اسباب الحازوقة وطرق علاجها
تعد الحازوقة أو ما يعرف بالفواق من الظواهر الشائعة التي تصيب الجميع بما في ذلك الأطفال والأجنة في الرحم من وقت لآخر، وقد تكون مزعجة ومحرجة خاصة إذا استمرت لفترة طويلة. تتعدد اسباب الحازوقة، وتتراوح من أسباب بسيطة جدًا إلى أسباب مثيرة للقلق. لذا قررنا في هذا المقال أن نوضح أبرز أسبابها بالإضافة لطرق فعالة لعلاجها والتخلص منها بسرعة.
اسباب الحازوقة
الحازوقة هي حدوث انقباض مفاجئ ولا إرادي للحجاب الحاجز (أي العضلة الموجودة في قاعدة الرئتين)، يتبعه إغلاق سريع للأحبال الصوتية. ويمكن أن تحدث لأسباب عديدة بعضها جسدي وبعضها عاطفي. وفيما يأتي أبرز أسباب الحازوقة عند الكبار:
1| الحازوقة قصيرة المدى
تحدث الحازوقة قصيرة المدى، وتختفي دون أي سبب واضح، وحتى الآن لا يزال من غير الواضح سبب وكيفية حدوثها. ومع ذلك تم ربط بعض العوامل بزيادة فرصة حدوثها، ومنها:
- الإفراط في تناول الطعام.
- تناول الطعام بشكل سريع جدًا.
- تناول الطعام الحار.
- شرب المشروبات الغازية أو المشروبات الساخنة أو الكحولية.
- ابتلاع الهواء أثناء مضغ العلكة.
- تنأول الأطعمة الساخنة جدًا أو الباردة جدًا.
- ابتلاع الكثير من الهواء.
- التغير المفاجئ في درجة حرارة الهواء.
- التوتر العاطفي أو القلق أو الشعور بالغضب.
2| الحازوقة طويلة المدى
عادةً ما تكون الحازوقة مؤقتة، ولكن في حالات نادرة يمكن أن تستمر لفترات طويلة. وفي هذه الحالة تساهم مجموعة واسعة من الحالات الصحية في حدوثها، ومنها:
- حالات ومشاكل الجهاز الهضمي مثل التهاب الأمعاء أو انسداد الأمعاء الدقيقة.
- أمراض الجهاز التنفسي مثل الالتهاب الرئوي أو الربو.
- إصابة أو تهيج العصب المبهم أو الحجابي، والذي يتحكم في حركة الحجاب الحاجز. إذ يمكن أن تتأثر هذه الأعصاب بتهيج طبلة الأذن أو تهيج الحلق أو تضخم الغدة الدرقية أو الارتداد المعدي المريئي أو أورام المريء.
- تلف الجهاز العصبي المركزي، كالإصابة بالسكتة الدماغية أو التعرض لصدمة في الرأس أو الدماغ أو التصلب المتعدد أو التهاب السحايا أو استسقاء الرأس.
- بعض الإجراءات الطبية التي تهدف لعلاج أو تشخيص حالة أخرى، مثل استخدام القسطرة للوصول للقلب أو وضع دعامة للمريء أو إجراء تنظير للقصبات الهوائية أو ثقب القصبة الهوائية.
- تناول بعض الأدوية مثل الباربيتورات، والبنزوديازيبينات، والمهدئات والكورتيكوستيرويدات أو علاجات السرطان وتحديدًا العلاج الكيماوي.
- التوتر والقلق أو التعرض لصدمة أو الحزن أو الخوف، حيث يستخدم الدماغ العصب الحجابي، لتنظيم الحجاب الحاجز، وردود الفعل هذه يمكن أن تهيج العصب الحجابي، وتسبب تشنج الحجاب الحاجز.
- الحالات التي تؤثر على عملية التمثيل الغذائي مثل ارتفاع أو انخفاض السكر في الدم أو الإصابة بالسكري.
- أسباب أخرى مثل سوء استخدام الكحول واستخدام التبغ أو رد فعل على التخدير بعد الجراحة أو الإصابة الفشل الكلوي أو مشاكل الكبد أو مرض باركنسون أو التشوه الشرياني الوريدي.
اسباب الحازوقة عند الحوامل
قد تعاني الحوامل من نوبات من الحازوقة، وفيما يأتي أبرز اسباب الحازوقة عند الحوامل:
- الزيادة المفاجئة في مستويات الأكسجين خلال الحمل وهي أحد التغيرات التي تواجه الحوامل، والتي قد تسبب الشعور بضيق التنفس عند الأم، وعادةً ما يؤدي ضيق التنفس إلى تشنج الحجاب الحاجز والذي يسبب بدوره الحازوقة.
- الارتجاع الحمضي المريئي شائع جدًا خلال الحمل وقد يكون السبب في حدوث الحازوقة.
اسباب الحازوقة عند الأطفال الرضع
من الشائع أن يعاني الأطفال الرضع من الحازوقة بشكل متكرر أثناء أو بعد الرضاعة أو تناول الطعام، وعادةً ما تكون علامة على نمو الطفل وتطوره بشكل صحي، حيث يشير حدوثها عادةً إلى:
- ابتلاع الطفل للحليب أو الطعام بسرعة كبيرة أو الإفراط في الرضاعة أو تناول الطعام.
- علامة على شعور الرضيع بالشبع، لذا يوصي الأطباء برضعات قصيرة يتخللها فترات تجشؤ.
- عدم تزامن تنفس الرضيع مع البلع، فعندما يتنفس الرضيع، ويبلع معًا سوف يصاب بالحازوقة.
- التغيرات في درجة حرارة المعدة، والذي قد ينتج عن تناول طعام ساخن أو دافئ بعد أن يشرب الرضيع مشروباً بارداً.
- وبالرغم من أن الحازوقة عادةً ما تكون علامة على النمو الصحي، إلا أن حدوثها بشكل متكرر عند الطفل قد تكون دليلًا على إصابة الطفل بالارتجاع المريئي.
اسباب الحازوقة الجنينية
يمكن أن تحدث الحازوقة للجنين في رحم أمه، فمن الشائع أن تشعر الحامل في الشهر الرابع أو الخامس باهتزازات خفيفة ومستمرة في البطن قد تثير قلقها، وتعتقد أنها ترتبط بمشاكل عند الطفل، والحقيقة هي أن هذه الاهتزازات قد تكون مجرد حازوقة يعاني منها الطفل.
فعندما يطفو الطفل في السائل الأمينوسي قد يبتلع جزء منه، وقد يدخل جزء من هذا السائل إلى الرئتين ونتيجة لذلك يقوم الطفل بدفع السائل للخارج من خلال هذه التشنجات.
لذا لا داعي للقلق، بل على العكس تعتبر الحازوقة الجنينية المنتظمة علامة على التطور الصحي للطفل.
كم دقيقة تستمر الحازوقة؟
عادةً ما يعاني معظم الأشخاص من الحازوقة العابرة أو المؤقتة، والتي تستمر لعدة ثواني أو دقائق. ولكن في حالات نادرة قد تستمر الحازوقة لفترة قد تصل حتى 48 ساعة، وتعرف بالحازوقة المستمرة، بينما تعتبر الحازوقة التي تستمر لفترة أطول من شهر حازوقة مستعصية، ويصعب التحكم بها.
كيف أتخلص من الحازوقة؟
يمكنك التخلص من الحازوقة اعتمادًا على نوعها كالآتي:
الحازوقة العابرة
عادةً ما تختفي الحازوقة العابرة من تلقاء نفسها في غضون عدة دقائق دون فعل أي شيء، ولكن في حال لم تتوقف، يمكن التخلص منها بحبس الأنفاس أو التنفس في كيس ورقي، فكلتا الطريقتين تؤدي إلى تراكم ثاني أكسيد الكربون في الرئتين، واسترخاء الحجاب الحاجز.
كما يمكن تجربة العلاجات المنزلية الآتية، والتي قد تحفز العصب المبهم، أو تزيد من ثاني أكسيد الكربون في الرئتين، ولكن فعاليتها لا تزال غير واضحة أو مثبتة:
- الغرغرة بالماء المثلج.
- شرب رشفات من الماء البارد أو المثلج.
- سحب الركبتين إلى الصدر والميلان للأمام.
- ابتلاع ملعقة من السكر.
- الضغط على العينين.
- سحب اللسان.
- قضم ليمونة.
الحازوقة المستمرة أو المستعصية
أما فيما يتعلق بالحازوقة المستمرة التي تستمر لأكثر من يومين أو المستعصية، فعادةً ما يلجأ الأطباء للخطوات الآتية في العلاج؛ لأنها تكون مزعجة، وقد تتداخل مع القيام بالأنشطة اليومية مثل تناول الطعام أو النوم:
- علاج الاضطراب الأساسي أو الحالة الطبية الأساسية التي قد تكون السبب في الحازوقة.
- تغيير جرعات الأدوية الحالية التي قد تكون سبب الحازوقة.
- وصف بعض الأدوية المضادة للتشنج لتهدئة الحجاب الحاجز وإيقاف الحازوقة. فعلى سبيل المثال يصف الأطباء ميتوكلوبراميد أو باكلوفين أو جابابنتين أو الكلوربرومازين أو مثبط مضخة البروتون.
- القيام ببعض الإجراءات في الحالات الشديدة مثل إحصار العصب أو حقن العصب الحجابي بدواء لمنع عمله بشكل مؤقت.
الخلاصة
اسباب الحازوقة، واسعة جدًا ومتنوعة، وتتراوح من أسباب بسيطة مثل شرب المشروبات الغازية أو تناول أطعمة معينة إلى أسباب مرضية كالإصابة ببعض المشاكل أو تناول بعض الأدوية. عادةً ما تختفي من الحازوقة من تلقاء نفسها في غضون عدة دقائق، أو بتجربة بعض العلاجات المنزلية، ولكن في حالات نادرة يمكن أن تستمر لفترة أطول من 48 ساعة، ولا تستجيب للعلاجات المتاحة، وهذه الحالات قد تتطلب استشارة الطبيب.
