أين تختبئ المعادن الثقيلة وكيف نتجنبها؟
هل سمعتِ من قبل عن المعادن الثقيلة؟ وعن تأثيراتها الضارة بصحة البالغين والأطفال؟ فبالرغم من أن هذه المعادن يمكن أن تؤثر بشكل كبير على البالغين، إلا أن تأثيرها على الأطفال أخطر؛ لأن أجسامهم ما تزال في طور النمو، ويكونون أكثر حساسية لها. تابعي المقال لتعرفي أكثر عن هذه المعادن وأبرز مصادرها ومخاطرها المحتملة على الصحة وكيفية تجنبها.
ما هي المعادن الثقيلة؟
المعادن الثقيلة هي عناصر موجودة بشكل طبيعي في كل مكان يحيط بنا، تتميز بوزن ذري مرتفع وكثافة أعلى بخمس مرات على الأقل من كثافة الماء.
وعلى الرغم من انتشارها بشكل كبير في البيئة المحيطة بنا، كالتربة التي نمشي عليها، والمياه التي نشربها، والمنتجات التي نستخدمها بشكل يومي بسبب استخدامها بنطاق واسع في الصناعات، إلا أن التعرض لمستويات مرتفعة من هذه المعادن (سواء عن طريق تناول أو شرب شيء ملوث بها أو استنشاق غبار أو أبخرة ملوثة)، يسبب تراكمها داخل خلايا الجسم، ويمنع الخلايا من أداء وظيفتها، وهذا يمكن أن يشكل خطرًا يهدد الصحة، فقد تتلف بعض الأعضاء الحيوية مثل الكبد والدماغ نتيجة لذلك.
أمثلة على المعادن الثقيلة ومصادرها
الآن يأتي السؤال الأهم وهو "ما هي المعادن التي تعتبر معادن ثقيلة؟". في الحقيقة تعد الكثير من المعادن ثقيلة، ولكن لا يعتبر جميعها سيئًا وضارًا بالصحة، إذ يحتاج الجسم لكميات قليلة من بعض هذه المعادن، مثل: النحاس، والحديد، والزنك لتعمل الأعضاء بشكل صحيح.
أما فيما يتعلق بالمعادن الثقيلة التي يمكن أن تكون سامة للجسم، فيما يأتي قائمة بأكثرها شيوعًا:
- الزئبق: يوجد الزئبق بشكل شائع في سوائل موازين الحرارة، والمصابيح الكهربائية، وحشوات الأسنان الفضية، والبطاريات، والمطهرات الموضعية، وبعض الكائنات البحرية (إذ يتراكم بشكل كبير في أنسجة الخياشيم والكبد والعضلات لأنواع مختلفة من الأسماك).
- الرصاص: يوجد في المياه الملوثة من أنابيب الصرف الصحي المصنوعة من الرصاص، والبنزين، ومواد البناء، والطلاء.
- الزرنيخ: الزرنيخ متوفر في المبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب، ومبيدات الفطريات، وبعض الكريمات الموضعية، والدهانات، والزجاج، والمياه الملوثة، والكائنات البحرية، والطحالب.
- الكادميوم: يوجد في دخان السجائر، والطلاء المعدني والبطاريات أيضًا.
- الليثيوم: هذا المعدن يوجد في مبيدات القوارض، والمبيدات الحشرية، والألعاب النارية.
كيف يمكن أن نتعرض لها؟
يمكن أن نتعرض للمعادن الثقيلة بأحد الطرق الآتية:
- العمل في مصنع يستخدم هذه المعادن في الصناعات.
- تناول الكائنات البحرية التي يتم اصطيادها من مياه بها مستويات عالية من الزئبق.
- تناول الأدوية العشبية والمكملات التي تحتوي على هذه المعادن.
- شرب الماء الملوث بهذه المعادن (مثل مياه الصنبور في حال كانت أنظمة الإمدادات قديمة).
- التعامل مع المنتجات المصنوعة من كمية كبيرة من المعادن مثل الطلاء والمبيدات الحشرية دون استخدام أدوات وقاية.
أعراض التسمم بمعادن ثقيلة
لا بد أنك تتساءلين الآن "كيف أعرف أن جسمي فيه معادن ثقيلة؟" والحقيقة هي أن أعراض التسمم بهذه المعادن تختلف اعتمادًا على المعدن والكمية، وفيما يأتي التوضيح:
التسمم الحاد
يحدث التسمم الحاد عند التعرض لكمية كبيرة من المعدن مرة واحدة، كابتلاع طفل لعبة مصنوعة من الرصاص أو التعرض لحادث كيميائي في مصنع، وعادةً ما تظهر الأعراض بسرعة، وتشمل:
- الخدران والوخز.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- قشعريرة وانخفاض في درجة الحرارة.
- الشعور بالارتباك.
- التقيؤ.
- فقر الدم.
- الإغماء.
- ألم البطن.
- الإسهال والجفاف.
- تراكم السوائل في الرئتين.
- مشاكل الدماغ وفقدان الذاكرة.
- تلف الكبد والكلى وتهيج الرئة.
- التغيرات السلوكية.
- الإجهاض أو الولادة المبكرة.
التسمم المزمن
يحصل هذا النوع عند التعرض لكميات قليلة من المعدن، ولكن لفترات طويلة، فيتراكم المعدن في الجسم، وتظهر الأعراض الآتية:
- الصداع.
- الضعف والتعب.
- آلام العضلات.
- الإمساك.
- مشاكل إدراكية وبطء في النمو للأطفال.
كيف يمكن تجنب المعادن الثقيلة؟
ببساطة يجب تقليل التعرض لهذه المعادن لتقليل فرصة التعرض لمخاطرها المحتملة، ويمكن اتباع الخطوات الآتية من أجل ذلك:
- ارتداء معدات الحماية الشخصية كالقفازات والأقنعة عند العمل بالمصانع والأماكن الأخرى التي يمكن أن تعرضك لهذه المعادن.
- الحد من كمية الأسماك والمأكولات البحرية التي تحتوي على الزئبق في النظام الغذائي.
- الالتزام بممارسات النظافة الشخصية وتحديدًا غسل اليدين قبل تناول الطعام.
- قراءة الملصقات على المنتجات التي يتم شراؤها وخاصة أغذية الأطفال للتأكد من أنها خالية من هذه المعادن.
الخلاصة
المعادن الثقيلة هي عناصر طبيعية تتشكل بشكل طبيعي داخل القشرة الأرضية، وتتميز بكثافة أعلى بخمس مرات على الأقل من كثافة الماء. عادةً ما نتعرض لكمية صغيرة من هذه المعادن، ونستخدمها ونتفاعل معها بشكل يومي، ولكن قد يسبب التعرض المفرط لها تراكمها داخل خلايا الجسم والإصابة بتسمم قد يهدد الحياة.
