
درب النصائح التربوية مفروش بالنوايا الحسنة
بالرغم من في أغلب الأحيان يأتيك سيل النصائح ملفوفاً بالنوايا الحسنة، إلا أن بعضها قد يكون له أثر كبير على الصحة النفسية للأم لأول مرة، والتي تكون ذات معلومات محدودة ثقة هشة في أمومتها. حيث إنها ستسمع نصائح مثل
- “لا تحتضني طفلك”
- “كوني شديدة مع ابنتك”
- طفلك شديد التعلق به، عوديه ألا يتعلق بك هكذا”
- “يجب أن تهذبي ابنك”
- وأحدث النصائح التي تروج لها الكثير من الأمهات على السوشيال ميديا: “لا تكثري من مدح طفلك”.
يتسارع الناس لإعطاء الأم حديثة العهد بالأمومة الكثير من النصائح من واقع خبراتهم، ولكننا نعيش اليوم في عصر مختلف عن الذي عاشت فيه أمهاتنا، وغيرهم من الأمهات المخضرمات، ونسعى بشكل يومي لكي نربي أطفالنا لكي ينجحوا في هذا العالم المتغير باستمرار. فليس من الضروري أن تنجح معنا النصائح التربوية التي نجحت مع الأمهات قبل عشر سنوات.
فنحن اليوم كأمهات شابات محظوظات بوجود مصادر موثوقة تقدم معلومات طبية وتربوية من قبل أطباء، وخبراء، ومختصين. حيث تساعدنا هذه المعلومات على تربية أطفال سعداء، ويتمتعون بصحة نفسية ممتازة في عصرنا هذا، الذي لا يمكن أن تطبق فيه الكثير من المعايير التربوية التي طبقتها الأمهات من قبلنا.
من حق أي شخص من عائلتك، أو صديقاتك تقديم النصائح، ولكن من حقك كأم أن تعملي بهذه النصيحة، أو أن تتجاهليها وتمضي قدمًا على دربك، وبطريقتك الخاصة.
قومي بالبحث عن المعلومات في المصادر الموثوقة، وطبقي الأسلوب التربوي الذي يناسبك، ويناسب أسرتك. فإذا اتبعت نصيحة من الأشخاص من حولك، وشعرت بعدم ارتياح، فاعلمي أن هذه النصيحة ليست لك.
هناك الكثير من الكلام، عما عليك فعله، وما عليك تركه، سواء من الأشخاص من حولك، أو على شبكة الإنترنت، بشكل يشعرك بالضغط والتوتر، وآخر ما تحتاجه الأم هو الضغط الخارجي على كيفية تربيتها لأطفالها.
فالقصد من القرية هي أن تساعدك، وأن تخفف توترك، لا أن تكون سببًا له. فالنصيحة التي تقدمها الصديقات والقريبات، يجب أن تكون نصيحة لا أكثر، فلا يحق لأي أحد أن يملي عليك كيف تربين أطفالك، فلا أحد يعلم ما الذي يحتاجه أطفالك أكثر منك.
اقرئي أيضًا حكايات الأمومة: تجربتي مع اكتئاب ما بعد الولادة