ما هي العناية الشخصية اللازمة قبل الحمل؟

العناية الشخصية اللازمة قبل الحمل

بالرغم من أن الكثير من النساء لا يكترثون للحصول على العناية الشخصية اللازمة قبل محاولة الحمل من تدابير صحية وغذائية ونفسية وعاطفية، إلا أنها أمر مهم جدًا لضمان صحة الأم والجنين.

فمن المهم أن تتبع المرأة نظاماً غذائياً متوازناً وغنياً بالفيتامينات والمعادن؛ لأن التغذية السليمة تلعب دورًا حيويًا في التحضير للحمل، كما يجب أن تحصل على المكملات الغذائية اللازمة مثل حمض الفوليك للحد من مخاطر إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية.

وعليها أيضًا اتباع نمط حياة صحي من خلال ممارسة الرياضة وتجنب التدخين وأخذ قسط كافٍ من النوم وتجنب شرب الكحول لتعزيز الخصوبة، وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.

ولا تقتصر العناية الشخصية اللازمة في مرحلة التخطيط للحمل على ما سبق، فالجانب النفسي والعاطفي دورة كبيرة في هذه المرحلة، إذ يجب على الزوجين الحصول على الدعم النفسي والعاطفي اللازم والحد من التوتر قدر الإمكان.

 التحضيرات الصحية قبل الحمل

الجزء الأول من العناية الشخصية اللازمة قبل الحمل هي التحضيرات الصحية، وتشمل:

1| إجراء بعض الفحوصات الطبية الضرورية

إجراء بعض الفحوصات الطبية في مرحلة التخطيط للحمل يساعد في السيطرة على المشاكل الصحية التي يمكن أن تؤثر على فرصة الحمل أو تجعل الحمل أكثر خطورة.

ففي البداية يقوم الطبيب بمناقشة التاريخ الطبي لكِ ولزوجك والعائلة بشكل مفصل بما في ذلك الدورة الشهرية والحالات المزمنة وحالات الحمل السابقة، وبعد ذلك قد يوصي بمجموعة من الفحوصات الطبية اعتمادًا على عمرك وحالتك الصحية بشكل عام. ومن أبرز الفحوصات التي قد يطلبها الطبيب:

• تحاليل الغدة الدرقية.
• تحاليل الدم لقياس نسبة فيتامين د، ومخزون الحديد.
• فحص ضغط الدم.
• قياس نسبة السكر في الدم.
• اختبار عنق الرحم.
• تحاليل الأمراض المنقولة جنسيًا، حيث تسبب هذه الأمراض الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة ووفاة الجنين.
• وقد يطلب الطبيب فحوصات أخرى أكثر شمولَا للمصابات بأمراض مزمنة، مثل: المصابات بالسكري. 

2| التأكد من أخذ اللقاحات اللازمة

الخطوة الثانية هي التأكد من تحديث اللقاحات اللازمة قبل الحمل، بما في ذلك مطعوم جدري الماء، والحصبة والنكاف والحصبة الألمانية والتهاب الكبد؛ نظرًا لخطورتها على الجنين، إذ يمكن أن تسبب عيوب خلقية وإجهاض.

كما يمكن أن تحتاج المرأة لتلقي مطعوم فيروس كورونا ومطعوم الإنفلونزا أيضًا في أي وقت أثناء فترة التخطيط للحمل دون وجود قيود على الفترة بين أخذ الجرعة وحصول الحمل، ولكن بشكل عام يفضل أن يكون الفاصل بين تلقي اللقاحات والحمل 28 يومًا.

من الضروري التنويه عزيزتي أن اللقاحات لمختلف الفيروسات جميعها آمنة خلال الحمل وفي فترة ما قبل الحمل ما لم تحتو على فيروس حي.

3| فحص اللثة والأسنان

في الحقيقة هناك علاقة وثيقة بين صحة الأسنان قبل الحمل والحمل الصحي، حيث ترتبط أمراض اللثة بالولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة.

فالمرأة تكون أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان والتهابات اللثة الشديدة نتيجة للتغيرات الهرمونية وضعف المناعة خلال الحمل، لذلك من الضروري فحص الأسنان واتباع بعض النصائح والتعليمات للعناية بالأسنان والوقاية من هذه الأمراض. لهذا السبب من الضروري الاعتناء بالأسنان عند التخطيط للحمل.

4| الحفاظ على الصحة العامة

من الأمور التي يناقشها الطبيب أيضًا في فترة التخطيط للحمل طبيعة النظام الغذائي المتبع والأدوية والمكملات الغذائية التي تحصلين عليها حاليًا، فجميع هذه الأمور ضرورية جدًا، وتؤثر على الحمل. وفيما يأتي الأمور الواجب مراعاتها:

الحصول على تغذية سليمة

لا تساعد التغذية السليمة والصحية في فترة ما قبل الحمل في الحفاظ على وزن صحي وتجنب مشاكل الخصوبة الناتجة عن السمنة فقط، بل يوفر النظام الغذائي الصحي العناصر الضرورية واللازمة للجسم، ويجعل المرأة أقل عرضة للإصابة بسكري الحمل وبعض المضاعفات الأخرى. لذلك اتبعي نظاماً غذائياً غنياً بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون يوميًا، وتجنبي الوجبات السريعة.

تناول المكملات الغذائية اللازمة

من الضروري إخبار الطبيب بجميع الأدوية المتناولة والمكملات الغذائية والأعشاب والفيتامينات سواء بوصفة طبية أو بدون، فبعضها قد يؤثر على الطفل في حال حدوث الحمل.

واحصلي على مكملات حمض الفوليك للتقليل من خطر حدوث بعض العيوب الخلقية. إذ يوصي الخبراء بالحصول على حمض الفوليك باتباع نظام غذائي صحي وتناول مكملات حمض الفوليك يوميا لمدة 3 أشهر قبل الحمل بجرعة محددة. ولكن قد يزيد الطبيب الجرعة إن كان لديكِ حمل سابق عانى فيه الطفل من عيوب خلقية، أو كان عمرك كبيرًا. 

الحفاظ على وزن صحي

تخلصي من الوزن الزائد، فالسمنة تزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل، مثل: سكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل (وهي حالة تسبب تسمم الحمل).

الفحوصات الجينية والاستشارات المتخصصة

هذه الخطوة غير ضرورية من ضمن خطة العناية الشخصية اللازمة ما قبل الحمل، ولكن تساعد هذه الاختبارات في التأكد ما إن كنتِ أنت أو زوجك تحملان جينات غير طبيعية مرتبطة بأمراض معينة قد تنتقل للطفل.

عادةً ما يوصي الطبيب بإجراء فحوصات للاضطرابات الوراثية الأكثر شيوعًا، مثل: التليف الكيسي وضمور العضلات الشوكي. وقد يطلب الطبيب اعتمادًا على العرق اختبارات جينية أخرى، مثل:

• فقر الدم المنجلي.
• الثلاسيميا، وهو شكل وراثي من فقر الدم.

العناية النفسية والعاطفية

لا تقل الصحة النفسية والعاطفية والعقلية أهمية عن الصحة البدنية عند التخطيط للحمل، فتمامًا مثل المشاكل الجسدية يمكن أن تسبب الاضطرابات النفسية والعقلية مضاعفات أثناء الحمل إن لم يتم التعامل معها.

فقد أظهرت الأبحاث أن الاكتئاب غير المعالج قبل الحمل يسبب الإصابة بالاكتئاب خلال الحمل وبعده ويزيد من فرصة الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة وولادة جنين ميت.

لذلك احرصي على زيارة مستشار نفسي أو طبيب نفسي أو مختص إن كنتِ تواجهين أي تحديات، ليساعدك على التعامل مع التوتر والتغيرات العاطفية أثناء الحمل وبعده. (تعرفي على علامات تأثُر الصحة النفسية)

العادات والسلوكيات الصحية

جزء آخر من العناية الشخصية اللازمة قبل الحمل تشمل تعديل العادات والسلوكيات اليومية بالتوقف عن العادات الضارة والالتزام بعادات صحية، مثل:

• احرصي على الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول تمامًا، وذلك لأنهما يضران بصحة الطفل، وقد يسببان مشاكل صحية له عندما يكبر، كما أنهما يضران بصحة الحمل ويزيدان من فرصة الإجهاض.
• قللي من الكافيين، فشرب أكثر من فنجانين من القهوة أو 5 علب من الصودا يوميًا (أي 250 ملليغراماً من الكافيين) قد يزيد من صعوبة الحمل وفرصة الإجهاض.
• مارسي الرياضة بانتظام، فالتمارين الرياضية لن تساعد في الحصول على وزن صحي فقط، بل تساعد على الاستعداد للمخاض والولادة.
• احصلي على قسط كافٍ من النوم.

الخلاصة

يعتبر الحمل خطوة كبيرة جدًا، ومن الضروري الاستعداد الجسدي والنفسي بإجراء بعض الفحوصات الطبية والجينية والالتزام بالتغذية السليمة والتمارين الرياضية لتحسين فرصة الحصول على حمل ناجح وتقليل المخاطر والمضاعفات المحتملة على الأم والجنين.