أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية

مع تزايد رتم الحياة المتسارع في عالم يضج بالمشاغل، أصبح التواصل الاجتماعي حاجة ملحة تفتقد إلى الحضور الفعلي، فباتت وسائل التواصل الاجتماعي هي الأسلوب العصري لتحقيق هذا التواصل في حياتنا اليومية، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من تفاعلاتنا وتواصلنا اليومي. ومع تضخم الثورة العالمية حول كيفية التواصل وتبادل المعلومات، لم تعد هذه الوسائل الحديثة مجرد وسيلة للتواصل، بل أداة فاعلة في تحديد أوجه الحياة الاجتماعية، الثقافية، والاقتصادية، مما قد يكون له آثار كبيرة على حياتنا وصحتنا النفسية على وجه التحديد. في مقالنا اليوم من أمومة سنتناول كل ما يتعلق بأثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية.

مروة
مروة بني هذيل
تاريخ النشر:Jan 23rd 2024 | تاريخ التعديل :Sep 10th 2024
كيف تؤثر وسائل التواصل على الصحة النفسية

مواقع التواصل الاجتماعي

تُعرّف وسائل التواصل الاجتماعي المعروفة بالـ Social Media بأنّها تطبيقات ومواقع إلكترونية تُستخدم للتواصل غير المباشر مع الآخرين، من خلال نشر المعلومات عبر شبكة الإنترنت العالمية من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة، كما تعد أداة اتصال عبر الإنترنت تسمح للمُستخدِمين بمُشاركة المُحتوى ونشره عبر نطاق واسع.

حيث تعد أداة تواصل قوية وفعالة جداً، استطاعت تغيير كيفية تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض، لما لها من العديد من المزايا الإيجابية الناتجة عن استخدامها ومواكبة التطور، إلا أنها من ناحية أخرى، تنطوي على جوانب سلبية لا بد من تسليط الضوء عليها.

ومن الجدير بالذكر أنّ مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم لديهم الصلاحية في إنشاء المحتوى، وذلك على عكس المُحتوى الذي يتوافر عبر وسائل التواصل التقليدية، والذي يتمّ إنشاؤه من قِبل بضعة أشخاص فقط.

الإيجابيات

تتعدد إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي في الكثير من المجالات، وذلك إن أحسن الفرد استخدامها، مما يشير إلى أهمية من خلال:

  • توسيع دائرة العلاقات الاجتماعية عن طريق تشكيل أصدقاء جُدد، وتسهيل التواصل مع الأصدقاء الذين انقطع الاتصال بهم، أو مع الأشخاص الذين لا يمكن مقابلتهم شخصياً، ممّا يوفر عناء الوصول إليهم.
  • تقليل الحواجز التي تعيق التواصل ونقل الأفكار والآراء المتعلقة بموضوع معين لعدد كبير من الأشخاص وبطريقةٍ سهلة، في أيّ مكان، وأيّ وقت.
  • كما تساعد خاصية مشاركة الرأي المتاحة على وسائل التواصل الاجتماعي على توسيع فرص مشاركة الآراء والتعبير عن الرأي، كما أنها وسيلة لتشكيل رأي عام فعّال لمساندة بعض القضايا، وهو الأمر الذي ينتج عنه تغيير إيجابي في بعض مناحي الحياة.
  • وسيلة فعالة للتسويق حيث تستخدمها الشركات التجارية كأداة تفاعلية من أجل الترويج لسلعها، مما ينعكس على حياة الأفراد المستفيدين وكذلك القائمين على المشروع لدوره في تحقيق الاحتياجات لكل منهما.
  • متابعة أخبار العالم بشكل دائم على مدار الساعة.
  • الإعلان عن المناسبات العامة والخاصة.

 السلبيات

إن فرط استهلاك هذه المنصات، وإدخالها بشكل كبير ضمن أنماط حياتنا اليومية، كان لها تأثيرات سلبية على الصحة العقلية بطرق متنوعة.

ومن أبرز الآثار السلبية، ما يلي:

  • اختراق الخصوصية، مما قد يسبب العديد من المشاكل المتعلقة بخصوصية الشخص المُستخدِم لها، بسبب المُشاركة الكبيرة التي تحدُث عبر هذه الوسائل، كمُشاركة الموقع الجغرافي الذي يُسّهل الوصول للمُستخدِم ومعرفة مكانه، إضافة إلى الموضوعات التي يشاركها الشخص والآراء التي يدلي بها؛ مما يعطي معلومات إضافية عنه وعن اهتماماته.
    تضخّم المعلومات بسبب كثرة المشارَكات والمستخدمين، مما يعرض الفرد لمشاهدة وقراءة الكثير من المعلومات المغالطة والمتضاربة الأمر الذي يفقد المعلومات قيمتها.
  • المشكلات النفسية التي تنعكس على الصحة النفسية حيث يتسبب قضاء أوقات طويلة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير بشكل سلبي على الحالة المزاجية والنفسية للمُستخدِم.

أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية      

تتفاوت الآثار على الصحة النفسية، ونذكر منها الآثار التالية:

  • الإدمان وهو الاستخدام المفرط، حيث يقوم المرء باستخدام هذه المواقع بشكل مُفرط وبصورة تؤثر بشكل سلبي على المهام اليومية التي يقوم بها المُستخدِم، ويُعتبر هذا الإدمان مؤثراً رئيسياً على الأطفال والمراهقين وكذلك البالغين، إذ تُشير الدراسات إلى أن الذي يُدمنون استخدام الإنترنت يحتلون مراكز مُتقدمة بالإصابة في بعض الأمراض النفسية كالوسواس القهري أو الاكتئاب أو حتى الشعور بالقلق، وغيرها من الأمور السلبية الأخرى كنقص الانتباه والعُزلة والانطواء.
  • الشعور بالنقص وعدم الرضا، مما يؤدي إلى اضطراب القلق، حيث يشعر المستخدم بعدم كفاية حياته ومظهره مقارنة بمؤثري التواصل الاجتماعي، على الرغم من أنه يعلم أن هذه الصور خاضعة للتعديل والفلترة، وأن ما يتم مشاركته هو فقط الجوانب المشرقة وربما غير الواقعية في حياتهم.
  • ظاهرة الفومو أي الخوف من أن يفوتك شيء، حيث إن متابعة الفيسبوك والانستجرام وغيرهما من وسائل التواصل تجعل المستخدم يشعر بأن الجميع يستمتع يعيش حياته بينما هو لا، فينغمس في متابعة الآخرين ومشاركة حياته بدلاً من عيشها، الأمر الذي يجعله في حالة توتر دائم لمتابعة كل جديد، والبعد عن الإنجاز.
  • العزلة، حيث تشير الدراسات بأن المبالغة في الاستخدام تزيد من الشعور بالوحدة.
  • الشعور بالدونية والوقوع ضحية التنمر الإلكتروني، خصوصاً عند الأطفال والمراهقين حيث يتسبب التنمر بما فيه الشتائم والآراء والتعليقات السلبية بندوب عاطفية مؤذية قد تسبب الانتحار.
  • الاضطراب المزاجي الذي قد يصحبه الاكتئاب والقلق، فالإنسان كائن اجتماعي يحتاج إلى تحقيق التواصل المباشر مع الآخرين، في حين سهولة التواصل الإلكتروني يجعل نشاطات الحياة والعلاقات محدودة؛ مما يسبب اضطرابات مختلفة قد تصل إلى الاكتئاب.

نصائح لتجنب التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على صحتك النفسية

للاستفادة من الوسائل الاجتماعية الحديثة للتواصل وتجنب أثرها السلبي على الصحة النفسية يمكن اتباع النصائح التالية:

  • تقليل الوقت الذي تقضيه على الإنترنت من خلال:
  • تنزيل برنامج يحسب عدد الساعات التي قضيتها على برامج التواصل الاجتماعي.
  • الابتعاد عن استخدام الموبايل وتحديد فترات معينة لذلك.
  • الانخراط في الأعمال اليدوية والأعمال الاجتماعية المباشرة التي لا تحتاج إلى الإنترنت.
  • ممارسة الأنشطة والهوايات الحياتية كلعب الرياضة والرسم والموسيقى.
  • قضاء وقت أطول مع الأهل والأصدقاء بعيداً عن الأجهزة.

في ختام هذا المقال، ندرك الآن أن وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولها تأثير كبير على مختلف جوانب حياتنا، بين سلبي وإيجابي؛ لذلك فمن الضروري أن نكون واعين لهذه التأثيرات الإيجابية والسلبية، وأن نسعى للتحكم في استخدامنا لهذه الوسائل بشكل يحقق التوازن الصحي والفعال.

مروة
مروة بني هذيلكاتبة محتوى طبي واجتماعي

كاتبة محتوى مختصة بالمحتوى الطبي، والاجتماعي، ومحتوى الأمومة، والطفولة. لدى مروة سنوات عديدة من الخبرة في كتابة المحتوى حيث عملت في عدة مواقع عربية مرموقة. وهي أم شابة وقادرة على المزج بين خبراتها كأم مع ممارسات احترافية في البحث وكتابة المحتوى لتقدم لمنصة أمومة مقالات عالية الجودة تساعد الأمهات في رحلتهن اليومية على درب الأمومة.

مقالات ذات صلة