دليل الأمهات لحماية الأطفال من جدري القرود

في الآونة الأخيرة، أصبح العالم يدرك بشكل متزايد مخاطر الأمراض المعدية التي قد تؤثر على صحة الأطفال، ومن بين هذه الأمراض جدري القردة. فقد شهدنا مؤخرًا تفشي هذا المرض في مناطق متفرقة، مما أثار الكثير من التساؤلات والقلق لدى الآباء والأمهات. فما هو جدري القرود؟ وكيف يمكن أن يؤثر على أطفالنا؟ وما هي الإجراءات الوقائية التي يجب اتخاذها لحمايتهم؟ كأمهات، من الضروري أن نفهم هذه الحالة جيدًا لضمان حماية أطفالنا. لذلك، قررنا في هذا المقال الإجابة عن كل استفساراتك وتقديم المعلومات اللازمة.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Aug 28th 2024
مرض جدري القرود

ما هو جدري القرود وهل هو خطير؟

جدري القرود أو كما شاع مؤخرًا جدري القردة هو مرض نادر يسببه فيروس جدري القرود (Monkeypox virus)، وهو فيروس ينتمي لذات عائلة الفيروسات التي تسبب الجدري، ويؤثر عادةً على القوارض الصغيرة كالفئران والقرود والثدييات الأخرى، ولكنه يمكن أن يصيب البشر. وعلى الرغم من أنه يصيب جميع الأشخاص بكافة الأعمار، إلا أن معظم الحالات كانت تظهر على الأطفال دون سن الـ 15 عامًا.

انتشر هذا المرض لعقود من الزمن في إفريقيا، ولكن في عام 2022 بدأ يتفشى إلى مناطق أخرى بما في ذلك أوروبا وأمريكا وأستراليا، وشهدت الدول العربية مؤخرًا حالات من الإصابة أيضًا.

والآن وبالعودة للسؤال الذي يثير قلق الآباء والأمهات "هل هو خطير؟"، ففي الحقيقة لا يعد جدري القردة مرضاً خطيراً، ومن النادر أن يسبب الوفاة، ولكن يمكن أن يسبب بعض المضاعفات على الأطفال، ومنها: ندبات شديدة على الوجه والذراعين والساقين، والعمى، والتهابات أخرى. لذا من الضروري فهم هذه الحالة جيدًا لضمان حماية أطفالنا.

 أعراض جدري القرود

يمكن أن يساعدكِ التعرف على الأعراض والعلامات المبكرة في الحصول على رعاية طبية فورية وإدارة الحالة بشكل فعال. عادةً ما تظهر الأعراض بعد 3 - 17 يومًا من التعرض للفيروس، وتستمر بين 2 - 4 أسابيع، وتشمل:

المرحلة الأولية

غالبًا ما يبدأ المرض بأعراض تشبه أعراض الإنفلونزا ونزلات البرد، ولهذا قد يسهل الخلط بينه وبين الأمراض الشائعة الأخرى. إذ يعاني الطفل من الحمى والقشعريرة والتعب وآلام العضلات والصداع.

المرحلة اللاحقة

في غضون أيام قليلة من الإصابة بالحمى، يبدأ الطفح الجلدي بالظهور وهو السمة التي تميز جدري القردة، وغالبًا ما يبدأ على الوجه؛ ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم بما في ذلك راحتا اليدين وباطن القدمين، وغالبًا ما يكون مثيرا للحكة ومؤلم.

أما عن كيف تكون شكل حبة جدري القرود؟ فتبدأ على شكل بقع حمراء مسطحة تتحول إلى نتوءات مرتفعة، وبعد ذلك بثور مملوءة بالسوائل، وبعد ذلك بثور تبدأ بالتقشر والسقوط.

وبالإضافة للطفح الجلدي، سوف يعاني الطفل من تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة والإبطين والفخذين، وهذا ما يميز جدري القرود عن أنواع الجدري الأخرى.

وقد يعاني الطفل من أعراض في الجهاز التنفسي، مثل: التهاب الحلق، والسعال، واحتقان الأنف، أو أعراض في الجهاز الهضمي، مثل: الإسهال، والغثيان، والقيء.

كيف يمكن أن ينتقل الفيروس من شخص لآخر؟

قد يكون هذا السؤال هو الأهم بالنسبة للأمهات، فبمعرفة طرق انتشار الفيروس قد تقطع معظم الأمهات شوطًا كبيرًا في حماية أطفالهن من الإصابة. في الحقيقة ينتشر هذا الفيروس بعدة طرق، وهذه أبرزها:

  • الاتصال الوثيق بشخص مصاب، فقد ينتقل الفيروس عند لمس الطفح الجلدي أو القشور أو سوائل الجسم لشخص مصاب.
  • الاتصال المطول مع رذاذ الجهاز التنفسي للشخص المصاب.
  • التعامل مع الملابس أو الأغطية أو البطانيات أو الأسطح الملوثة أو غيرها من المواد التي لامست الطفح الجلدي أو سوائل الجسم لشخص مصاب.
  • ويمكن أن ينتقل الفيروس من الأم الحامل للجنين، أو في حال الاتصال الجنسي مع المصاب. كما قد ينتقل الفيروس من الحيوانات المصابة للأشخاص من خلال عضات وخدوش الحيوانات المصابة أو الاتصال المباشر بالطفح الجلدي أو سوائل جسم الحيوان المصاب، أو ملامسة منتجات الجلود أو الفرو المصنوعة من الحيوانات المصابة.

ماذا أفعل في حالة إصابة طفلي؟

من خلال تنفيذ نصائح الرعاية الآتية يمكن المساهمة في تعزيز تعافي الطفل والتخفيف من الأعراض قدر الإمكان:

  • الحفاظ على رطوبة الجسم ومنع الإصابة بالجفاف من خلال تشجيع الطفل على شرب الكثير من السوائل كالماء والحساء الصافي.
  • استخدام مرطبات خفيفة وخالية من العطور على الطفح الجلدي لتهدئته، ووضع كمادات ماء باردة أيضًا.
  • تجنب خدش وحك الطفح الجلدي لتعزيز شفاء العدوى.
  • إعطاء الطفل مسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبية لتقليل الحمى وتخفيف الألم.
  • الحرص على استرخاء الطفل وحصوله على قسط كافٍ من النوم لدعم الجهاز المناعي وتسريع الشفاء.

ما الذي يمكن فعله لحماية أطفالي من الإصابة؟

في الحقيقة، تتطلب الوقاية من هذا المرض مزيجًا من اليقظة والتنبه وممارسات النظافة الجيدة والوعي بالمخاطر المحتملة. لذلك يمكنك حماية طفلك من الإصابة باتباع النصائح الآتية:

  • تجنب الاتصال الوثيق بأي شخص يعاني من طفح جلدي يشبه الجدري.
  • عزل الأشخاص المصابين عن الأشخاص الأصحاء قدر الإمكان.
  • عدم لمس الملابس أو البطانيات أو الأغطية أو غيرها من المواد التي كانت على اتصال بحيوان أو شخص مصاب.
  • تثقيف الطفل حول أهمية النظافة الشخصية، وتشجيعه على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون أو استخدام معقم لليدين يحتوي على الكحول وخاصة بعد تناول الطعام، وبعد استخدام الحمام.
  • الحرص على حصول الطفل على كافة التطعيمات بما في ذلك مطعوم الجدري، فيمكن أن يمنع الإصابة بجدري القرود، وذلك لأن كلا النوعين يسببهما فيروسات من نفس العائلة.
  • الاتصال بالطبيب وطلب المشورة الطبية على الفور في حال ظهور أعراض جدري القردة على أحد أفراد العائلة.
  • وإن كان أحد أطفالك مصابًا، وترغبين بحماية باقي أطفالك، فاتبعي النصائح الآتية قدر الإمكان:
  • تغطية الطفح الجلدي لدى الطفل المصاب، إذ يبقى جدري القرود معديًا حتى يختفي الطفح الجلدي على المصاب تمامًا، وتتساقط جميع القشور، ويظهر جلد جديد.
  • إخبار الطفل بعدم خدش أو لمس الطفح الجلدي أو العينين قدر الإمكان.
  • الطلب من الطفل ارتداء قناع عندما يكون هناك أشخاص آخرون.
  • ارتداء قناع مناسب وقفازات عند لمس الطفل والتعامل مع ملابسه أو الضمادات أو غيرها.
  • عزل الطفل عن إخوته وعن المدرسة والأنشطة الأخرى قدر الإمكان.
  • تنظيف وتطهير الأسطح التي قد تكون ملوثة باستمرار، مثل: مقابض الأبواب والألعاب والإلكترونيات.

الخلاصة

من خلال فهم أعراض وطرق انتشار المرض، واتباع التدابير الوقائية السابقة، والبقاء على اطلاع بشأن جدري القرود، يمكن للوالدين تقليل خطر الإصابة بالعدوى بشكل كبير وحماية صحة أطفالهم.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة