نوم الأطفال الرضع، وخصوصًا حديثي الولادة من أكثر المواضيع التي تهم الأمهات الجدد. وتعاني بعض الأمهات من عدم انتظام نوم الرضيع، وعدم نومه طوال الليل. سأقدم في هذا الدليل نصائح عملية تساعد الأمهات على وضع روتين النوم للطفل لتنعم هي وصغيرها بالنوم الكافي والمريح.
من المهم أن نكون واقعيين وألا تحاول الأم وضع روتين نوم لمولودها الجديد منذ الأيام الأولى بعد الولادة. حيث تكون الأم لا تزال تتعافى من الولادة، ولا تزال تعتاد هي وطفلها على الرضاعة الطبيعية. ولكن من المهم أن تكون الأم على دراية بأهم نصائح تنويم الأطفال الرضع قبل الولادة لكيلا تقع بالأخطاء التي ستصعب عليها تدريب طفلها على النوم لاحقًا.
أود أن أنوه أن تدريب الطفل على النوم لا يعني بالضرورة أن الطفل سينام طول الليل، ولن يستيقظ حتى الصباح وهو لا زال في الأشهر الأولى من عمره. فقد يستيقظ الطفل لعدة أسباب مثل حاجته إلى الرضاعة، أو شعوره بالبرودة، أو الحرارة، أو المغص، أو الألم.
تدريب الطفل على النوم هو تعويد الطفل على النوم بدون مساعدة، يعني أن نضع الطفل في المهد، أو في مكان نومه، حين يحتاج لأن ينام، فيغفو دون مساعدة من الأهل، أو رضاعة. بعد النجاح بتدريب الطفل على النوم سيصبح الطفل قادرًا على العودة إلى النوم بسهولة حتى وإن استيقظ خلال الليل.
من المهم التأكد من أن الطفل يرضع بشكل صحيح، وأن التقام الثدي كما يجب. ولا يجب الاكتفاء برضعات صغيرة متكررة، وكأنها وجبات خفيفة، بل من المهم أن يشبع الطفل بعد كل رضعة، وأن يتفرغ الثدي تمامًا. بهذا نضمن أنه سينام فترة أطول بسبب شعوره بالشبع.
تلعب أشعة الشمس دورًا هامًا في صحة الأطفال الرضع، وتساعد على تنظيم الهرمونات، وتعزيز النوم الصحي.
وهي المعروفة باسم Cluster Feeding حيث يرضع الطفل رضعات بينها فترات متقاربة في فترة المساء، وهذا سيساعد الطفل على النوم لفترات أطول خلال الليل.
من المهم أن تكون الغرفة التي ينام فيها الطفل مشابهة لبيئة الرحم، بحيث تكون هادئة، وذات درجة حرارة مناسبة ومظلمة مع وجود مصدر للضوضاء البيضاء باستخدام جهاز ضوضاء بيضاء مخصص للرضع أو جهاز مثل المروحة.
من الأخطاء التي تصعب على الأمهات وضع روتين النوم للرضع، هي تعريض الطفل للشاشات قبل النوم، فحتى إن لم يكن الطفل يشاهد الشاشة بشكل مباشر وجوده في غرفة التلفزيون سيصعب خلوده للنوم عندما يحين موعد نومه. ويفضل اصطحاب الطفل للغرفة التي سينام فيها قبل نصف ساعة من موعد النوم مع وجود ضوء خافت وهدوء لتكون فترة انتقالية بين غرفة المعيشة التي تضج بالأنوار والأصوات وغرفة النوم الهادئة والمظلمة.
من المهم أن يكون هناك روتين يومي للنوم يهيئ الطفل لينام، مثل إخبار الطفل كل يوم بالوقت نفسه أنه حان وقت النوم، ثم تغيير الحفاض، إغلاق الستائر، غناء أغنية مخصصة للنوم. ولا داعي لأن يكون هذا الروتين طويلًا مع تحميم وغيره من الخطوات التي تستغرق وقتًا طويلًا.
من المهم وضع الطفل في المهد أو المكان الذي ينام فيه وهو لا يزال مستيقظًا، ولكن وهو نعسان، وذلك أفضل من وضعه في مهده بعد أن يغفو تمامًا.
من الأخطاء التي تقوم بها الكثير من الأمهات، هي حمل الطفل بمجرد استيقاظه خلال الليل، بينما من الممكن أن يعود الطفل للنوم من تلقاء نفسه. فإن لم يكن الطفل يبكي أو يشعر بالألم لا داعي لحمله، ويجب الاكتفاء بالطبطبة عليه، والتحدث معه وهو في مهده.
لا يمكن إعطاء إجابة واحدة على هذا السؤال، فقد يحتاج الطفل فعلًا للرضاعة خلال الليل؛ لأنه لم يشبع خلال النهار، ومن الممكن أن يحتاج كمية أكبر من حليب الأم؛ بسبب مروره بطفرة نمو.
في الأسابيع الأولى بعد الولادة من المهم أن يرضع الطفل كل ثلاث ساعات حتى وإن استدعى ذلك إيقاظ الطفل من نومه في الليل. وكذلك إن لم تكن زيادة وزن الرضيع في معدلها الطبيعي من المهم إرضاعه كل ساعتين إلى ثلاث ساعات؛ مما يعني أنه يتعين على الأم الاستيقاظ في منتصف الليل وإيقاظ رضيعها لكي يرضع.
أما إذا كان الطفل يحصل على ثمان رضعات أو أكثر في النهار، وكان عدد الحفاضات المبللة يدل على شبع الرضيع من حليب الأم، وبينت المراجعات لدى طبيب الأطفال أن وزنه يزداد بشكل طبيعي فلا داعي لإيقاظه من النوم لكي يرضع.
بعض الأطفال ينامون طوال الليل من عمر شهرين، بينما يحتاج أطفال آخرون المزيد من الأشهر لينامو طيلة الليل، فالأمر يختلف باختلاف طبيعة الطفل، وعمره، ووزنه ومدى شبعه من الرضاعة.
نوم الأطفال أمر معقد، ويعتمد على العديد من العوامل، والالتزام بالنصائح السابقة يجعل من نوم الأطفال أمراً أقل تعقيدًا، وإجهادًا.