متى يمكن استخدام مضاد حيوي للاطفال والرضع؟

قبل أن يطور العلماء المضادات الحيوية في أوائل القرن العشرين، كانت الأمراض التي تسببها البكتيريا سببًا رئيسيًا من أسباب الوفاة في جميع أنحاء العالم، ولكن بعد اكتشافها استطاع الأطباء علاج العديد من الالتهابات البكتيرية التي تصيب الأطفال، وتشكل خطرًا على صحتهم كالالتهابات الرئوية والسل والتهابات المسالك البولية وغيرها الكثير. وعلى الرغم من فوائد المضادات الحيوية العديدة، إلا أنها ليست مناسبة لجميع الأمراض، ومن الضروري على كل أم وأب فهم متى يمكن استخدام مضاد حيوي للأطفال؟ ومتى لا يمكن استخدامه؟ وهذا ما سوف نوضحه في المقال الآتي بالتفصيل.

بيسان شامية
بيسان شامية
تاريخ النشر:Aug 19th 2024 | تاريخ التعديل :Nov 10th 2024
مضاد حيوي للاطفال

متى يمكن استخدام مضاد حيوي للاطفال والرضع؟

المضادات الحيوية هي أدوية يصفها الأطباء لعلاج العدوى البكتيرية، حيث تعمل على قتل البكتيريا ومنعها من النمو والتكاثر. لذلك تعد فعالة في علاج الالتهابات البكتيرية فقط، ولا يمكن استخدامها لعلاج العدوى الناجمة عن فيروسات أو جراثيم أخرى.

وفيما يأتي قائمة بالالتهابات البكتيرية التي قد يصف الطبيب المضادات الحيوية لعلاجها:

  • الالتهاب الرئوي الناجم عن بكتيريا.
  • التهاب السحايا.
  • إنتان الدم أو تسمم الدم.
  • التهابات المسالك البولية.
  • التهابات الجلد البكتيرية مثل التهاب الهلل أو التهاب النسيج تحت الجلد.

بعض أمراض الأذن والأنف والحنجرة، مثل:

  • التهاب الحلق الناجم عن البكتيريا العقدية اعتمادًا على اختبار البكتيريا السريع لمسحة من الحلق أو اختبار الزراعة.
  • التهاب الأذن الوسطى الحاد، والذي يسبب ظهور أعراض شديدة على الطفل، مثل: الحمى الشديدة والألم المستمر.
  • عدوى الجيوب الأنفية الناجم عن بكتيريا، والذي يسبب أعراضاً لا تتحسن خلال 10 أيام، أو تتحسن وتسوء مرة أخرى.

متى لا يمكن استخدام المضاد الحيوي للأطفال؟

العديد من حالات العدوى الشائعة عند الأطفال، مثل: نزلات البرد والإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى تسببها الفيروسات، ومن غير المناسب استخدام المضادات الحيوية لعلاجها. بل في معظم هذه الحالات ينصح الأطباء بالرعاية المنزلية من خلال تقديم السوائل الدافئة، واستخدام قطرات الأنف المكونة من ماء وملح، وتشغيل جهاز ترطيب الهواء في الغرفة أو القيام بممارسات أخرى مع إعطاء الطفل أدوية لتسكين الألم فقط، فالمضادات الحيوية لن تقتل الفيروس، ولن يشعر الطفل بأي تحسن في حال تناولها.

وتشمل قائمة الأمراض المعدية التي تسببها فيروسات، ولا يمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاجها ما يأتي:

  • نزلات البرد الشائعة، وحتى المصحوبة بالحمى أو الإفرازات الخضراء أو الصفراء.
  • السعال.
  • التهاب القصبات الهوائية.
  • التهاب الشعب الهوائية (نزلة البرد في الصدر).
  • فيروس كوفيد-19.
  • عدوى الفيروس المخلوي التنفسي (RSV).
  • معظم التهابات الحلق والتهابات الجيوب الأنفية.
  • إنفلونزا المعدة أو النزلة المعوية.

لماذا يتطلب استخدام المضادات الحيوية الحذر الشديد؟

تنتشر ممارسات خاطئة فيما يتعلق باستخدام المضادات الحيوية للأطفال، بما في ذلك استخدامها لحالات لا تتطلب العلاج بالمضادات الحيوية، أو الاستخدام المتكرر لها، أو الجرعات الخاطئة، أو عدم إكمال فترة العلاج كما أوصى الطبيب.

ونتيجة هذه الممارسات أصبحت العديد من سلالات البكتيريا مقاومة لهذه الأدوية بشكل متزايد، وأصبح السيطرة عليها أكثر صعوبة، فأصبح علاج بعض أنواع العدوى البكتيرية صعبًا، وباتت تشكل خطرًا على صحة الطفل. فقد يضطر الطبيب لوصف أنواع أخرى من المضادات الحيوية التي لم يتم إجراء دراسات كافية حول إعطائها للأطفال، أو مضادات ترتبط بآثار جانبية خطيرة، أو حتى مضادات حيوية عن طريق الوريد، وتتطلب الدخول إلى المستشفى.

لذلك من الضروري استخدام المضادات الحيوية عند الحاجة فقط، والالتزام بتعليمات الطبيب حول الجرعة المحددة وطريقة الاستخدام والفترة الزمنية اللازمة للعلاج.

ما هي المضادات الحيوية المناسبة للأطفال؟

قد تتساءل بعض الأمهات هل كل المضادات الحيوية آمنة للأطفال، أو قد ترغب في معرفة افضل مضاد حيوي لالتهاب المسالك البولية عند الاطفال أو أفضل مضاد حيوي للاطفال لالتهاب الحلق أو حتى أفضل مضاد حيوي للرضع وحديثي الولادة. وهنا نقول لا داعي عزيزتي للشعور بالقلق فالطبيب يعتمد على وزن طفلك وحالته الصحية والعدوى المصاب بها لتحديد نوع المضاد الحيوي والجرعة المناسبة.

فهناك مجموعة واسعة من المضادات الحيوية المناسبة للأطفال، والتي عادةً يختار الطبيب الأنسب بينها. فبعض أنواع المضادات الحيوية فعالة ضد بكتيريا معينة، بينما البعض الآخر تستطيع قتل مجموعة واسعة من البكتيريا المختلفة، وتعرف بالمضادات الحيوية واسعة الطيف.

ولكن عادةً ما يسعى الطبيب لإعطاء مضاد حيوي يستهدف الجرثومة التي سببت العدوى قدر الإمكان، وفي الحالات التي لا يستطيع تحديد نوع البكتيريا المسببة للعدوى بشكل دقيق يصف مضاداً حيوياً واسع الطيف في البداية، ومن ثم يصف مضادًا حيويًا أكثر تحديدًا عندما تظهر النتائج، وتحدد نوع البكتيريا المسببة للعدوى.

ما هي أضرار المضاد الحيوي وآثاره الجانبية؟

تسبب جميع المضادات الحيوية آثارًا جانبية، ولكن 1 من كل 5 أطفال يعاني منها، وقد تشمل:

  • الطفح الجلدي.
  • الحساسية.
  • الغثيان.
  • الإسهال.
  • آلام المعدة.

وفي حالات أقل شيوعًا، يمكن أن تسبب المضادات الحيوية إسهالاً مائياً شديداً وآلام في البطن، وفي بعض الأحيان إسهال دموي شديد أو عدوى الخميرة (القلاع). إذ يحمل الأطفال في الأمعاء بكتيريا تعرف بالمطثية العسيرة (Clostridium difficile)، وقد تنمو هذه البكتيريا بشكل مفرط، وتطلق سمومها أثناء أو بعد تناول المضادات الحيوية التي تعطل التوازن الطبيعي للبكتيريا المفيدة في الأمعاء وتقتلها.

نصائح لاستخدام المضادات الحيوية بأمان

لاستخدام المضاد الحيوي بحكمة وأمان، ننصحك باتباع الآتي أيضًا:

  • أعطِ المضاد الحيوي لطفلك اعتمادًا على توجيهات الطبيب فقط، واحرصي على قراءة تعليمات استخدام وحفظ الأدوية وتحديدًا السائلة في النشرة المرافقة لعلبة الدواء.
  • تواصلي مع الطبيب إن لم يتحسن طفلك في غضون 72 ساعة من تناول المضاد الحيوي، فعادةً ما تتحسن معظم حالات العدوى البكتيرية في غضون 48 - 72 ساعة من بدء تناول المضاد الحيوي.
  • لا تستخدمي الدواء الموصوف لأحد أطفالك لعلاج طفل آخر، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى.
  • تجنبي استخدام المضادات الحيوية المتبقية من مرض سابق.
  • احتفظي بالمضادات الحيوية والأدوية الأخرى في مكان آمن وبعيدًا عن متناول أطفالك.
  • احرصي على أن يأخذ طفلك كافة التطعيمات واللقاحات اللازمة؛ لأنها تساعد على الوقاية من بعض الأمراض التي تتطلب مضاداً حيوياً لعلاجها، كما يمكن أن تساعد في الوقاية من العديد من الفيروسات الخطيرة مثل جدري الماء والإنفلونزا.

الخلاصة

لا يساعد استخدام المضاد الحيوي في علاج جميع أنواع العدوى التي تصيب طفلك، فهي فعالة فقط في علاج الالتهابات البكتيرية، ومن غير الحكمة استخدامها للعدوى الناجمة عن فيروس، فلن يلاحظ الطفل أي تحسن، بل يمكن أن يعاني من الآثار الجانبية غير المرغوب بها.

بيسان شامية
بيسان شاميةكاتبة محتوى طبي

بيسان كاتبة محتوى في منصة أمومة، وهي ليست مجرد صيدلانية، بل هي أيضًا أم لطفلة صغيرة وهذا ما يمنحها منظورًا فريدًا وعميقًا في مجال الصحة والأمومة. بدأت بيسان مسيرتها المهنية في عالم الصيدلة، حيث عملت لمدة سنتين في صيدلية، وهناك بدأت تجربتها في فهم الأدوية وتأثيراتها على الجسم البشري. لكن سرعان ما اكتشفت شغفها الحقيقي في كتابة المحتوى الطبي. انتقلت بعد ذلك إلى عالم كتابة ومراجعة المحتوى الطبي والبحث العلمي، حيث اكتسبت خبرة طويلة وثرية في هذا المجال.

تتميز بيسان بقدرتها على المزج بين خبرتها كصيدلانية وتجربتها كأم لتقديم محتوى طبي عالي الجودة وموثوق به لمنصة أمومة. بفضل اندماجها الفريد بين العلم والأمومة، تستطيع بيسان تقديم المعلومات الطبية بطريقة قابلة للفهم والتطبيق العملي، مما يجعلها مصدرًا ثقة لكل أم تبحث عن النصائح والتوجيه في رحلتها الأمومية والصحية.

 

مقالات ذات صلة