لا يمكن أن تتصفحي السوشيال ميديا وحسابات الأطباء، والمختصين بالتغذية والرياضة، والصحة النفسية، وألا تسمعي كلمة كورتيزول عدة مرات. هرمون الكورتيزول ليس ترند على السوشيال ميديا، حتى وإن ازداد المحتوى عنه بشكل كبير مؤخرًا، بل هو من الهرمونات المهمة للصحة، والذي يؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية بشكل كبير. سنستعرض في هذا المقال كل الجوانب المتعلقة بالكورتيزول، وأعراض ارتفاعه، والعلاج المناسب.
الكورتيزول هرمون من الهرمونات القشرية السكرية، والذي تنتجه وتفرزه الغدد الكظرية. الغدد الكظرية غدد صغيرة الحجم موجودة فوق الكلى. الهرمونات هي عناصر كيميائية تعمل على تنسيق مهام الجسم المختلفة، وذلك من خلال نقل الدم إلى أعضاء الجسم، والجلد، والعضلات وغيرها من الأنسجة. تقوم الهرمونات بإخبار الجسم ماذا يفعل، ومتى يقوم بهذا الفعل أيضًا.
الهرمونات القشرية السكرية هي نوع من الهرمونات الستيرويدية التي تعمل على كبح الالتهابات في جميع أنسجة الجسم، وعلى التحكم بالأيض في العضلات والدهون، وفي الكبد وفي العظام. كما تؤثر هذه الهرمونات على دورة النوم واليقظة لدى الإنسان.
هرمون الكورتيزول من الهرمونات الأساسية التي تؤثر في معظم أعضاء الجسم، حيث تحتوي جميع أنسجة الجسم على مستقبلات الهرمونات القشرية السكرية؛ مما يجعل للكورتيزول تأثيرًا مباشراً على معظم أجهزة الجسم مثل:
يعمل التوتر على إطلاق عدة إشارات داخل الجسم من الهرمونات ومن الأعصاب. تسبب هذه الإشارات تحفيز الغدة الكظرية على إفراز هرموني الأدرينالين والكورتيزول. وكنتيجة لذلك يحدث تسارع في نبضات القلب والطاقة، كجزء من استجابة الكر والفر وهي طريقة تعامل الجسم مع مسببات التوتر والقلق. فهذه الاستجابة تساعد الجسم على الاستعداد لأخطار محتملة.
كما يعمل الكورتيزول على تقليل الوظائف التي تعتبر غير أساسية في الأوضاع التي تستدعي استجابة الكر والفر. عادة ما تعود الهرمونات إلى مستوياتها الطبيعية، وتعود وظائف الجسم لعملها الطبيعي بعد زوال الخطر أو التهديد الذي سبب زيادة التوتر.
ولكن في حال التعرض لحالة من التوتر المستمر، لا تنخفض مستويات الكورتيزول، ويبقى الجسم في حالة استجابة الكر والفر. فالتعرض المطول للتوتر والارتفاع المتسمر لهرمون الكورتيزول وغيره من هرمونات التوتر، يؤثر بشكل سلبي على جميع وظائف الجسم. مما يجعل الجسم أكثر عرضة لمشاكل صحية خطيرة مثل أمراض القلب والشرايين، وأمراض الرئتين، والسمنة، واضطراب القلق، والاكتئاب، وغيرها.
تقع الغدة النخامية في أسفل الدماغ، ويطلق عليها أحيانًا لقب الغدة الرئيسية أو “Master gland” لأنها تراقب وتتحكم بالعديد من وظائف الجسم من خلال الهرمونات التي تفرزها. عندما تصاب الغدة النخامية بمشكلة ما سيؤدي ذلك، إلى زيادة أو نقص في إنتاج وإفراز الهرمونات بما في ذلك هرمون ACTH الهرمون الموجه لقشرة الكظر، مما يؤثر على مستويات هرمون الكورتيزول.
من أبرز المشاكل التي تصيب الغدة النخامية، وتؤثر على مستويات الكورتيزول:
تسبب بعض الأدوية رفع مستويات الكورتيزول، حيث بينت بعض الدراسات أن بعض أدوية منع الحمل تؤثر في مستويات الكورتيزول في الدم. بالإضافة إلى بعض أدوية الستيروئيدات القشرية Corticosteroid medications التي تستخدم في علاج الربو، والروماتيزم، وبعض أنواع السرطان، وغيرها من الأمراض، قد تسبب ارتفاع الكورتيزول عند استهلاكها بكميات كبيرة لفترة مطولة. من الجدير بالذكر أنه لا يجب التوقف عن تناول أي دواء وصفه الطبيب دون مراجعته. إن كنت تتناولين هذه الأدوية تحدثي مع طبيبك وشاركيه مخاوفك واطرحي جميع أسئلتك لتتأكدي من أنك تتناولين جرعة مناسبة لفترة محدودة.
بينما يتحدث الجميع عن خطر ارتفاع الكورتيزول كثيرًا ما يُهمل ذكر انخفاض الكورتيزول. فعدم إنتاج ما يكفي من هرمون الكورتيزول يؤدي إلى الإصابة بمرض أديسون، وفيما يلي أبرز أعراضه:
ارتفاع الكورتيزول لفترة طويلة، قد يؤدي لآثار سلبية طويلة الأمد على الصحة. عند ظهور أعراض ارتفاع أو انخفاض الكورتيزول يجب مراجعة الطبيب وإجراء فحص دم للتأكد من مستويات هذا الهرمون، والحصول على خطة علاجية في حال كان مستوى الهرمون غير طبيعي. يعرف هرمون الكورتيزول باسم هرمون التوتر أيضًا لذلك من المهم من محاولة السيطرة على التوتر، لتجنب الإصابة بمشاكل صحية قد يصعب علاجها لاحقًا.