اسباب وعلاج كآبة النفاس

ما هي كآبة النفاس؟

هي حالة من الكآبة، والحزن، والتوتر والقلق تمر بها الأمهات بعد الولادة في الأسابيع الأولى من فترة النفاس. وعادة ما تبدأ هذه الكآبة منذ اليوم الثاني بعد الولادة، وتدوم في أغلب الحالات لأسبوعين بعد ولادة الطفل.

الأعراض

• تقلبات المزاج.
• العصبية.
• التوتر والقلق.
• الكآبة، والحزن.
• عدم القدرة على النوم، حتى مع نوم الطفل حديث الولادة.
• نوبات البكاء المفاجأة.

أسباب كآبة النفاس

لا يوجد أسباب واضحة لحدوث هذا النوع من الكآبة بعد الولادة. إلا أنه يُرجح الخُبراء إلى أنها تحدث بسبب مجموعة تغيرات جسدية، ونفسية تحدث للمرأة بعد الولادة، فيما يلي أبرزها:

التغيرات الجسدية

• التغير الكبير في مستويات الهرمونات. حيث ترتفع مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون بشكل كبير خلال الحمل، وتتراجع هذه المستويات بشكل مفاجئ خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى بعد الولادة. وهو مماثل للتغير الهرموني الذي يُسبب ظهور أعراض متلازمة قبل الحيض.
• ارتفاع مستويات هرمون الحليب (البرولاكتين) والذي يُصاحبه ألم في الثدي.
• ومن أسباب كآبة النفاس أيضًا ألم جرح الولادة، سواء كانت قيصرية أو ولادة طبيعية حدث خلالها شق العجان.

أسباب نفسية

• تجربة الولادة بحد ذاتها قد تكون تجربة صعبة، وقد تسبب ما يعرف بالصدمة العاطفية للأم وبالتالي تشعر بالكآبة بعد الولادة.  
• تغير صورة المرأة لذاتها؛ بسبب التغيرات الجسدية الكثيرة التي تحدث خلال الحمل، والتي تترك أثرها بعد الولادة مثل زيادة الوزن، وتشققات الحمل، وترهلات البطن، وتدلي الثدي.
• الشعور بالتوتر من كثرة المسؤوليات من العناية بالمولود.
• تخيل الطفل لمدة تسعة شهور في فترة الحمل. والشعور بمفاجأة عند ولادة الطفل، ففي الكثير من الأحيان لا تشعر الأم بأن مولودها مشابه لتوقعاتها.
• إن كان الطفل المولود يُعاني من أي مشاكل صحية، أو تشوهات خلقية، قد يُصيب الأم بكآبة النفاس أو اكتئاب ما بعد الولادة.

تشخيص كآبة النفاس

يمكن تشخيص كآبة النفاس من قبل أخصائي الطب النفسي، أو أخصائي طب النسائية. وعادة ما يكون طاقم الولادة من ممرضات، وقابلات مدربات على ملاحظة أي أعراض قد تدل على إصابة الأم بهذه الكآبة وتحويلها للمختصين فورًا. أفضل أداة للتشخيص هي استبانة ادينبر، والتي يُفضل أن تُجيب عنها الأم بعد أسبوع من الولادة. حيث يمكن الكشف من خلال إجابات الأم عن احتمالية إصابتها بكآبة ما بعد الولادة لكي تحصل على الدعم اللازم بأسرع وقت ممكن.

عوامل الخطورة 

• النساء اللاتي يُعانين من أعراض حادة خلال فترة ما قبل الحيض.
• المرأة التي تُعاني من الاكتئاب أو اضطرابات نفسية أخرى.
• من كان لديها صلة قرابة بشخص يُعاني من الاكتئاب أو من اضطراب القلق.

علاج كآبة النفاس

• التعامل مسببات التوتر والحزن مثل زيادة المسؤوليات والحصول على المساعدة من الزوج والأهل والصديقات.
• الحصول على النوم الكافي من خلال طلب مساعدة الزوج أو الأم بالاعتناء بالمولود خلال الليل.
• الانضمام إلى مجموعة دعم فيها أمهات مررن، أو يختبرن حاليًا هذا النوع من الكآبة.
• التحدث مع أخصائي في الصحة النفسية في حال لم تزُل الكآبة خلال أسبوعين، وتطورت الأعراض، وراودت الأم أفكار انتحارية، أو رغبة في أذية نفسها أو الطفل.

دور الزوج

من المهم أن يكون الزوج على دراية باحتمالية إصابة زوجته بمثل هذه الحالة. وذلك من خلال انضمامه إلى زوجته في متابعة دروس الحمل، والولادة. وأن يكون مستعدًا لتقديم العون والمساعدة، وأن يكون مستمعًا جيدًا، ويشجع زوجته على التعبير عن مشاعرها وأفكارها دون حرج.

كلمة أخيرة

الصحة النفسية للمرأة الحامل، وما بعد الولادة أمر في غاية الأهمية. ويؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية للمرأة، وعلى دورها كأم، وعلى استقرار الأسرة ككل. لذلك من المهم عدم تجاهل أي أعراض نفسية تشتكي منها المرأة بعد الولادة، ومساعدتها ودعمها قدر الإمكان وطلب المساعدة من المختصين وعدم التأخر في ذلك.

اقرئي أيضًا النفاس بعد العملية القيصرية: المسموح، والممنوع