كيف تؤثر الحالة النفسية على خصوبة المرأة؟

تؤثر الهرمونات على مشاعر ومزاج المرأة بطرق مختلفة خلال فترات حياتها المختلفة. ويؤثر مزاج المرأة وحالتها النفسية على جودة حياتها بشكل كبير، كما أن هناك علاقة وثيقة بين الصحة النفسية والدورة الشهرية، والحمل، ومرحلة انقطاع الطمث. في هذا المقال سنسلط الضوء على العلاقة بين الحالة النفسية وبين خصوبة المرأة، وسنبين ما إذا كان الوضع النفسي للمرأة سببًا من أسباب تأخر الحمل.

omooma
أمومة
تاريخ النشر:Nov 21st 2024
تأثير الحالة النفسية على خصوبة المرأة

تأثير التوتر على الصحة الإنجابية

التوتر ليس مجرد إحساس عابر، بل هو عبارة عن ردة فعل جسدية يمكنها إحداث خلل في توازن الهرمونات التي تؤثر في الصحة الإنجابية. فقد تسبب مستويات التوتر المرتفعة تغيرات هرمونية كبيرة تؤدي إلى تأخر التبويض، واضطراب في الدورة الشهرية، وعدم انتظامها، مما يسبب تأخر الحمل.  

تأثير الحالة النفسية على خصوبة المرأة

فترة محاولة الحمل فترة مليئة بالتحديات النفسية، ومن السهل أن تقع المرأة ضحية للتوتر والقلق، لذلك قد يكون القلق الناجم عن محاولة الحمل ومتابعة التبويض، وتوقيت الجماع بحسب فترة الخصوبة هو بحد ذاته سببًا لتأخر الحمل، لأنه سيؤثر بشكل مباشر على الهرمونات المرتبطة بالتبويض.

كما أن النساء اللاتي يعانين من قلق مزمن يعانين من عدم انتظام في الدورة الشهرية، مما يجعل متابعة التبويض أمرًا صعبًا. كما أن التوتر والقلق يؤثران بشكل سلبي على فاعلية علاجات الخصوبة، حيث إن هرمون الكورتيزول المعروف باسم هرمون التوتر يؤثر في قدرة الجسم على تنظيم الهرمونات.

العلاقة بين الصحة النفسية وبين علاجات الخصوبة

تعتبر الصحة النفسية ذات أهمية فائقة للأزواج الذين يخضعون لعلاجات الخصوبة مثل أطفال الأنابيب. فلقد بينت الدراسات والأبحاث الطبية أن التوتر والقلق يقللان من نسب نجاح علاجات أطفال الأنابيب بشكل ملحوظ. حيث يشكل الخضوع لهذه العلاجات ضغطًا نفسيًا كبيرًا على الزوجين، بالإضافة للضغط العاطفي الناجم عن تأخر الحمل، مما يحول دون نجاح علاجات الخصوبة وحدوث الحمل.

لذلك عادة ما ينصح الخبراء أن يحصل الأزواج الذين يلجؤون إلى علاجات الخصوبة على إرشاد ودعم نفسي من خبراء الصحة النفسية. وذلك إما من خلال الاستشارات النفسية أو ممارسة وسائل تقليل التوتر، حيث إن الصحة النفسية هي عامل أساسي لتعزيز فرص حدوث الحمل.

يشير الخبراء إلى العلاقة بين الصحة النفسية والخصوبة على أنها تشبه الحلقة المفرغة، فكلما زاد القلق النفسي بسبب تأخر الحمل، كلما أصبح حدوث الحمل أصعب بسبب الحلقة المفرغة من الإحباط، وخيبات الأمل، والكآبة. حيث تؤثر كل هذه المشاعر السلبية على التبويض عند المرأة، وجعله غير منتظم، فيصعب التنبؤ بفترة الخصوبة كل شهر، مما يزيد صعوبة حدوث الحمل. وفي بعض حالات التوتر والقلق الشديدين قد يتوقف التبويض تمامًا.

نصائح لتحسين الصحة النفسية خلال محاولة الإنجاب

1| التأمل

تمارين التأمل والتنفس العميق تساعدان على تقليل حدة التوتر والقلق بفاعلية كبيرة. حيث إنها تعزز الاسترخاء، وتقلل مستويات هرمون الكورتيزول؛ مما يساعد على تنظيم الهرمونات المرتبطة بالصحة الإنجابية.

2| العلاج النفسي

الحديث مع معالج نفسي مختص بالخصوبة وتأخر الإنجاب يساعد على تحسين الحالة النفسية. حيث إن العلاج المعرفي السلوكي يعتبر وسيلة فعالة للتخلص من الأفكار القلقة المصاحبة لمشاكل الخصوبة. كما أن جلسات العلاج والاستشارة توفر مساحة آمنة للتعامل مع المشاعر وتطوير وسائل للتعامل مع التحديات المختلفة.

3| ممارسة الرياضة

ممارسة الرياضة باعتدال تساعد على تحسين الصحة الجسدية، والنفسية، وتقليل التوتر وتحسين المزاج وتنظيم الهرمونات. من المهم التنويه أن المبالغة في ممارسة الرياضة تؤثر في انتظام الدورة الشهرية، وقد تسبب تأخر في الحمل.

4| الانضمام إلى مجموعات الدعم

الانضمام إلى مجموعة دعم فيها نساء مررن، أو يمرن حاليا بتجربة مماثلة يساعد على تحسين الحالة العقلية، ويمنح مساحة لمشاركة الخبرات والمشاعر، ويقلل العزلة وبالتالي يقلل التوتر والقلق.

5| الإبر الصينية

تشير بعض الأبحاث إلى أن الإبر الصينية يمكن أن تعزز الخصوبة؛ لأنها تقلل من التوتر والقلق، كما أن الاسترخاء الذي تمنحه الإبر الصينية يعزز توازن الهرمونات؛ مما يسهل حدوث الحمل.

الخلاصة،

هناك حاجة إلى وجود نظرة شمولية لمشاكل خصوبة المرأة والرجل وتأخر الحمل، حيث إن الدرب نحو الأمومة هو درب عاطفي ودور الصحة العقلية مهم. من المهم فهم العلاقة اللانهائية بين مشاكل الخصوبة، والتوتر، والقلق، والصحة العاطفية والعقلية لأجل اتخاذ خطوات تعزز الوضع النفسي، وتسهل حدوث الحمل. وذلك ممكن من خلال ممارسة تمارين تقليل التوتر، أو العلاج المعرفي السلوكي، وحضور جلسات استشارية يقدمها الخبراء.

omooma
أمومةمنصة عربية تقدم كورسات ومحتوى عن كل ما يتعلق الأمومة

أمومة هي المنصة العربية الأولى على شبكة الإنترنت، والتي تقدم دورات تدريبية ودروس أونلاين عن كل ما يتعلق بالأمومة. وتقدم منصة أمومة محتوى مصور ومكتوب يغطي مواضيع عديدة تتعلق بصحة المرأة، والحمل، والخصوبة، وصحة الأطفال والتربية وغيرها من المواضيع التي تهم المرأة. يكتب مقالات منصة أمومة كتاب محتوى طبي بناء على أبحاث مستفيضة، وتنشر المقالات بعد مراجعتها من فريق كبير ومتنوع من أفضل الخبراء في المنطقة لنقدم للمرأة العربية كل ما تحتاج من معرفة ودعم لمساندتها في رحلتها كأم.

مقالات ذات صلة