كيف تعرفين إن كنت تعانين من إرهاق النفاس؟

خلال فترة الحمل تركز الأم الحامل وجميع من حولها على سلامتها وصحتها وصحة جنينها. وتوضع بين يديها العديد من المصادر والأدوات التي تسهل عليها تسعة شهور الحمل، وتجعل من الولادة تجربة سهلة. بعد خروج الأم من المستشفى برفقة مولودها الجديد يتراجع الدعم، وتصبح المعلومات عن صحتها شحيحة ونادرة. بينما تحتاج الأم في فترة النفاس الكثير من الدعم والمساعدة؛ لأنها تمر بتغيرات نفسية وجسدية كثيرة مثل إرهاق النفاس الذي سنتحدث عنه في هذا المقال بالتفصيل.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:Oct 24th 2024
أعراض إرهاق النفاس

ما هو إرهاق النفاس؟

تعب النفاس حالة تصيب الكثير من الأمهات الجدد، وتتسم الحالة بإرهاق جسدي، ونفسي بعد الولادة. ويختلف عن اكتئاب ما بعد الولادة، وهو من حالات الصحة النفسية، بكونه يصيب الجانب الجسدي أيضًا، وتصاحبه أعراض تحدث بسبب الجهد النفسي، والعاطفي، والجسدي الذي تتعرض له المرأة بسبب الحمل، والولادة، والأمومة.

بالرغم من كون هذه الحالة الشديدة من الإرهاق التي تصل إلى الاستنزاف شائعة جدًا بين الأمهات الجدد حيث بينت الدراسات أن إرهاق الولادة يصيب ما يزيد على 75% من النساء، إلا أنه لا يتم تشخيص هذه الحالة غالبًا من قبل مزودي الرعاية الطبية.

أعراض إرهاق النفاس

  • التعب الشديد.
  • آلام في المفاصل.
  • تراجع في النشاط.
  • ضعف في الرغبة الجنسية.
  • صعوبة في نزول الوزن.
  • تساقط الشعر بكثرة.
  • العصبية.

هناك اعتقاد شائع بأن فترة النفاس وجميع الأعراض المصاحبة لها تدوم ستة أسابيع فقط، وبالرغم من أن بعد ستة أسابيع يمكن لأغلب النساء العودة إلى ممارسة أغلب نشاطاتها، إلا أن استنزاف النفاس قد يدوم عدة شهور بعد الولادة، وفي بعض الحالات قد تدوم الأعراض المذكورة عدة سنوات! إذا كنت تعانين من هذه الأعراض بعد الولادة راجعي طبيبتك واطلبي إجراء تحاليل للكشف عما إذا كنت تعانين من أي عوز أو أي مشاكل صحية أخرى.  

تجنب الاستنزاف بعد الولادة

تصاب المرأة بعد الولادة بتعب وإرهاق شديدين على المستوى الجسدي، والنفسي والعصبي يصل إلى حد الاستنزاف.

تعد فترة النفاس فترة هامة للتعافي، وللتواصل مع المولود الجديد وخطو الخطوات الأولى على درب الأمومة. ويمكن للأم تجنب إرهاق النفاس من خلال الراحة والنوم قدر المستطاع، وهنا تكون مقولة نامي عندما ينام طفلك أفضل نصيحة للمرحلة. وأيضًا من خلال طلب المساعدة والدعم من الزوج، والأهل والصديقات، وإن استدعى الأمر الاستعانة بمساعدة منزلية، فهذا ليس وقت الظهور بمظهر البطلة الخارقة، فأنت بحاجة إلى الراحة. ومن المهم أيضًا الاعتناء بالذات، وممارسة الرياضة الخفيفة، وتمارين الاسترخاء، والتمدد والحصول على تغذية صحية وغنية بالعناصر المغذية.

أهمية التغذية الصحية بعد الولادة

تبين أن المرأة خلال النفاس عرضة لفقدان عناصر رئيسية مثل الحديد وفيتامين. تحتاج المرأة إلى تغذية صحية خلال فترة النفاس وذلك لكي:

  • تعوض ما فقدته بسبب الحمل الولادة والرضاعة.
  • تعزيز عملية تعافي الجسم بعد الولادة.
  • زيادة الطاقة والنشاط.
  • دعم الرضاعة الطبيعية.

جدول اكل النفاس

1| البروتينات

تلعب البروتينات دورًا أساسيًا في دعم التعافي بعد النفاس حيث إنها تساعد على إعادة ترميم الأنسجة، وتعافي العضلات، وإنتاج النواقل العصبية والتعافي العام بعد الولادة، خصوصًا بعد الولادة القيصرية حيث إن الأحماض الأمينية تعتبر أساسية لتشافي جرح العملية القيصرية. كما يساعد البروتين على إدرار حليب الثدي، بالإضافة إلى أن الأطعمة الغنية بالبروتين تزيد من طاقة ونشاط الجسم، وتعزز صحة الأم بعد الولادة بشكل كبير. وأفضل أطعمة غنية بالبروتين ومفيدة خلال النفاس هي اللحوم الحمراء، والأسماك والدجاج، والبيض.

2| الكولاجين

وهو من العناصر المهمة لترميم الأنسجة بعد الولادة، وتقوية عضلات قاع الحوض بعد الولادة، بالإضافة إلى فوائده العديدة لزيادة مرونة البشرة وتقوية الشعر، والأظافر. كما أنه يدعم التعافي، ويزيد الطاقة والنشاط خلال فترة النفاس. وأهم مصادره الشوربة المحضرة من مرق العظم، والتي تعتبر من أهم أكلات النفاس المفيدة.

3| الماء

شرب الماء أمر مهم جدًا للتعافي بعد الولادة، خصوصًا إذا كنت ترضعين طفلك رضاعة طبيعية. حيث إنك ستفقدين السوائل والأملاح خلال الرضاعة، كما أن الانشغال بمسؤوليات الأمومة قد ينسيك شرب الماء. لذلك استخدمي تطبيقات الهواتف الذكية التي تذكرك بشرب الماء، واشربي كفايتك من الماء خصوصًا أثناء الرضاعة.

4| البكتيريا النافعة

لا تستغربي فالبكتيريا النافعة مهمة جدًا لصحة جهازك الهضمي ولصحتك النفسية أيضًا. تأكدي من أنك تتناولين البروبايوتيك والبريبايوتيك بشكل يومي خلال النفاس، لتحصلي على حاجتك من البكتيريا النافعة التي تعزز صحة الجهاز الهضمي وصحة الدماغ أيضا، وتقوي المناعة وتساعد في الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة. وأفضل أكلات للنفاس تحتوي هذه العناصر هي الكيفير، والخضار المخللة بالخل، والموز، والثوم، والبصل.

5| الألياف

تساعد الألياف على التحكم بالوزن، ودعم الجهاز الهضمي، وتعزيز التعافي بعد الولادة. قد تصاب المرأة بعد الولادة بالإمساك، والذي يمكن تقليل حدته من خلال تناول الألياف. كما أن الألياف تساعد على التحكم بمستويات السكر بالدم، ومن أفضل الأطعمة الغنية بالألياف الخضروات والفواكه، والبقوليات وبذور الشيا، والمكسرات.

6| المكملات

من أهم المكملات التي تحتاجها الأم بعد الولادة:

  • فيتامين د: وذلك لأن نقص فيتامين د من الحالات الشائعة لدى النساء خصوصًا بعد الولادة، لذلك من المهم تناول مكملات فيتامين د إذا تبين وجود عوز هذا الفيتامين بالتحاليل. حيث بينت الدراسات وجود ارتباط مباشر بين نقص فيتامين د وبين اكتئاب ما بعد الولادة.
  • الحديد: مكملات الحديد ضرورية بعد الولادة لتعويض مخزون الدم المفقود خلال الولادة، وتعزيز مستويات النشاط، والطاقة في فترة النفاس وتسريع التعافي بعد الولادة. حيث إن نقص الحديد من أحد الأسباب الرئيسية لشعور الأمهات بالاستنزاف والتعب.
  • أوميغا 3: تلعب الأحماض الأمينية في أوميغا 3 وتحديدًا DHA دورًا جوهريًا في تطور الدماغ ودعم صحة الأنسجة، وتقليل خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. لذلك من المهم تناول مكملات أوميغا 3 التي يكون مصدرها الأسماك.

الخلاصة،

فترة ما بعد الولادة أو النفاس تعرف بالكثير من الأحيان باسم الثلث الرابع من الحمل لشدة أهميتها، ولكثرة العناية والاهتمام التي تحتاجها الأم خلالها. استنزاف ما بعد الولادة أو إرهاق النفاس حالة شائعة جدًا، وقد تدوم حتى بعد انتهاء فترة النفاس، وذلك لشدة التعب الجسدي والنفسي الذي تتعرض له المرأة بسبب الولادة، والأمومة والرضاعة. من أهم وسائل محاربة هذا الاستنزاف هو الراحة، والتغذية السليمة، والحصول على الدعم والمساعدة. لا تقلقي يا ماما فقط راعي نفسك، واهتمي بصحتك وستتعافين من هذا التعب سريعًا.

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة