كل شيء عن الرضاعة الطبيعية والحمل

قد تفاجأ الأم المرضعة في الكثير من الأحيان بحدوث حمل غير متوقع. وهنا تبدأ الحيرة والقلق، والتساؤلات هل يمكن أن تستمر الرضاعة الطبيعية خلال الحمل؟ وما هي المخاطر؟ في هذا المقال سأجيب عن أكثر التساؤلات شيوعًا عن الرضاعة الطبيعية والحمل ليكون دليلًا داعمًا للأمهات الجدد.

dr sally.webp
سالي البير
تاريخ النشر:Feb 14th 2023 | تاريخ التعديل :Mar 10th 2024
الرضاعة الطبيعية والحمل

هل يمكن الاستمرار بالرضاعة الطبيعية في حال حدوث حمل؟

ما لم يكن هناك سبب طبي واضح، أو توصية صريحة من الطبيب بالتوقف عن الرضاعة الطبيعية، فلا يوجد أي مانع آخر يمنع استمرار الرضاعة الطبيعية والحمل خصوصًا إذا كانت ترغب الأم بذلك، عند حدوث الحمل حدث بشكل غير متوقع، ولا يزال الطفل الرضيع صغيرًا، ويعتمد على حليب الأم بشكل كبير.

كما يمكن أن تستمر الأم بالرضاعة إن كانت قادرة على ذلك حتى بعد ولادة الطفل، فيمكنها إرضاع الطفلين معًا، وهذا ما يعرف بمصطلح Tandem nursing. وفي هذه الحالة يكون حليب الثدي مجهزًا لتلبية الطفل الأصغر، أي الطفل حديث الولادة، فيكون في البداية حليب لبأ، ثم حليب انتقالي، ثم حليب ناضج. فإذا لم يكن لدى الطفل الأكبر سن مشكلة في تقبل هذا الحليب يمكن الاستمرار بإرضاع الطفلين دون أي مشاكل، ولكنه سيكون مجهدًا، ومرهقًا للأم.

ما هي أضرار الرضاعة الطبيعية أثناء الحمل

لا تشكل الرضاعة الطبيعية والحمل أي أضرار على الطفل الرضيع، أو الجنين، ولا حتى على الأم، في حال كانت تحصل على ما يكفيها من الماء، والغذاء الصحي، والفيتامينات، والراحة الكافية، والنوم الكافي ليكون جسمها قادراً على تلبية حاجات الطفل الرضيع، والجنين.

هناك قلق من احتمالية حدوث للإجهاض أو الولادة المبكرة بسبب ارتفاع هرمون الأوكسيتوسين خلال الرضاعة، وهو نفس الهرمون الذي يحفز الطلق، وتقلصات الرحم مما يسرع الولادة. وهنا يلعب تقييم الطبيب المتابع لصحة الحامل، فإن كانت نصيحة الطبيب التوقف عن الرضاعة لوجود خطر إجهاض أو ولادة مبكرة، أو كانت صحة الأم لا تحتمل الحمل مع الرضاعة. فلا يمكن الجزم بدون استشارة الطبيب.

تأثير الرضاعة الطبيعية على أعراض الحمل

قد تزيد الرضاعة الطبيعية من حدة بعض أعراض الحمل مثل التعب، والإرهاق، وتحسس الحلمات، والثديين. وقد تزيد الرضاعة أيضًا من حدة غثيان الحمل الذي يحصل خلال الأشهر الأولى من الحمل. وللتغلب على هذه الصعوبة يمكن للأم:

  • تقليل مدة كل رضعة بحيث لا تتأثر الحلمات كثيرًا.
  • جعل الرضعات كثيرة ومتكررة.
  • التأكد أن الطفل يلتقم التقامًا صحيحًا، وعميقًا.
  • التأكد من ألا يعض أثناء الرضاعة لكيلا يزداد تهيج الحلمات، والثديين.
  • تناول وجبات من الأطعمة الصحية، والخفيفة التي لا تزيد من الغثيان.

هل يتغير حليب الأم خلال الحمل؟

يتأثر حليب الأم بتغير الهرمونات الذي يحدث بسبب الحمل. وقد تمر فترة على حليب الأم يصبح أشبه بحليب اللبأ بحيث يصبح أكثر دسامة وكثافة، وذا كمية أقل، وذو طعم مختلف. لذلك هناك حالات كثيرة من الفطام الذاتي بحيث يتوقف الطفل عن الرضاعة بعد حمل الأم؛ بسبب كل هذه التغيرات.

وهنا يلعب عمر الطفل الرضيع أثناء حمل الأم دورًا كبيرًا في تحديد كيفية الاستمرار، فإذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر يفضل دعم الطفل بالحليب الصناعي؛ بسبب تراجع كمية حليب الأم. وإذا كان في عمر يسمح له بتناول الأطعمة الصلبة يمكن دعمه بزيادة هذه الوجبات للتعويض عن تراجع حليب الثدي بسبب الحمل.

وهنا أود أن أنوه أن تناول الأم لمدرات الحليب، أو محاولتها لزيادة الحليب من خلال الشفط المتكرر، أو زيادة عدد رضعات الطفل لا تفيد، حيث أن تراجع كمية الحليب يحدث بسبب هرمونات الحمل، وليس بسبب عدم الشفط الكافي.

كيف يمكن فطام الطفل والأم حاملاً؟

تشعر الأم المرضعة بتأنيب ضمير، وبشعور كبير بالذنب عند حدوث حمل وهي مرضعة، خصوصًا إذا نصحها الطبيب بالتوقف عن الرضاعة، أو شعرت بإجهاد جسدي كبير من الاستمرار بالرضاعة أثناء الحمل. وهنا على الأم ألا تحمل نفسها فوق طاقتها، ولا أن تشعر بالتقصير؛ لأنها غير مذنبة، ولا يوجد لديها أي ذنب فيما حدث، فقد حدث الحمل في هذا التوقيت، وعليها التعامل مع الوضع بما فيه مصلحته، ومصلحة أطفالها.

وأفضل خطوة للفطام، هي الفطام التدريجي، وتعويض الطفل الرضيع عن الرضاعة بقضاء وقت نوعي، والحرص على التلامس الجسدي، والتواصل الجسدي. فهذه النشاطات ستخفف من شعور الأم بالذنب، بحيث أنها ستشعر أنها لا زالت تمنح طفلها الوقت، والعاطفة الذي يحتاجها طفلها الرضيع.

دعم الأم المرضع

أود أن أنوه على ضرورة دعم الأمهات المرضعات اللاتي يحملن خلال الرضاعة، وعدم إلقاء اللوم عليهن. فهن يمررن بضغط عاطفي، وجسدي، ونفسي ولا يحتجن منا إلا الدعم، والمساندة، والمعاملة اللطيفة. وأنصح الأمهات بالبحث عن مساعدة أخصائية رضاعة طبيعية، واستشارة الطبيبة في كل شيء، وعدم الاستماع للوم والتأنيب.

اقرئي أيضًا خرافات غريبة عن الرضاعة الطبيعية والحقيقة وراءها

dr sally.webp
سالي البيرأخصائية رضاعة طبيعية وأخصائية عناية بالمواليد

تخرجت سالي من كلية الصيدلة في جامعة الشارقة، ثم انتقلت للعيش في كندا حيث عملت كصيدلانية في أونتاريو لعدة سنوات. في ذلك الوقت رزقت بطفلين وتلقت الكثير من الدعم والتمكين في تجربتها مع الرضاعة الطبيعية على أيدي أخصائيي الرضاعة هناك. ولأنها استمتعت برحلة الرضاعة الطبيعية ونجاحها، قامت سالي بالتطوع لدعم ومساعدة الأمهات الجدد في هذه الرحلة وقد وجدت شغفها في مجال الأمومة والطفولة واستمرت بالتطوع لمساعدة الأمهات الجدد بعد انتقالها للعيش في الإمارات العربية المتحدة، حتى درست واجتازت الامتحانات اللازمة وأصبحت أخصائية رضاعة طبيعية تقدم الدعم للمئات من الأمهات المرضعات وتساعدهن على تجاوز تحديات الرضاعة الطبيعية بنجاح.

مقالات ذات صلة