ماذا تعرفين عن رحلة البويضة في جسمك؟
البويضة هي جزء مهم من النظام التناسلي الأنثوي وهي من أساسيات الخصوبة وحدوث الحمل. خروج البويضة وتخصيبها أمور تحدث كل يوم لدى مليارات النساء من مختلف الأعمار، ولكن هل توقفت يومًا لتتعرفي على التفاصيل المحيطة بهذه الخلية؟ لا تقلقي سنصحبك في هذا المقال في رحلة تقوم بها البويضة لتتعرفي أكثر على معلومات مهمة في الصحة الإنجابية للمرأة.
ما هي البويضة؟
هي أكبر خلية موجودة في جسم المرأة، وهي من خلايا الجهاز التناسلي الأنثوي التي تتحول إلى جنين بعد تخصيبها في أيام التبويض بالحيوانات المنوية الذكورية. تتكون البويضة من نواة كبيرة يحيط بها السيتوبلازم. تتكون البويضة من ثلاث طبقات وهي:
- الطبقة الداخلية الرقيقة التي تتكون من النواة التي تحتوي على 23 كروموسوم وهي نصف الكروموسومات البشرية، وهي التي تنقل الصفات الوراثية إلى الجنين. ويحيط بالنواة السائل الخلوي المعروف باسم السيتوبلازم، الغني بالعناصر الغذائية التي تغذي الجنين في المراحل الأولى من نموه.
- الطبقة الوسطى الشفافة التي تحيط بالبويضة، وتحميها ولا تسمح لأي شيء باختراقها ما عدا الحيوانات المنوية خلال الإخصاب.
- الطبقة الخارجية المعروفة باسم التاج المشع الغني بالخلايا التي تغذي البويضة، والتي تساعد الحيوانات المنوية على إيجاد البويضة لغرض تخصيبها.
التبويض
في كل شهر تطلق الغدة النخامية الموجودة في الدماغ هرمونًا يوعز للمبايض بإنتاج جريبات المبيض التي تحتوي على بويضات غير ناضجة، وينتج الجريب هرمون الإستروجين الذي يعمل على زيادة سماكة جدار الرحم استعدادًا للحمل.
في اليوم السابع من دورة الحيض تتوقف الجريبات عن النمو عدا واحدة تستمر بالنمو لتغذية البويضة الموجودة في داخلها، والتي تصبح ناضجة. وفي اليوم الثاني عشر من دورة الحيض يفرز الجريب الناضج دفعة من الإستروجين في مجرى الدم، وعندما يصل هرمون الإستروجين إلى الغدة النخامية في الدماغ تستجيب الغدة من خلال إفراز الهرمون المنشط للجسم الأصفر أو الهرمون اللوتيني، والذي يعطي الجريب دفعة نمو كبيرة.
وقبل موعد التبويض مباشرة تنفصل البويضة الناضجة عن جدار الجريب الذي يقوم بدوره بإفراز مواد تحفز قناة فالوب على الاقتراب لتحيط بالجريب، الذي يُفتح مطلقًا البويضة والسائل المحيط بها في إلى التجويف البطني. ثم تقوم النتوءات الموجودة في طرف قناة فالوب المعروفة باسم الخمل بحمل البويضة وإيصالها إلى مدخل قناة فالوب. عندما تدخل البويضة إلى قناة فالوب تقوم تقلصات العضلات بدفعها نحو الرحم.
وفي أثناء رحلتها داخل قناة فالوب إما أن تلتقي البويضة بحيوانات منوية تخصبها، وإما أن تصل إلى الرحم بدون تخصيب، فيمتصها الجسم من جديد.
البويضة المخصبة
تبقى البويضة الناضجة موجودة في الجسم لمدة تتراوح بين 12 و 24 ساعة، ويمكن أن تصبح بويضة مخصبة في حال التقت الحيوانات المنوية خلال هذه المدة.
كمية الإستروجين الكبيرة التي تُفرز في عنق الرحم قبل أيام التبويض، تنتج سائلاً هلامياً غنياً بالبروتينات يغطي مدخل المهبل خلال الجماع. يحول هذا السائل بيئة المهبل إلى بيئة حامضية للوقاية من الالتهابات ولتوفير بيئة مناسبة للحيوانات المنوية التي تسبح في عنق الرحم، ويمكنها البقاء حية لمدة خمسة أيام حتى قبل التبويض.
عند خروج البويضة خلال أيام التبويض تكون مغطاة بخلايا لاصقة تسهل على قناة فالوب التقاطها. وعند التقاء الحيوان المنوي بالبويضة في قناة فالوب يقوم بالتهام هذه الخلايا. وبالرغم من أن كل ما يلزم هو حيوان منوي واحد لتخصيب البويضة وحدوث الحمل، عدة حيوانات منوية تتعلق بجدار البويضة حتى ينجح أحدها بالدخول. بعد تخصيب البويضة تبدأ بالانقسام، وتتحول إلى جنين، وخلال الأيام المقبلة تستمر البويضة المخصبة بالانقسام، بينما تتجه نحو الرحم.
يعمل هرمون البروجسترون الذي يفرز من الجريب على تجهيز الرحم لأجل انغراس البويضة المخصبة. بعد انغراس البويضة في جدار الرحم، تقوم بإرسال مؤشر قوي إلى المبيض ليستمر بإفراز البروجسترون الذي يعتبر جوهريًا لاستمرار الحمل.
حدوث الحمل
أفضل وقت لأجل محاولة الحمل هو خلال ثلاثة إلى ستة أيام حول يوم التبويض، حيث تختلف الأيام الخصوبة، وتعتمد على مدة الدورة الشهرية. إن كنت تستخدمين وسائل منع الحمل احرصي على إيقافها قبل ذلك وراجعي طبيبتك لتتأكدي بأنك جاهزة جسديًا لهذه التجربة المهمة في حياتك، واستمعي إلى نصائحها لتنعمي بحمل صحي.
الخلاصة،
الاطلاع على تفاصيل الجهاز التناسلي والهرمونات الأنثوية ومعرفة تفاصيل رحلة البويضة من أهم استعدادات الحمل، ومن أساسيات العناية بصحة المرأة. لذلك احرصي دومًا على الحصول على المعلومات الطبية السليمة من مصادرها الموثوقة.
