ما هي متلازمة توريت وهل لها علاج؟

متلازمة توريت

هي اضطراب عصبي يؤثر على الدماغ والأعصاب، ويتسبب في قيام المصاب بحركات مفاجئة ومتكررة وسريعة، ولا يمكن التحكم بها، أو بإصدار أصوات غير مرغوب فيها بشكل لا إرادي، تعرف بالتشنجات اللاإرادية أو العرات (Tics).

قد تتراوح هذه التشنجات من خفيفة إلى متوسطة أو شديدة، وقد تكون معيقة للحياة في بعض الحالات.

تعد هذه المتلازمة واحدة من مجموعة من اضطرابات الجهاز العصبي النامي تعرف باضطرابات التشنج اللاإرادي (Tic disorders).

ما أعراض متلازمة توريت؟

العرات (التشنجات اللاإرادية) هي العلامة المميزة لهذه المتلازمة، وهي أن يصدر المصاب حركات أو أصوات لاإرادية بشكل مفاجئ ومتقطع قد تتراوح شدتها ما بين البسيطة إلى الحادة، وقد تتداخل بشكل كبير مع القدرة على التواصل والأداء اليومي ونوعية الحياة، وتتميز بالآتي أيضًا:

• متنوعة في النوع والتكرار والحدة.
• يمكن أن تحدث أثناء النوم.
• قد تتغير بمرور الوقت.
• قد تزداد سوءًا، وتتفاقم عند المرض أو التوتر أو القلق أو التحمس.
• تسوء في السنوات المبكرة من المراهقة، وتتحسن أثناء الانتقال للبلوغ.

نبذة سريعة عن العرات (التشنجات اللاإرادية)

تم تصنيف العرات أو التشنجات اللاإرادية إلى أكثر من نوع كالآتي:

1| الصوتية أو الحركية

هناك نوعان من التشنجات اللاإرادية التي يمكن أن يعاني منها المصاب، وهي:

• العرات الصوتية: وهي الأصوات التي يصدرها الشخص، مثل: الهمهمة أو تنظيف الحلق أو الصراخ بكلمة أو جملة.
• العرات الحركية: وهي حركات الجسم التي يقوم بها المصاب، مثل: رمش العين، أو هز الكتفين، أو هز الذراع.

2| البسيطة أو المعقدة

يمكن أن تكون العرات بسيطة أو معقدة كالآتي:

• العرات البسيطة: هذا النوع يشمل عددًا محدودًا من مجموعات عضلات الجسم، مثل تحديق العينين فقط.
• العرات المعقدة: هذا النوع يشمل عدة أجزاء مختلفة من الجسم والعديد من مجموعات العضلات، ويمكن أن يكون لها نمط، مثل: هز الرأس أثناء هز الذراع ثم القفز للأعلى.

مثال على العرات الشائعة في متلازمة توريت

عادةً ما تظهر الأعراض الحركية قبل الصوتية، وفيما يأتي أمثلة على أكثرها شيوعًا:

العرات الحركية البسيطة

من أبرز الأمثلة عليها: هز الكتف، أو حركات الفم، أو تحديق العينين، أو انتفاض الرأس، او تمديد الرقبة.

العرات الحركية المعقدة

من أبرز الأمثلة عليها لمس الأشياء أو شمها أو القفز أو الانحناء أو الالتفاف أو القيام بحركات متكررة ملحوظة أو المشي بنمط معين أو القيام بإشارات بذيئة.

العرات الصوتية البسيطة

قد يقوم المصاب بإصدار أحد الأصوات الآتية الشخير أو النباح أو النحنحة أو السعال.

العرات الصوتية المعقدة

هذا النوع يسبب تكرار كلمات أو عبارات الآخرين أو استخدام كلمات فاحشة أو سيئة أو مبتذلة.

أسباب الإصابة بمتلازمة توريت 

حتى الآن لم يتم تحديد السبب الدقيق وراء الإصابة بهذه المتلازمة، ولكن أشارت الأبحاث أن العوامل الآتية قد ترتبط بهذا الاضطراب المعقد:

• العوامل الجينية، أكدت العديد من الدراسات أن الجينات تلعب دورًا في الإصابة، إذ يمكن أن تنتقل المتلازمة من الوالدين إلى الطفل عبر الجينات.
• قد تساهم العوامل البيئية أو التنموية في الإصابة، ولكن حتى الآن لم يتم تحديد عامل أو حدث محدد.
• خلل بالنواقل العصبية، وهي المواد الكيميائية التي تلعب دورًا في نقل نبضات الأعصاب في الدماغ، مثل: السيروتونين، والدوبامين.

اضطرابات مصاحبة للمتلازمة

غالبًا ما يعاني المصابون من هذه المتلازمة من حالات عقلية أو سلوكية أخرى قد تكون موجودة قبل ظهور التشنجات اللاإرادية. فقد تبين أن 83% تم تشخيص إصابتهم بواحدة على الأقل من هذه الحالات:

• اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
• صعوبات التعلم.
• اضطرابات القلق.
• الوسواس القهري.
• اضطرابات النوم.
• الاكتئاب.
• مشكلات سلوكية كالغضب والعدوان.

هل يمكن علاج متلازمة توريت؟

في الحقيقة لا يوجد علاج للشفاء التام من متلازمة توريت، وتهدف جميع العلاجات المتوفرة للتخفيف من شدة التشنجات اللاإرادية والتحكم فيها في حال كانت شديدة، وتؤثر على القدرة على التواصل والأداء اليومي ونوعية الحياة، أما الحالات التي تكون فيها التشنجات اللاإرادية خفيفة يكون العلاج غير ضروري. وفيما يأتي طرق العلاج المتاحة:

1| العلاج الدوائي

تشمل الأدوية التي تساعد في التحكم بالتشنجات اللاإرادية والتخفيف منها، وتقليل أعراض الحالات ذات الصلة:

• الأدوية التي تعمل على الدوبامين للتقليل من التشنجات اللاإرادية، مثل: الهالوبيريدول، والفلوفينازين، والبيموزيد.
• مثبطات الأدرينالين المركزية التي توصف عادةً لارتفاع ضغط الدم قد تساهم في علاج التشنجات اللاإرادية، مثل: الكلونيدين، والجوانفاسين.
• بعض أدوية الاكتئاب للتخفيف من القلق والحزن وأعراض الوسواس القهري، مثل: الفلوكستين، والسيرترالين.
• الأدوية المضادة للتشنجات، فقد أشارت بعض الدراسات أن دواء توبيراميت الذي يوصف لعلاج الصرع قد يكون مفيدًا.
• حقن البوتوكس في العضلة المصابة قد يساعد في التخفيف من التشنج اللاإرادي البسيط أو الصوتي.

2| العلاج السلوكي

يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في مراقبة التشنجات اللاإرادية وتحديد المحفزات لإدراك قدومها والتنبؤ به والتحرك بشكل إرادي وبطريقة تتعارض معها لإيقافها. ومن الأمثلة على العلاج السلوكي الموصى به لهذه الحالة ما يعرف بالتمرين على انعكاس العادات.

3| العلاج النفسي

يساعد العلاج النفسي في التحكم بالحالات التي ترافق المتلازمة، مثل: صعوبات التعلم أو الاكتئاب أو القلق أو غيرها، بالإضافة للمساعدة على التأقلم مع المتلازمة والأعراض التي تسببها.

أسئلة شائعة

إليكِ أكثر الأسئلة شيوعًا وإجاباتها عن هذه المتلازمة:

هل متلازمة توريت تأتي فجأة؟

عادةً ما تبدأ التشنجات اللاإرادية بالظهور قبل سن الـ 18 عاماً، وتحديدًا بين عمر 4 - 6 سنوات. ولكن مع مرور الوقت تزداد شدتها، حيث تصل ذروتها في عمر يتراوح بين 10 - 12 عاماً تقريبًا، ومن ثم تنخفض في سن المراهقة، حيث تختفي عادةً عند معظم المراهقين، وتستمر عند 1% فقط من الأطفال لما بعد البلوغ.

ما مدى شيوعها؟

بشكل عام، يعاني طفل واحد من كل 100 طفل من شكل من أشكال اضطرابات التشنج اللاإرادي، وتعد متلازمة توريت الأقل شيوعًا من بينهم، إذ تؤثر على طفل واحد من بين كل 160 طفلاً، وتؤثر على الأولاد أكثر بثلاث إلى أربع مرات مقارنة بالبنات.

هل متلازمة توريت خطيرة؟

في بعض الحالات نعم، يمكن أن تكون التشنجات اللإرادية ضارة ومنهكة للنفس، وقد تشكل خطرًا على الصحة. فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون التشنجات اللاإرادية الحركية، والتي يقوم فيها الطفل بضرب نفسه على وجهه خطيرة.

الخلاصة

متلازمة توريت هي اضطراب عصبي تسبب القيام بحركات أو إصدار أصوات لاإرادية تعرف بالعرات. غالبًا ما يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة، وينخفض في بداية مرحلة البلوغ، ويتم علاجه بالأدوية والعلاج السلوكي والنفسي.