ينصحك الجميع خلال الحمل بتناول الطعام الصحي، والحصول على الراحة، وتناول فيتامينات الحمل. ولكن هل أخبروك أن تستمعي للموسيقى؟ اقرئي هذا المقال لتتعرفي على فوائد الموسيقى خلال الحمل لك ولطفلك.
لقد أُثبت أن للموسيقى تأثيراً على نمو، وتطور الدماغ قبل الولادة. لذلك فإن سماع الموسيقى خلال الحمل، لن يكون له تأثير مريح على الأم الحامل فقط، بل سيؤثر على نحو إيجابي على جنينها. ففي المرحلة بين الأسبوع السادس عشر، والأسبوع الثامن عشر من الحمل، يبدأ الجنين بسماع الأصوات وهو في داخل الرحم.
لقد أُثبت علميًا أنه، وخلال الأشهر الأخيرة من الحمل، يمكن للجنين سماع صوت والدته، ولغتها الأم، حتى إنه سيبدأ بتذكر نمط الكلمات. وبينت الدراسات أن سماع الموسيقى خلال الحمل مفيد للأم وللجنين بأشكال متعددة.
الاستماع للموسيقى، من أسهل الطرق لتحسين المزاج، وتقليل التوتر. للموسيقى قوة علاجية، والعلاج بالموسيقى يستخدم منذ القدم لعلاج العديد من الأمراض الجسدية، والنفسية.
من الطبيعي أن تشعر الحامل ببعض القلق، والتوتر. ولكن ارتفاع مستويات القلق، والتوتر، لها آثار سلبية على الحامل وقد تسبب العديد من المشاكل مثل الولادة المبكرة، والإجهاض، وتدني وزن الطفل عند الولادة.
كما تبين أن قلق الأم الحامل خلال الأشهر الأولى من الحمل، قد يجعل طفلها أكثر عرضة للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. استماعك للموسيقى خلال الحمل، قد يهدئ تفكيرك، ويحسن من مزاجك، مما يساعد على تقليل مستويات القلق، والتوتر. كما يشير الخبراء، إلى أن للموسيقى دوراً في تقليل أي توتر قد يشعر به الجنين وهو في الرحم.
تعزز الموسيقى المشاعر الإيجابية، والتي ستحفز ترابطك مع طفلك حتى من قبل ولادته. هذا الترابط القوي مع جنينك، له أثر عظيم على حياتك، وحياته على حد سواء.
ستبدو الموسيقى لجنينك على أنها موجات صوتية إيقاعية. وتركيز الطفل على هذه الموجات، ستحفز مهارات طفلك الإدراكية، وحاسة السمع لديه، وسيحسن ذلك أيضًا من ردود الفعل الانعكاسية لديه.
قد يؤثر نوع الموسيقى الذي تستمعين إليها خلال حملك على شخصية طفلك. فاستماعك للموسيقى الهادئة قد تجعل من طفلك هادئًا ومتزنًا، بينما قد تجعله الموسيقى الصاخبة يتسم بصفات عنيفة.
تمامًا كما تجعلك الموسيقى أكثر هدوءً وأنت متوترة، وقلقة. فسيكون لها نفس التأثير على طفلك، مما يجعلها طريقة فعالة للتعامل مع كل أنواع التوتر خلال الحمل.
تساهم الموسيقى في تطوير مهارات الاستماع والكلام، وتعزيز الصحة العاطفية، والإدراك العقلي. فلقد تبين أن الطفل يفضل الموسيقى التي كان يستمع إليها وهو في بطن أمه، ويكون قادراً على تذكرها بعد أربعة شهور من ولادته. حيث يولد الرضيع بقدرة داخلية على تمييز الإيقاعات الموسيقية.
يصبح لدى الأم والجنين حالة من التواصل المكثف، بفعل تحدث الأم مع طفلها باستمرار، وتزداد قوة التواصل مع اقتراب الولادة. لذلك الاستماع لنفس الموسيقى سيخلق بين الأم وطفلها حالة من الاستمرارية، والتقارب.
فقد بينت الأبحاث أن الأطفال الرضع يستجيبون للموسيقى التي سبق أن سمعوها قبل ولادتهم، وذلك من خلال الحركة، أو التحديق بمصدر الموسيقى.
تؤثر الموسيقى، وصوت الأهل على الجهاز السمعي للطفل، ويؤثر ذلك بشكل إيجابي على النمو العاطفي والاجتماعي.
في الثلث الثالث من الحمل، سيتمكن الجنين من سماع الموسيقى. تتمتع الموسيقى الكلاسيكية، والأصوات اللطيفة مثل أغاني المهد، بنغمات جميلة تبعث على السعادة، والهدوء.
هل هناك نوع موسيقى أفضل للجنين؟ أفضل بالنغمات البسيطة، ولكن أي موسيقى تسعدك هي خيار ممتاز. إذا كنت محتارة باختيار النغمات، هناك العديد من قوائم الاستماع الجاهزة التي أعدت خصيصًا للحوامل. تركز بعض هذه القوائم على موسيقى التأمل، بينما تركز قوائم أخرى على موسيقى حديثة مفرحة. فالخيارات لا تنتهي!
لا تعمل حاسة السمع لدى الجنين بالكامل مرة واحدة. فهي تتطور بخطوات، ويتطور كل جنين بشكل مختلف عن غيره. كما تصل الأصوات بشكل مكتوم إلى الرحم، خصوصًا الأصوات ذات الترددات العالية. لذلك لا يمكن تحديد الوقت الذي سيستمع طفلك خلاله لأنغامك المفضلة.
نعلم أن يمكن للجنين سماع الأصوات خلال الثلث الثاني من الحمل، وأن في الأسبوع الخامس والعشرين، يتجاوب حوالي 50% من الأجنة مع الأنغام التي يتراوح ترددها بين 100 و500 هيرتز. وهو مدى كلام الكبار، إذًا يمكن للجنين سماع الموسيقى التي تصله بنفس هذه الترددات.
ولكن لضمان استماع أفضل علينا الانتظار للأسبوع الثلاثين من الحمل، أو ما بعد ذلك. لا يتجاوب أغلب الأجنة، مثلاً مع الأصوات الأعلى من 1000 هيرتز.
ولقد لاحظ الباحثون أنه عند تسميع الأجنة أغنية كاملة، عوضا عن بعض الأنغام المنفردة، أن انتباه الأجنة للموسيقى يزداد مع الأسبوع الثالث والثلاثين من الحمل.
مع تقدم الحمل، تتحدث الأم أكثر مع جنينها. وتبدأ بعض الأمهات بغناء أغاني النوم، وقراءة قصص الأطفال. وتسمع بعض الأمهات جنينها الموسيقى الكلاسيكية لتعزيز نموهم العقلي. وتشجع الكثير من الأمهات أزواجهن على التحدث مع الجنين أيضًا.
وفي الفترة بين الأسبوع 16-18 من الحمل، يكون الجنين قادراً على سماع أول صوت. حيث ترتبط الأذن الداخلية بالخلايا العصبية في الدماغ المسؤولة عن سماع الأصوات.
وبحلول الأسبوع الرابع والعشرين، تتطور الأذنان بشكل سريع، ولقد تبين أن الجنين يلتفت باتجاه الصوت، أو الموسيقى. وستتحسن حساسية الجنين للصوت مع مرور أسابيع الحمل، وخلال الثلث الأول، والثاني من الحمل.
يكون طفلك قادرًا على سماع أصوات، لا تكترثين لها. مثل الأصوات الصادرة من جسمك، والتي تشمل ضربات قلبك، دخول وخروج الهواء من رئتيك، وأصوات معدتك، وحتى صوت انتقال الدم عبر الحبل السري.
التأثير الإيجابي للاستماع للموسيقى خلال الحمل لا يقتصر فقط على تهدئة وإبهاج الأم، بل يصل التأثير الإيجابي للجنين أيضًا. كما أن التأثير الإيجابي الذي تتركه الموسيقى سيساهم في تقوية الروابط بينك وبين جنينك قبل ولادته.
اقرئي أيضًا الموسيقى وطفلك الرضيع: ما لم تعرفيه من قبل