتباع نظام غذائي صحي.
  • تناول بعض الأدوية للسيطرة على الأعراض وتحفيز الإباضة.
  • الجراحة لتحفيز الإباضة المنتظمة في حال فشل العلاج الدوائي.
  • الخضوع لإجراءات الخصوبة مثل التلقيح في المختبر.

ما هي العلاجات المتاحة لرفع الخصوبة؟

الآن لا بد أن نجيب عن سؤال "هل من الممكن حدوث حمل مع وجود تكيس المبايض؟" والإجابة هي نعم، فبالرغم من أن تكيسات المبايض هي سبب رئيسي للعقم، إلا أنها مشكلة قابلة للعلاج، وهذا يعني أن المرأة بإمكانها الحمل بنجاح إن كانت ترغب في ذلك. وفيما يأتي أبرز الخيارات العلاجية المتاحة لزيادة الخصوبة ورفع فرص حدوث الحمل:

1| تعديل نمط الحياة

فيما يأتي بعض النصائح المتعلقة بنمط الحياة، والتي يمكن أن تزيد من الخصوبة:

  • فقدان الوزن: إن كنتِ تعانين من السمنة أو زيادة الوزن لا بد أن تحاولي فقدان الوزن الزائد من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بشكل منتظم. فقد تبين أن فقدان 10% من الوزن يؤدي إلى تحسن ملحوظ في الأعراض، ويساعد في استعادة توازن الهرمونات، وهذا بدوره يزيد من فرص استعادة الإباضة الطبيعية وحدوث الحمل.
  • السيطرة على التوتر: يؤثر التوتر المزمن على مستويات الهرمونات في الجسم، فعلى سبيل المثال يمكن أن يزيد التوتر المزمن من مستويات الكورتيزول في الجسم، وهذا بدوره قد يزيد من مستويات الإنسولين، وارتفاع الإنسولين قد يسبب خللاً في الهرمونات الأنثوية الجنسية وبالتالي العقم. لذا من الضروري السيطرة على التوتر والتخفيف منه بالحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ومحاولة الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.
  • تعديل النظام الغذائي: يساعد اتباع نظام غذائي منخفض السكر للنساء المصابات بتكيسات المبايض إلى تحسين الأعراض ورفع الخصوبة. فالمستويات المستقرة من نسبة السكر في الدم تسبب انخفاض مستويات الأنسولين وانخفاض إنتاج هرمون التستوستيرون.

2| العلاج الدوائي

عادةً ما يصف الطبيب بعض الأدوية للسيطرة على الأعراض التي تعاني منها المريضة ولتنظيم الدورة الشهرية وتحفيز الإباضة ورفع معدلات الخصوبة، وفيما يأتي شرح عنها:

حبوب منع الحمل لتنظيم الدورة الشهرية وتقليل مستويات الهرمونات الذكرية في الجسم.

الأدوية التي تزيد من استجابة الأنسولين لتحفيز فقدان الوزن وخفض مستويات الكوليسترول.

أدوية تنشيط الإباضة لعلاج العقم وزيادة القدرة على الإنجاب.

3| التخصيب في المختبر

قد يكون التلقيح الصناعي الخيار الأنسب في حال عدم نجاح الأدوية، ففي هذه الحالة يتم تخصيب البويضة مع الحيوانات المنوية في المختبر، ثم يتم وضعها في الرحم لتنزرع في بطانة الرحم وتتطور.

4| الجراحة

الجراحة هي الخيار الأخير، ويتم اللجوء له في حال فشلت العلاجات الأخرى. وفيها يقوم الطبيب بإجراء بضعة ثقوب في سطح المبيض باستخدام الليزر أو باستخدام إبرة دقيقة يتم تسخينها كهربائيًا، فكما ذكرنا سابقًا تكون القشرة الخارجية للمبيضين سميكة عند النساء المصابات بتكيسات المبايض، ويعتقد أن هذا يلعب دورًا في منع الإباضة التلقائية، لذا يمكن أن تساعد الجراحة في تحفيز الإباضة المنتظمة، ولكن لفترة مؤقتة تتراوح بين 6 - 8 أشهر بعد العملية الجراحية.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

على الرغم من أن الأسباب المحتملة للعقم كثيرة، ولا تقتصر على تكيسات المبايض، إلا أن التشخيص المبكر للحالة أيًا كانت يساعد في الحصول على العلاج وتحسين فرص الحمل.

لذا، يجب على أي امرأة تعاني من صعوبة في الحمل أو لديها أعراض تشير لإصابتها بتكيس المبايض مراجعة طبيبتها على الفور، والتي سوف تقوم بإجراء فحص بدني، والسؤال عن الأعراض التي تعاني منها، وعن التاريخ الطبي، وإجراء اختبارات دم لقياس مستويات بعض الهرمونات، ومستويات السكر في الدم، وإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية لتشخيص السبب الكامن وراء صعوبة الحمل أو الأعراض وعلاجها مبكرًا.

كما يجب على الحوامل أيضًا التأكد فيما إن كانوا يعانون من تكيسات المبايض، فقد أشارت الدراسات لارتفاع خطر حدوث مضاعفات الحمل الآتية مع متلازمة تكيس المبايض:

  • سكري الحمل.
  • الولادة المبكرة.
  • ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.

الخلاصة

هل تسبب تكيسات المبايض العقم؟ الإجابة هي نعم، تعد تكيسات المبايض السبب الأكثر شيوعاً لعدم الإِباضة والسبب الرئيسي للعقم بين النساء، ولكنه في ذات الوقت مشكلة قابلة للعلاج، أي يمكن للمرأة أن تحمل بنجاح في حال خضعت للعلاج، والذي قد يشمل إجراء تغيرات على نمط الحياة، وتناول بعض الأدوية التي تزيد من الخصوبة أو الخضوع لجراحة في حال فشل العلاجات الأخرى.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة